العصابات المعممة!!

أخطر ما يواجهه العرب والمسلمون هو هيمنة العصابات المعممة على الدولة , ألنها ستقترف أبشع الجرائم
المتخيلة والالمتخيلة بحق اإلنسانية , وتبرر ذلك بمنطلقات دينية وفتاوى تجيز لها التكفير والتدمير ,
ومصادرة حق الحياة من أي مخلوق ال يتوافق ومنطلقاتها الدوغماتية.
العصابات المعممة يمكنها أن تمارس أفظع الجرائم والمآثم والخطايا بدم بارد وبقناعة عقائد ية فتاكة ,
وعندما تنتفي الحكومات وتكون هي الالعب األكبر في ساحة الحياة فاقرأ على ذلك البلد والدولة والشعب
ألف سالم وسالم.
وعبر التأريخ عندما تقترن العقا ئد الدينية والحزبية بالسلوك المنحرف الذي يعبر عنها وفقا لتأويالت
أصحابها , فأن ما تقوم به سيكون وحشيا ومأساويا على جميع المستويات , ولهذا فكل ما هو عقائدي يتسبب
بالدموية والجرائم البشعة ضد اإلنسانية.
وفي بعض الدول والمجتمعات التي سمحت للعمائم أن تستبيح حرمات حياتها , وتتأسد على مسارح السلطة
والحكم , وتشتري الدنيا بدينها الذي جعلته بضاعة تجارية , أصبح القتل المروع سلوك يومي وتفاعل
عادي , وسط شلل الحكومات والقوى األمنية والعسكرية , ألنها تخشى على مصيرها , فهي تحت التهديد
الذي يعني القتل والخطف والترويع الفظيع.
فال مانع أمام العصابات المعممة من إرتكاب أية جريمة مهما كانت كبيرة وغريبة , ألن في عقائدها ستجد
ما يبرر لها أعمال الخراب والدمار وإمتهان اآلخر , وتحويله إلى بضاعة ورقم وشيئ ال قيمة له وال معنى
َم , ومن واجب هذه العصابات المقدس والمؤزر بفتاوى ذوي النفوس السيئة , أن تقتل وبال هوادة ن يعترض
على إرادتها ويخالف رأيها من الناس أجمعين.
وعليه فأن هذه المجتمعات ستغطس في حمامات دم قاسية وتفقد عشرات اآلالف من أبنائها وبناتها ,
وستتواصل العمائم المؤيَّ َدة بقوى ذات مصالح وأجندات بهيمنتها على الواقع المرير , ولن يكون هناك فرج
محسوب بعقود وإنما هي معادالت قرون وقرون , ويُخشى أن تتواصل الحالة الظالمية بعمر ما حصل
أل وربا في القرون الوسطى البشعة التصرفات , ذلك أن السلوك البشري متشابه , وآليات التداعيات تكاد
تكون واحدة.
فهل من دين قويم , وقدرة على الخروج من أنفاق الشيطان الرجيم؟!
فلماذا يقتل المسلم المسلم بإسم الدين؟!!
ولماذا العمائم صارت تدين بأ ّمارات السوء التي فيها؟!!
د-صادق السامرائي
2019\12\9

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here