دولة المجموعات الإرهابية: وطن مسروق وحكومة ميته سريريا و بلا شرعية

بقلم: بروفسور دكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

https://kitabat.com/news/%d8%aa%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d9%84%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae/

اثبتت الاحداث على مر العصور ان استخدام العنف والقوة لغرض فرض السيطرة على الاخرين لن تجدي نفعا ومصيرها حتما الفشل ومصير اتباعها مزابل التأريخ والقصاص. هذه قاعدة سنها الله لعباده حين قال ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك وحين قال انما انت مُذَكِر لست عليهم بمسيطر وقوله تعالى ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟

الشيطان هو الذي يدفع المجرمين لارتكاب جرائمهم وقتل وتعذيب الاخرين وليس الله ولا الدين. واحدة من الامثلة على ذلك هو الارهاب الداعشي ولا فرق بين دواعش الشيعة و دواعش السنة في ذلك لان كلاهما يفسرون الدين بما تشتهيه انفسهم ويستخدمونه لأغراضهم الشيطانية لتخدير العقول والسيطرة عليها. ومن الامثلة على ذلك هو النظام الايراني القمعي والارهابي مثله مثل القاعدة والدواعش في بث الرعب والارهاب باسم الدين. الدين لا يدعو للعنصرية والجميع متساوون ولكننا نجد ان العنصريين انفسهم يزجون الدين بشكل يخدم اغراضهم و بشكل عام فان الفرس يكرهون العرب و لا يختلف نظامهم العنصري الحالي عن نظام الشاه في تلك الكراهية والاستعلاء. وهم كلما سنحت لهم الفرصة اشاعوا الظلم والتخريب والفساد في العراق مستغلين حب اهل البيت من اجل كسب ود الشيعة ولكن ذلك لا يختلف عن العباسيين الذين استخدموا نفس الاسلوب للقضاء على دولة بني امية وبعد استيلائهم على السلطة ظهر العكس تماما فقتلوا اهل البيت شر قتله. واليوم يعيد التأريخ نفسه عندما يقوم ازلام النظام الفارسي بقتل اتباع اهل البيت والسبب هو نفس السبب العباسي اي الخوف من ان يأخذوا منهم السلطة.

والتاريخ واضح ويخبرنا بان اهل البيت انفسهم لم يستلموا سلطة بل انهم لم يرغبوا بها ما عدا الامام علي الذي اجبر على توليها بعد مقتل الخليفة الثالث. و حسب القران الكريم فان اهل البيت اصطفى لهم الله الدين ونزههم عن السلطة لأنها جائرة ولاتتتم الا ان يكون فيها ظلم وتعسف وهذا يتنافى وآية التطهير التي طهرهم بها الله من الرجس والظلم وما شابهه. وعليه فان مسألة ولاية الفقيه الخمينية باطلة لأنها لو كانت حق لكان اهل البيت احق بها من غيرهم فلماذا لم يستخدم اهل البيت الوسائل المتاحة للسيطرة وسيرتهم تشهد على عكس ذلك. وهذا الذي يسمي نفسه ولي امر المسلمين المدعو علي خامنئي كيف يكون ولي امر المسلمين وهو قتل ولايزال يقتل المسلمين ويعذبهم ويقمعهم ويرسل جلاديه لقمعهم والسيطرة عليهم حتى لو اراد احدهم المطالبة بحقوقه المشروعة وبناء وطنه كما يحصل في العراق؟! وكيف يكون ولي امر المسلمين وهو يجعل عليهم مجموعة من الفاسدين والفاشلين والمستهترين والسراق من امثال احزاب العراق ما بعد ٢٠٠٣؟! هذه الافعال ليست من الدين بصلة ولا من مذهب اهل البيت الذين يقتل اتباعهم على ايدي نظام ولاية الفقيه الذي يدعي اتباع مذهب اهل البيت وهذا تدليس وكذب وتسلط وعنجهية وعنصرية فارسية. ويتضح من الاحداث الجارية بشكل جلي وواضح لماذا قام المقبور خميني بالإصرار على استمرار الحرب مع العراق لمدة ثمان سنوات احرقت الاخضر واليابس ولم يستفيد منها الا اعداء العرب والمسلمين. وهو الذي على يديه تم قتل ما يقارب المليون مسلم في العراق وايران وتدمير البنى التحتية وتأخير العراق وبلده كذلك لحقبة زمنية كاملة من التقدم. انها السلطة والعنصرية والاستعلاء والتكبر بنفس اسلوب القاعدة وداعش تماما.

