الفساد في العراق عقيدة دينية وطقوس اجتماعية

لا شك ان مشكلة الفساد مشكلة عويصة ثابتة وذات جذور راسخة في أعماق المجتمع العراقي منذ أزمنة قديمة حتى طبعته بطابعها ومنحته صورتها وشكلته بشكلها وأصبح جزء من طقوسه من الصعوبة مواجهتها بل من المستحيل ذلك فالذي يواجه الفساد ويتحداه يجب ان يكون صادقا ونزيها لا يريد جزاءا ولا شكورا وكلما كان أكثر صدقا ونزاهة كلما تعرض الى الاتهامات والافتراءات مثل انه كذاب وغير نزيه في الوقت نفسه نسمع عبارات التمجيد والتعظيم للفاسدين واللصوص فهذا ما تعرض له الأمام علي والزعيم عبد الكريم قاسم

لأنهما اهل صدق ونزاهة وضد الفساد والفاسدين

فمحاربة الفساد ليس شعارات ثورية ولا صرخات انتقامية ولا عبارات شلع قلع فهذه الحالة ما أسهلها وأخفها وخاصة بالنسبة للفاسدين لهذا نرى أكثر أهل الفساد فسادا أعلى الأصوات ضد الفساد والفاسدين والدليل ما نسمعه ونشاهده من

تصريحات للمسئولين رغم انهم جميعا فاسدين وبنفس المستوى الا ان كل واحد منهم يتظاهر انه الشريف العفيف المخلص الصادق وغيره أما ان يكون عميل وخائن وغير شريف او انه اقل صدقا وشرفا وهذا دليل على انه فاسد ولص لان الوطني الصادق الذي يحب شعبه ووطنه عندما يرى فاسد وفساد يصرخ بكل قوة بوجه ويقول له انك فاسد لا تملك شرف ولا كرامة ويستخدم كل قدرته صلاحيته في مواجهة الفاسد والفساد حتى يقضي على الفاسد والفساد لا خوفا من احد ولا يجامل أحد مهما كانت مكانة الفاسد ومهما كانت التحديات والتضحيات والا فانه مشترك في الفساد وفي هذه الحالة يكون أكثر خطرا من الفاسد نفسه

لهذا نرى الحكومات الحرة التي تحترم شعبها اعتبرت المظاهرات الشعبية السلمية حق وواجب على كل مواطن فمن حق كل مواطن عراقي يرى هناك فساد وفاسد ان يبلغ عنه ان يتظاهر ضده بشكل سلمي وعلى الحكومة ان تستجيب له اي تبين له الامر وتوضحه حتى تقنعه

ومن هذا يمكننا القول ان المظاهرات السلمية هي أهم الوسائل والأكثر فعالية للقضاء على الفساد والفاسدين لأنها دليل على وعي الشعب ونضوجه الفكري والسياسي وتعتبر وسيلة مهمة لتحرير عقول الشعب من قيود الأحتلال وتنظيفها من القيم البالية العشائرية والعنصرية وعدم احترام الآخر وخلق شعب محب للحياة والانسان هدفه المساهمة في بناء الحياة وسعادة الانسان شعب يحل مشاكله ومصاعبه بعقله لا بيده يعني يتحول يرتقي من مرحلة الحيوان الى مرحلة الانسان كما قال احد الحكماء الحيوان يحل مشاكله بأسنانه بيده اما الانسان يحل مشاكله بعقله

للأسف ان الشعب العراقي بشكل عام لم يرتفع الى مستوى الانسان لا زال بمستوى الحيوان وخاصة الطبقة السياسية لهذا فالمظاهرات التي تحدث في هكذا ظروف رغم شرعيتها وسلميتها لا تحقق الهدف المطلوب لانها على شكل مجموعات وكل مجموعة لها أسبابها الخاصة وأهدافها الخاصة كما انها لا تملك قيادة واضحة ولا خطة واحدة واضحة وهذا الوضع يسهل للقوى للجهات المعادية

للعراقيين بل للفاسدين ركوبها ومن ثم حرفها عن طريقها وعن هدفها من السلمية الى العنف والتخريب ومن الاصلاح الى دعم وترسيخ الفساد والفاسدين وبالتالي زيادة في حالة الفوضى والعنف والفساد وهذا ما حدث ويحدث في كل البلدان العربية التي حدثت في مظاهرات الجزائر تونس ليبيا مصر سوريا

لو دققنا في اتجاهات المتظاهرين المتواجدين في ساحة التحرير وكل الساحات في مدن الوسط والجنوب لاتضح لنا ان الأغلبية الساحقة تشكوا نيران الفساد تشكوا الجوع وعدم وجود الطعام والدواء والعلاج وعدم وجود الكهرباء والماء وسوء الخدمات لكن هؤلاء تتحكم بهم عناصر مجموعات ماجورة تابعة لجهات فاسدة منحرفة هدفها افشال العملية السياسية وعودة حكم الطاغية المقبور وزمرته الفاسدة الداعشية الصدامية مجموعة بعثية قومجية داعشية وهابية ممولة ومدعومة من قبل ال سعود تحت اسم المدنية القومجية العلمانية وحتى اليسارية حتى اصبحنا لا

قدرة لنا على التمييز بين المدني العلماني وبين الوهابي الارهابي

فهل الذي يمجد البعث وحزبه النازي مدني علماني

وهل الذي يمجد الارهاب الوهابي مدني علماني

وهل الذي يمجد ال سعود وكلابها الوهابية والصدامية مدني علماني

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here