أوروبيون يحملون إيران المسؤولية عن زعزعة السلم في الشرق األوسط

تقرير بقلم /معتصم الحارث الضوي
افتتح يوم األربعاء 11 ديسمبر 2019 مؤتمر “تجنب صراعات الدول المتعددة في الشرق األوسط “الذى
نظمه “مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق اإلنسان “، بحضور ضيف المؤتمر السيد لوكاس ماندل
عضو البرلمان األوروبي عن حزب الشعب األوروبي، والذي رحب بالحضور موضحا الحاجة إلى إنهاء
.النزاعات عبر الحوار البناء
كما ألقت مديرة المؤتمر السيدة شذى إسالم مديرة أوروبا والجغرافيا السياسية في منظمة أصدقاء
أوروبا كلمة أوضحت فيها ضرورة أن يعيد االتحاد األوروبي النظر في مواقفه الحالية، وأن
يضطلع بدور فاعل لتحقيق األمن واالستقرار في المنطقة، وأضافت بأنه يجب األخذ بعين
االعتبار تصاعد الضغوط االجتماعية والسياسية، ويمكن اإلشارة في هذا الصدد إلى التزايد
السكاني في العراق، والذي تصحبه حالة من السخط العارم في أوساط الشباب مما ينذر
.بتطورات غير محمودة في المستقبل المنظور
عقب ذلك، بدأ سعادة السفير مارك أوتي رئيس مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق اإلنسان
ومبعوث بلجيكا الخاص إلى سوريا باإلشارة إلى تعريف الشرق األوسط، وما يكتنفه من دالالت
تاريخية، قائال إن ذلك التعريف ال يأخذ بعين االعتبار العوامل االجتماعية واالقتصادية، كما تطرق إلى
الوضع في سوريا، وقال إن مما يفاقم الوضع فيها غياب الدور األوروبي اإليجابي، خاصة بسبب الغياب
األوروبي النسبي خالل السنوات الماضية، كما أوضح بأن قطر وتركيا تدعمان التنظيمات اإلرهابية في
.إدلب، ولكن التدخالت اإليرانية تمتد إلى كافة أرجاء سوريا
بدورها أوضحت بوال يعقوبيان، النائبة اللبنانية بأن لبنان تحكمه مافيا، وأن إيران تحتفظ بنفوذ كبير
في لبنان، وأن حليفها حزب هللا يسيطر على مقاليد األمور، كما طالبت االتحاد األوروبي
بأداء دور فاعل، وقالت إن شعب لبنان يتظاهر من أجل الحرية والديمقراطية، وأن البالد
على حافة االنحدار إلى حرب أهلية أو انهيار اقتصادي كامل إن لم يتم تغيير األوضاع
على جناح السرعة بحكومة تكنوقراط بعيدا على األحزاب السياسية الطائفية، وأضافت بأنه
في حال عدم حصول لبنان على المساعدة العاجلة من االتحاد األوروبي فإن العالم سيخسر
ق األكبر واألخطر على
ّ
لبنان وينتصر التطرف، واختتمت خطابها بالقول إن إيران هي المعو
الوحدة الوطنية واالستقرار في لبنان، ولذا ال بد من اتخاذ مواقف حازمة ضد تدخالتها
.السافرة في الشؤون الداخلية للبالد
أما الدكتورة إميلي تشيلي، خبيرة إيران والشرق األوسط لدى مركز التحليل والتدخل
السوسيولوجي في باريس فقالت إن السياسة اإليرانية السيئة في الشرق األوسط هي السبب
الرئيس في االنسحاب األمريكي من االتفاق النووي، وأضافت إيران تسعى لزيادة هيمنتها
ونفوذها في الشرق األوسط، خاصة وأنها تنظر إلى نفسها بأنها الرابح األكبر من الحرب
السورية، وأوضحت بأن التدخالت اإليرانية في منطقة الشرق األوسط تزيد من حالة الغليان
.في الشارع اإليراني ومن حالة عدم األمن واالستقرار في المنطقة على حد سواء
أما الدكتور بيتر كرويس الممثل الدائم للنمسا لدى الشرق األوسط وشمال إفريقيا فوصف
طبيعة النظام اإليراني بالثورية الذي ال يكتفي بقمع شعبه وإرهابه فحسب، بل يسعى بشكل
محموم أيضا لنشر إيديولوجيته وأفكاره بكافة الطرق في الشرق األوسط، وأشار إلى أن بوسع
.االتحاد األوروبي أن يضطلع بدور مهم وجوهري في إنجاح عملية الحوار مع إيران
تلت المداخالت حلقة من أسئلة الجمهور، حيث أجابت النائبة بوال يعقوبيان عن آفاق الحل
في لبنان قائلة إن التغلب على النظام الطائفي في لبنان يتطلب جهدا كبيرا يمتد إلى المنطقة
بأسرها، وخاصة في ظل تشنج النظام اإليراني والذي يلعب دائما على الوتر الطائفي
البغيض، ويستخدم الدول العربية ساحة ألالعيبه ومؤامراته، وأضافت بأن األصوات الوطنية
اللبنانية مستهدفة بالتصفية واالغتيال، وأنها شخصيا تخشى من تعرضها لعملية انتقامية من
.هذا النوع
بدوره قال السفير مارك أوتي إن دول المنطقة تضم عدة ساحات للمعارك وأوضح قائال نجد
مثاال قطر وتركيا في جبهة واحدة بسبب العالقة مع اإلخوان المسلمين، وشدد على أنه
يتعين على االتحاد األوروبي السعي إلحالل السالم، وأضاف بأن ذلك الهدف قابل للتحقيق،
وقال بأن مما يثلج الصدر أن االتحاد األوروبي قد بدأ يعيد النظر بشكل جدي إزاء سياساته
في المنطقة بغرض اتخاذ مواقف أكثر حزما لإلسهام بشكل أكثر إيجابية ومبادأة في الحيلولة
.دون تفاقم األزمات في منطقة الشرق األوسط

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here