انه الارهاب الذي لطالما حاول نظام خميني نفيه عنه ولكن افعاله في العراق اليوم تشير عكس ذلك تماما اذ ان بصمات الارهاب الايراني لا تحتاج لدليل على اثباتها. اذن ماذا يسمى القتل والترويع والاغتيالات و عمليات الخطف وغير ذلك من افعال؟ يعرف الارهاب حسب القانون الجنائي الدولي مثل ما جاء في قانون مجلس الامن على انه مجموعة الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة المدنيين اثناء الحروب و عادة ما يتم استخدام تكتيكات مماثلة من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانينها. وهذا ما يحصل بالضبط في العراق من قبل المجموعات الايرانية و من قبل بعض الاحزاب الموالية لايران و عليه فان هذه الاحزاب تقع تحت طائلة الارهاب اي انها احزاب ارهابية لانها تستخدم القمع والتخويف والقتل الممنهج لكي تبقي الشعب تحت سيطرتها وتفرض عليه اجنداتها وهذا ما يجب ان يلتفت اليه المجتمع الدولي ومجلس الامن والمنظمات الحقوقية الانسانية. يجب تعرية تلك الاحزاب والمنظمات التي تقتل الشعب العراقي من اجل ارهابه ومن اجل ايران. وهذه المجموعات الإرهابية لا تتورع ان تستخدم نفس الاسلوب مع غير العراق. ان هذه الأفعال التي تستخدمها العصابات الإرهابية في العراق تتنافى تماما مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن ذات الصلة بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب و تعتبر أفعال إرهابية يجرم عليها القانون الدولي كما وتقع تحت طائلة الاعمال التي تهدد الامن والسلم الدوليين. كما وان التدخل الإيراني في العراق يتعارض مع مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها بخصوص عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى خاصة اذا كان هذا التدخل بواسطة عصابات إرهابية تثير الرعب والخوف بواسطة فرق القتل والاختطاف وما شابهه.

العراق اصبح دولة فاشلة وسبب فشلها هو المجموعات الإرهابية العميلة لأيران وهي التي تسيطر على الوضع الأمني المفقود. اليوم لا توجد حكومة فعالة في بغداد بل الحكومة في حالة موت سريري شبه تام. فعندما يخرج إرهابي مستهتر مثل المدعو قيس الخزعلي اليوم ليصرح بلقائه مجموعة من المنتفعين من اتباعه بان يوم غد سيتكون المظاهرات (خبيثة) وانه سيكون هناك حرق للمؤسسات وسرقة للبنك المركزي و سيكون هناك قتل كثير! هذه التصريحات تصريحات إرهابية ملغومة خاصة فيما يتعلق بالقتل والسرقات. ولو حصلت مثل هذه التصريحات في دولة فعالة وقضاء مستقل لتمت مساءلة هذا الشخص. هؤلاء الارهابيون مثل هذا ومثل هادي العامري وأبو مهدي المهندس وفالح الفياض ونوري المالكي وعمار الحكيم وأبو زينب اللامي يجب محاسبتهم على جرائم القتل والاغتصاب التي حدثت في الخلاني والسنك ناهيك عن جرائم الاغتيالات والاختطاف وقتل المتظاهرين بشتى الوسائل حيث تعمل هذه المجموعات الإرهابية خارج نطاق الدولة التي تم اسقاطها وتهميشها كما تم تهميش الجيش العراقي واغراق قادته بالفساد بكافة انواعه لتسهيل السيطرة عليه كما هو الحال في أجهزة الدولة الامنية. ايران تسببت بتدمير العراق ليس فقط في مقدراته الاقتصادية والعملية ولكن في حكومته وجيشه وقواته الأمنية التي أصبحت مخترقة بحيث لم يعد العراق يمثل وطنا للعراقيين بل بلد العملاء والخونة والإرهابيين. هؤلاء عملاء قذرون فاسدون لا دين لهم ولا وطن الا عمالتهم للفرس المجوس وهم بأفعالهم هذه خارجون عن الدين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب شديد.

ان الأفعال القبيحة والغادرة والجبانة الإرهابية التي تقوم بها مجموعات إرهابية موالية للفرس وللمستعلي الدكتاتور خامنئي سوف لن تقمع الثورة العراقية بل ستزيدها توهجا والقا وسعيرا يحرقهم باصرار. الثوار المنتفضون اصبحوا يعملون جيدا بعد الأفعال القبيحة الإرهابية بانهم اذا لم بنجحوا في ثورتهم فانهم جميعا سوف تتم تصفيتهم وسوف يكون العراق (مزبلة) لقاسم سليماني الإرهابي الجبان. وعليه فأن العمليات الإرهابية والقمع الذي تقوم به الأحزاب العميلة وميليشياتها القذرة أثبتت ان لا عودة عن تحقيق الانتصار لهذه الثورة. وعما قليل سوف ينتبه الجيش العراقي ومكافحة الإرهاب والشرطة والبعض من الحشد الشعبي بانهم لابد ان يكونوا مع هذه الثورة حينها سوف يتم التعجيل بتحقيق الانتصار. وهذا ما يجب ان تعمل عليه العشائر والثوار والشرفاء. الهم انتقم من الظالمين والمجرمين والقتلة شر الانتقام واذقهم وبال امرهم عليهم انك سميع مجيب دعوة المظلومين والمضطهدين وتعلم من الذي يظلمهم من الأشرار. بسم الله الرحمن الرحيم. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here