لماذا قَتَلوا(كنيدي)؟

عزيز الخزرجي ……الرئيس الأمريكي (جون كنيدي) تمّ إغتياله عام 1963م, و كنتُ وقتها في الأبتدائية, وقد سمعت الخبر عن إذاعة القاهرة, لكني لم أهتمّ ولم أعِرْ أهمية كبيرة, خصوصاً والعراق الذي ما إرتاح يوماً إلّا للجّهل و الجاهلين وسفك الدّماء لأجل الدولار لخراب الدِّين والتربية و آلأعلام فيه؛ كان ولا يزال يرتع في الجّهل(1), لتسيّد الفاسدين على مقاليد الأمور(2) وتنمّر النفس وإستكبارها لكونها مَمّر للشيطان, لهذا فالعراقي كما كلّ الناس تقريباً يعتبرون (التواضع) رغم كونه السلاح الوحيد لأذلال الشيطان؛ منقصةٌ و حقارةٌ و ذلّةٌ لصاحبه, لأنقلاب القيم وفساد الدِّين في بلادنا.

لكني حين وعيتُ و أنا بعد لم أبلغ الخامسة عشر من عمري؛ بدأتُ أبحثُ في كلّ كتاب أصله و بأكثر من لغة عن أسباب الوجود و خلق الأنسان ووووووإلخ, لمعرفة جواب الأسئلة المصيرية التي لا يعرفها كل الناس إلا القليل حتى هذه اللحظة.

و منها مسألة إغتيال الرئيس الأمريكي, حيث تابعت المقالات و الأخبار و قرأت الكتب عنه منذ الستينات, لكني لم أصل لنتيجة مقنعة حتى بعد قرائتي لأهم كتاب هو (المدنية الغربية)(3), رغم مشاركة أكثر من 200 مختصّ بعلم التأريخ و السياسة و الأجتماع و الفلسفة في تأليفه وهو بحقّ أفضل كتاب عن تأريخ أمريكا الذي لا يزيد عن 300 عام, لدقة وغنى المعلومات التي أوردوها عن أحداث أمريكا ورؤسائها وقضية إغتيال (جون كندي) المعني بمقالنا, لكونه أراد تحقيق نظام إنسانيّ عادل يُمحي الطبقيّة و الظلم و العنصريّة التي كانت سائدة و متجذرة في نفوسهم وللآن, حيث بدأ منذ ترأسه لأمريكا بألبحث عن السبل الكفيلة لتحقيق المساواة, و لهذا إغتالوه!

والحقيقة إن ما ذكره اؤلئك العلماء من مقدمات وحيثيات؛ كانت ظواهر واقعية ولم تكن متكاملة وجذرية(4) وإن كانت أكثرها صحيحة و بإتفاق المؤرّخين؛ لكن الحلقة النهائية في قضية الأغتيال بقيت مفقودة لمعرفة السّر في ذلك, خصوصا لو علمنا بأنّ القناص القاتل وإسمه (لي هارفي إوسولد)(5) قد تمّ إغتياله هو الآخر, بل الذي عَقّدَ الأمر أكثر هو إغتيال قاتل المقتول كندي أيضا لحظة خروجه من الجلسة الأولى للمحكمة التي أبلغت القاتل بسبب إحضاره, وهذا قانون ما زال مُتّبعاً بأمريكا وكندا .. والأغرب والأعقد الذي سبّب تعقيد الأمور هو إغتيال (قاتل قاتل الرئيس كيندي) أيضا بيد الشرطة بباب المحكمة فور خروج القاتل ليغلق الملف للأبد وتدفن الأسباب معهم.
إنّها حقّا قصّة مؤلمة و غريبة وأعتبرها من أسرار محنة الأنسان المعاصر خصوصاً لو عرفتم تبعات وتأثيرات ذلك الأغتيال العجيب!؟

بإختصار مفيد وبليغ: أعتقد بأنّ سبب إغتيال السّيد الشّهيد(جون كنيدي), هو إنّهُ بعد ما توصّل إلى أنّ علّة العلل في بروز الطبقيّة و الظلم و الفساد و آلعنصرية في أمريكا هو(الدّولار) الذي لم يكن تداوله و طبعه و تحديد قيمته بيد الدولة, بل بيد جماعة (روتشفيلد) مؤسس البنك الدولي وعماد النظام الرأسمالي في الغرب! لذلك عقد كندي العزم على قطع دابر الفساد من الجذور بالتحكم به.
لهذا أصدر أمراً قاطعا و إنذاراً لتأسيس وزارة خاصة بآلمال و الأقتصاد على الفور وعيّن وزيراً لها في الحال و كلّفه بتدبير الأمر بدءاً من يوم غد بوقتها, وعندما سافر لولاية تكساس الأمريكية للقاء الناس والتباحث في شؤونهم ومطالبهم, تمّ إغتياله بمجرد وصوله هناك من قبل أحد المرتزقة وما أكثرهم في عالمنا خصوصاً في عصرنا هذا, و مع هذا لم يعلم أحداً الأسرار الخفية لهوية القاتل وكيفية قبوله تنفيذ تلك المهمة سوانا؟
فهل قدرنا ينتهي دائماً إلى مأساة كبيرة وممتدة على يد نفوس ألجهلاء المرتزقة!؟
أم هي سننٌ تأريخية إلهية, تكتمل شرائطها لتظهر فجأة بكارثة أو حادثة وزلازل!؟
كم تبدو لي هذه الحياة أحياناً تافهة مع هؤلاء الناس: وإلا كيف وبضربة خاطفة يُقتل عليٌّ على يد عبد الرحمن بن ملجم(6)؛ أو تحدّد مصير الدولة الأسلامية بفتوى آلجاهل الأشعري, وهكذا قتل الصّدر على يد بدوي كصدام, أو قتل الشهيد كنيدي(7) على يد شاب أرعن مجهول الهوية والنسب ليتغيير العالم سلباً بكلّ إتجاه مع إستمرار الظلم و تشعبه بسبب الدولار, و المشتكى لله؟
وهكذا فعل أحفاد الشيطان في العراق قبل وبعد 2003م, حين سرقوا الدولار ولجؤوا عند سيّدهم الشيطان الأكبر.
الفيلسوف الكونيّ
ـــــــــــــــــــــ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here