جنرال كندي: عدم الاستقرار السياسي يمكن داعش من العودة للعراق

ترجمة/ حامد أحمد

في لقاء مع محطة تلفزيون CBC News الكندية قال الجنرال الكندي مارك روليو، ان موجة الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة في العراق لم تعرقل كندا وحلف الناتو من مهام التدريب العسكري في البلد ولكن جعلتها اكثـر تحديا، مشيرا الى احتمالية استغلال داعش لحالة عدم الاستقرار السياسي وانشغال المسؤولين العراقيين بالتظاهرات.

وقال الجنرال روليو، قائد العمليات العسكرية الكندية في الداخل والخارج والمشرف على مهمة حلف الناتو للتدريب في العراق “أنا قلق جدا عما كان يحصل في العراق خلال الاسابيع القليلة الماضية وما يزال، سنكون سعداء عندما يتوقف عدم الاستقرار والاضطراب هذا”.

وتترأس كندا مهمة حلف الناتو لتدريب معلمين في ثلاث مدارس عسكرية في العراق مع تقديم مشورة لوزارة الدفاع في العراق. وفي نشاط منفصل لها تتعاون القوات الخاصة الكندية مع عراقيين في شمالي البلاد موفرة لهم نصائح في مكافحة الارهاب ومساعدة في المهمة المستمرة لملاحقة بقايا مسلحي تنظيم داعش.

وقال الجنرال روليو بينما هو ليس قلق جدا إزاء قدرة الجيش الكندي على تنفيذ مهمته، فأنه يُقر بان العنف وعدم الاستقرار قد اجبرا على الغاء بعض الاجتماعات والانشطة مع مسؤولين في الحكومة العراقية منشغلين بهذه الاوضاع.

واضاف الجنرال قائلا “لقد اضطررنا الى الغاء عدد من اللقاءات والاجتماعات، الجانب الاكبر من عملنا يجري بشكل حثيث”.

لكن رغم ذلك، يقول الجنرال روليو، ان الازمة في العراق كانت دائما موضوع نقاش رئيسي لعدد من الايام بينه وبين رئيس اركان الجيش الكندي الجنرال جوناثان فانس. وكانت الحكومة الكندية قد خولت بنشر 850 جنديا عبر منطقة الشرق الاوسط أغلبهم مكلفون بمهمة تدريب اوكلها لها حلف الناتو بالاضافة الى انشطة اخرى ضمن حملة التحالف الدولي لمكافحة الارهاب في العراق.

وحذر الجنرال الكندي من ان حالة عدم استقرار اجتماعي وسياسي هي شيء نشأ من خلاله تنظيم داعش وربما سيستغلها من جديد.

ومضى بقوله “بينما مني تنظيم داعش بهزيمة وتراجع، لكنهم ما يزالون يشكلون تهديدا. عدم الاستقرار السياسي يفيد تنظيم داعش، انه يوفر له بالنهاية ثغرات ومنافذ، وهذه احدى الاسباب التي تجعلنا نراقبه عن كثب بشكل دائمي”.

واضاف قائلا “استطيع ان اقول بشكل واثق جدا من انهم سيسعون لاستغلال أي فجوة يجدونها. حالة عدم الاستقرار ليست حالة ايجابية في مهمة القضاء على داعش”.

الشرارة التي اشعلت الاحتجاجات المستمرة تلامس بعض المشاكل الاساسية في العراق التي تحاول مهام الناتو للتدريب حلها ومعالجتها. وقال الجنرال روليو ان خلق قوة عسكرية عراقية مهنية حيادية هي احدى الاهداف الرئيسة لمجتمع دولي يسعى جاهدا لمنع عودة كارثة عام 2014 عندما تراجعت قوات من شرطة وجيش امام مسلحي داعش القادمين من سوريا، مشيرا الى ان الاستمرار باصلاح القطاع الامني أمر مهم جدا. واضاف قائلا “نحن لا نتحدث عن تدريبات في كيفية استخدام البندقية. نحن نتحدث عن جهد كبير شامل لبناء مؤسسة دفاع عراقية قوية تقف على قدميها”.

الاحتجاجات المضادة للحكومة التي ازدادت حجما وعنفا منذ بداية تشرين الاول قد تسببت بمقتل اكثر من 400 شخص وادت الى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here