شبهة حول النص على الأئمة الإثني عشر،

مروان خليفات

إذا كانت النصوص قد تقدمت عن النبي وأهل بيته بالنص على اثني عشر اماما ، فكيف نص الإمام الصادق ع على ابنه إسماعيل ثم بدا لله له في ذلك، فنقل النص إلى موسى الكاظم عليه السلام بدلا من إسماعيل ؟!

هذه شبهة قديمة تتكرر أحيانا، تدل على اشتباه قائليها، وعدم فهمهم للطرح الإثني عشري، ومنهم يحيى بن الحسين بن هارون في كتابه ( الدعامة في الإمامة ) إن النص على إمامة إسماعيل هو في كتب الإسماعيلية، وليس في كتب الإثني عشرية رواية تنص على إمامة إسماعيل بن جعفر ع.

قال الشيخ الصدوق ذاكرا الشبهة رادا لها في كمال الدين وتمام النعمة، ص 69 : ( ـــ قالوا ــ ومما تكذب به دعوى الامامية أنهم زعموا أن جعفر بن محمد عليهما السلام نص لهم على إسماعيل وأشار إليه في حياته ، ثم إن إسماعيل مات في حياته فقال : ” ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني ” فإن كان الخبر الاثنا عشر صحيحا فكان لا أقل من أن يعرفه جعفر بن محمد عليهما السلام ويعرف خواص شيعته لئلا يغلط هو وهم هذا الغلط العظيم .
فقلنا لهم : بم قلتم : إن جعفر بن محمد عليهما السلام نص على إسماعيل بالأمة ؟ وما ذلك الخبر ؟ ومن رواه ؟ ومن تلقاه بالقبول ؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا ، وإنما هذه حكاية ولدها قوم قالوا بامامة إسماعيل ، ليس لها أصل لان الخبر بذكر الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام قد رواه الخاص والعام ، عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ، وقد أخرجت ما روي عنهم في ذلك في هذا الكتاب)

وقال الشيخ المفيد : (فأما الرواية عن أبي عبد الله – عليه السلام – من قوله : ” ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ” فإنها على غير ما توهموه أيضا من البداء في الإمامة وإنما معناها ما روي عن أبي عبد الله – عليه السلام – أنه قال : إن الله تعالى كتب القتل على ابني إسماعيل مرتين فسألته فيه فعفا عن ذلك فما بدا له في شئ كما بدا له في إسماعيل ، يعني به ما ذكره من القتل الذي كان مكتوبا فصرفه عنه بمسألة أبي عبد الله – عليه السلام – وأما الإمامة فإنه لا يوصف الله فيه بالبداء ، وعلى ذلك إجماع فقهاء الإمامية ومعهم فيه أثر عنهم – عليه السلام – أنهم قالوا : مهما بدا لله في شئ فلا يبدو له في نقل نبي عن نبوته ولا إمام عن إمامته ولا مؤمن قد أخذ عهده بالإيمان عن إيمانه)
الفصول المختارة ، ص 309

وقال : ( وقول أبي عبد الله – عليه السلام – : ( ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل) ، فإنما أراد به ما ظهر من الله تعالى فيه من دفع القتل عنه وقد كان مخوفا عليه من ذلك مظنونا به ، فلطف له في دفعه عنه . وقد جاء الخبر بذلك عن الصادق – عليه السلام – فروي عنه أنه قال : ( كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسألت الله في دفعه عنه فدفعه ) وقد يكون الشئ مكتوبا بشرط فيتغير الحال فيه . قال الله تعالى : ( ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ) . فتبين أن الآجال على ضربين : ضرب منها مشترط يصح فيه الزيادة والنقصان ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب)
تصحيح اعتقادات الإمامية ، ص 66

وقال الشيخ الصدوق موضحا معنى الحديث : ( فأما قوله : ” ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني ” فإنه يقول : ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني إذا اخترمه في حياتي ليعلم بذلك أنه ليس بامام بعدي. وعندنا من زعم أن الله عز وجل يبدو له اليوم في شئ لم يعلمه أمس فهو كافر والبراءة منه واجبة ، كما روي عن الصادق عليه السلام)
كمال الدين وتمام النعمة ، ص 69

الخلاصة :
ـــ ليس هناك نص على إمامة إسماعيل في كتب الإثني عشرية حتى يقال : إن حديث النص على إثني عشر إماما لا يصح !

ـــ إن البداء الذي حصل في إسماعيل هو رفع القتل عنه .
ـــ إن النصوص التي نصت على الأئمة الإثني عشر، قد ذكرتهم أحيانا بالعدد كما في روايات أهل السنة، واحيانا ببعض التفصيل، كقول المعصوم عليه السلام ( وتسعة من ولد الحسين ع ) ( آخرهم القائم المهدي ) واحيانا باسمائهم، وقد أطلع الأئمة ع بعض أصحابهم الخلص على تلك الأسماء، حفاظا على حياة البقية من طواغيت زمانهم.

مروان خليفات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here