استمرار أعمال التحشية والحقن لأسس سد الموصل

الموصل-بيداء أحمد

تتواصل في سد الموصل( 35كم شمال الموصل) وعلى مدار اليوم أعمال التحشية والحفر الروتينية في بدن السد بواقع ثلاثة وجبات- صباحية- مسائية-ليلية وبكادر قوامه مهندسون وفنيون وعمال عراقيون بالكامل.

وقال الجيولوجي حسين الجبوري مسؤول مواقع أعمال الحفر والتحشية في سد الموصل، أن الهدف الرئيس من التحشية هو إبعاد الرشح عن جسم السد وملء الفراغات والشقوق المتشكلة في الطبقات الصخرية في قاعدة السد السفلى لتتمكن من تحمل ثقل السد الكبير.

وقال بان المواد المستخدمة في أعمال التحشية هي عبارة عن مزيج سمنتي أحدهما خاص بالتحشية مقاوم للمياه والآخر مقاوم للإملاح مع إضافة مواد آخرى تعزز من تصلب السمنت ولاسيما أنها تحقن في محيط مائي.

وأشار بأن اعمال التحشية ستستمر ضمن الخطة الحكومية للأعوام الأربعة المقبلة وان لا خوف على السد مطلقاً خلال المرحلة المقبلة.

وكان سد الموصل قد أثار خلال العقد الأخير مخاوف كبيرة من انهياره بسبب التربة الهشة التي بني عليها جسم السد في ثمانينات القرن الماضي. وتحدثت تقارير دولية أن ذلك قد يتسبب بكارثة انسانية سيذهب ضحيتها نحو نصف مليون شخص إذا ما انهار السد وتدفقت مياهه لتجتاح الموصل والمدن الأخرى التي يمر بها نهار دجلة ومنها بغداد. الأمر الذي دفع الحكومة العراقية الى تركيز الاهتمام على السد ووقعت وزارة الموارد المائية سنة 2017 ملحق تمديد عقد مع شركة تريفي الإيطالية الى جانب مساعدة كان يقدمها فيلق المهندسين التابع للجيش الامريكي بالأشراف على تنفيذ العمل. ويذكر أن قيمة التعاقد الأصلي مع شركة تريفي بلغ 273 مليون يورو (296 مليون دولار) لترميم وإصلاح سدّ الموصل ولمدة تمتد لسنة ونصف السنة.

وطمأنت وزارة الموارد المائية مرارا إلى أن سد الموصل آمن وأنه لاحاجة لبناء سد بديل وان وضعه في الوقت الراهن أفضل بكثير من الفترة السابقة وان إجراءات التحشية الكونكريتية هي الحل الوحيد المتاح لذلك ستتم المواصلة عليه بجهود عراقية خالصة بعد الفائدة التي تحققت من معايشة الكوادر العراقية للكوادر الايطالية والأمريكية.

وذكر مدير سد الموصل المهندس من جانبه إن “وضع السد مطمئن”، لافتاً إلى إن الملاك الذي يعمل في السد اكتسب خبرة كبيرة من الشركة الإيطالية. ودعا الحكومة العراقية الى إيلاء مزيد من الاهتمام بسد الموصل، بكونه من أهم المشاريع الاستراتيجية المائية للعراق”.

وكانت نحو خمسة شركات عالمية قد اوصت بين 1956 و1975 بإنشاء سد الموصل في موقع آخر غير الذي شيد عليه الآن بسبب هشاشة التربة في موقعها الحالي إلا أن النظام العراقي وقتها أصر على بناءه في ذات المكان. وبدأت اعمال انشاء السد في عام 1981، من قبل ائتلاف تجاري الماني-ايطالي. ولأن السد شيد على أساس من الجص قابل للذوبان، فقد أوصى المهندسون بالحشو الشامل داخل الأساس قبل أن يتم بناء البنية الفوقية. بدلا من ذلك، ولسرعة بناء السد، قام المهندسون ببناء بطانة بعمق 25 متر حول المؤسسة وستارة 150 متر مباشرة تحت السد. وستار إسمنتي تم تثبيته أيضا معرض من شأنه أن يسمح لحقن المستمر لتأسيس السد من أجل تعزيز الاستقرار. اكتمل البناء في عام 1984 وفي ربيع عام 1985، بدأ سد الموصل في إغراق منطقة نهر دجلة، وملأ الخزان الذي غمر العديد من المواقع الأثرية في المنطقة. بدأت محطة توليد الكهرباء في توليد الطاقة في 7 تموز 1986. وبسبب قضايا الاستقرار الهيكلي الهامة المرتبطة بسد الموصل، لا بد من استمرار عملية الحشو والترميم والإصلاحات الإضافية. وفي عام 1988، بدأ العراق في بناء سد بادوش في اتجاه مجرى النهر والذي يخدم نفس الغرض الأساسي من امتصاص وإطلاق موجة فيضان سد الموصل في حالة حدوث خرق. وقد توقفت الأعمال فيه عام 1991، بسبب عقوبات الأمم المتحدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here