مواطنون في الموصل ( يشترون مياه الشرب من الأسواق ويغتسلون بالمياه التي توفرها الدولة !).

الموصل- عادل كمال

على الرغم من أن نهر دجلة ينساب ليمر بأكمله في مدينة الموصل ويقسمها إلى جانبين يضمان العديد من محطات التصفية الحكومية إلا أن المواطنون يعتمدون بدرجة أساس على المياه المنقاة والمعبأة الأهلية. ويستخدمون مياه الإسالة الواصلة الى منازلهم للشؤون المنزلية المختلفة.

وتبرر المعلمة الثانوية إلهام رجب هذا السلوك الشعبي إلى شكوك المواطنين حيال نظافة المياه الواصلة إليهم والتي تصبح وقائع في مواسم الفيضانات إذ تصبح عكرة وفي الأيام العادية لا يستحب الناس طعمها، لهذا فأن االغالبية العظمى من المواطنين حتى أصحاب الدخل المتوسط يعتمدون على المياه المعبأة للشرب وتكون عبواتها سعة (20 لتر) يستبدلون الفارغة منها بالمليئة كما يفعلون مع عبوات غاز الطبخ. وتقول إلهام : ” هذا مرهق للميزانية الشهرية للكثير من العائلات، لكن في ذات الوقت هو أضمن لسلامتهم الصحية خصوصاً بعد شيوع أخبار عن امراض باطنية تسببت بها مياه الاسالة”.

مديرية ماء نينوى تنفي جملة وتفصيلاً اتهامها بإرسال مياه ملوثة إلى منازل المواطنين، وأكدت مراراً عبر تصريحات موظفيها الإعلامية أن لديها مختبرات خاصة في محطات التنقية لفحص المياه بشكل صارم. وكذلك فان وزارة الصحة ممثلة بمديرية صحة نينوى تقوم وباستمرار بإجراء فحوصات على المياه المنتجة في المحطات الرئيسية.

فإذا كانت محطات المياه تعمل بكفاءة عالية فما هو سر رداءة المياه الواصلة إلى المنازل؟

يجيب المهندس هيثم خالد عن هذا السؤال بقوله: ” السر يكمن في شبكات نقل المياه تحت الأرض، لأن كثير من أجزائها لم تعد صالحة وبحاجة ماسة إلى إعادة شاملة” .

ويشرح :” المياه التي تسحب من نهر دجلة يتم تصفيتها وتنقيتها بنحو جيد جداً وبحسب المواصفات العالمية، وتصل بذات الجودة الى كثير جداً من المناطق، لكن بعضها وبسبب تكسرات الانابيب تحت الأرض وتختلط فيها المياه الآسنة بالنقية فأن النتيجة هي حصول المواطن على مياه ملوثة”.

وذكر بان مديرية ماء نينوى تعالج التكسرات البليغة التي يستدل عليها من خلال تدفق المياه في منطقة معينة. لكن من المستحيل أن تتعرف على الكسورات الطفيفة والتي تتسرب مياهها تحت الأرض. وهذه تحديدا بحسب المهندس هيثم هي المشكلة الرئيسية. لأن تلك الكسورات هي التي تستقبل المياه الاسنة. ويحدث الامر عندما يتوقف الضخ لأي سبب كان. مثل ارتفاع عكورة مياه دجلة او إجراء صيانة ما. فتجد المياه الآسنة فرصة للدخول الى الانابيب بكميات كبيرة تذهب مباشرة الى المنازل بعد عودة ضخ المياه عبر الانابيب.

ويعمد مواطنون إلى وسائل ذاتية لمعالجة عكورة المياه الواصلة اليهم من خلال وضع فلاتر المياه قرب الصنابير أو يلجئون إلى أساليب قديمة باستخدام أواني فخارية تعرف شعبياً بـ (

إلحب ). وقد شاعت بشكل كبير خلال حقبة سيطرة تنظيم داعش على المدينة بين 2014 و 2017. خصوصاً في المدينة القديمة التي شهدت حصاراً استمر لأشهر طويلة اضطر فيه الأهالي الى الاعتماد على مياه الآبار والأمطار لقضاء حاجاتهم.

وإلى جانب محال بيع فلاتر تصفية المياه وتعقيمها شاعت في الموصل معامل ومحال تصفية المياه وبيعها معبأة. ومن الطبيعي ان تجد المياه المعبأة تباع في جميع الأسواق والمحال التجارية الغذائية. لكن هل جميع العلامات التجارية صالحة للاستخدام البشري فعلياً. وهل تخضع لرقابة صحية بعد العرض ولاسيما العبوات التي تعبأ فيها وعدد المرات المسموح استخدامها فيها؟ أسئلة كثيرة تراود المواطنين لكنهم يتجاهلون التفتيش عن إجابات عنها ما ان يفتحوا صنابير المياه ويقارنون نوعيه المياه الواصلة اليهم مقارنة بتلك التي يشترونها من الأسواق !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here