ساحات الاحتجاج تسقط السوداني وتخشى الفخ السياسي باقتراح رئيس الوزراء

بغداد/ وائل نعمة

لا يصمد اي مرشح جديد لرئاسة الوزراء، اكثر من ساعات حتى يأتي الرفض من الشارع لأسباب تتعلق بتاريخه وانتمائه السياسي.

وتمرر الاسماء المطروحة لشغل المنصب على صورة تسريبات، حيث لم تتبن اي جهة سياسية حتى الآن مرشحا بشكل واضح خوفا من الرفض.

وتقع القوى السياسية في حيرة كبيرة، استنادا لمسؤولين، في اختيار اسم محدد للمنصب بينما لم تغب الاعتبارات السياسية الاخرى كالاستحقاق الانتخابي عن اجواء الترشيحات.

مع تصاعد تحذيرات مسؤولين للمحتجين من نفاد الوقت وانفراد احزاب سياسية بتسمية رئيس الوزراء الجديد، انخرطت ساحات الاحتجاج في ذلك الجدل عبر ثنائية الترشيح والرفض. وبرز فريقان ــ حتى الآن ــ في هذا الشأن، فريق يدعو للاسراع في طرح مرشحين للمنصب، وفريق آخر معارض ويدعو للاهتمام بتعديل المنظومة السياسية وليس اختيار شخص رئيس الحكومة.

وكان من المفترض ان تنتهي امس، المهلة الدستورية لتكليف رئيس وزراء جديد، لكن جدلا قانونيا اثير حول المسألة قد يبقي خيارات الترشيح مفتوحة لنهاية الاسبوع الحالي.

وكان البرلمان قد اعلن مطلع كانون الاول الحالي موافقته على استقالة عبد المهدي، فيما تنص المادة 81 في الدستور، على ان امام رئيس الجمهورية 15 يوما لتكليف رئيس وزراء آخر.

بالمقابل وبحسب تسريبات، فان حظوظ المرشح محمد شياع السوداني قد تراجعت بعد حملة رفض واسعة للاسم في الشارع، مع ارتفاع اسهم قضاة رشحوا للمنصب.

ونثرت صور السوداني، بعد انباء ترشيحه، على الارض في ساحة التحرير ووضعت عليها علامة (x)، كما نشرت له مقاطع فيديو قديمة تدين علاقته برئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقدم السوداني، اول من أمس، استقالته من “حزب الدعوة الإسلامية – تنظيم العراق” و”دولة القانون”.

ويقول صباح العكيلي، نائب عن سائرون لـ(المدى) ان “الاسماء المطروحة من بعض القوى السياسية غير جدية”.

واضاف العكيلي: “تستخدم الاحزاب تلك الاسماء لجس نبض الشارع. اذا رفضها الشارع تستبدل بشخص آخر”.

وكان اسم وزير النفط السابق ابراهيم بحر العلوم، قد طرح بقوة للمنصب في الايام القليلة الماضية، قبل ان يختفي ايضا بسبب رفض الشارع.

وبعد انهيار اسهم السوداني، اشارت تسريبات الى تقديم اسماء قضاة لشغل المنصب، وهم رائد جوحي، رئيس قضاة التحقيق في المحكمة التي تولت محاكمة صدام حسين، وروضان الموسوي، ورئيس هيئة النزاهة السابق رحيم العكيلي. والعكيلي هو احد المرشحين الخمسة الذين قدمتهم قبل يومين مجموعة من المحتجين، قبل ان تنفي مجموعات اخرى بعد ساعات فقط من الترشيح، مسؤولية الساحات عن تلك الاسماء. ورشح العكيلي الى جانب القائدين السابقين لمكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي وعبد الغني الاسدي الى جانب وزير الاتصالات السابق محمد علاوي، ومحافظ البنك المركزي السابق سنان الشبيبي.

الحل في التنسيقيات

احمد ستار، وهو عضو تنسيقية الشباب المدني، يقول لـ(المدى) ان “الاحزاب السياسية لن تتخلى عن تسمية مرشح رئيس الوزراء، لذا على المنتفضين الاسراع في تقديم مرشحهم”.

ويؤكد الناشط، على ان يكون رئيس الوزراء القادم، مستقلا سياسيا وغير خاضع لسلطة الاحزاب ولم يستلم منصبا تشريعا او تنفيذيا منذ 2003.

ويعتبر ستار ان الوقت صار مناسبا لـ”الاعلان عن تنسيقيات على مستوى العراق” لتأخذ مهمة توحيد الرؤى واختيار شخص محدد لرئاسة الحكومة التي يقول بانها “يجب ان تكون مؤقتة لفترة لا تتجاوز الـ8 اشهر وتعد لانتخابات مبكرة”.

وكانت 9 جهات قد عقدت اول امس، مؤتمرا في احد الفنادق وسط بغداد، ادعت انها ممثلة عن ساحات الاحتجاج لمناقشة قضية الحكومة المقبلة.

وبث ناشطون فيديو لشابة شاركت في المؤتمر وشككت في هوية الممثلين. وقالت الشابة، استناداً للفيديو، امام الجالسين بانها لا تعرف الموجودين، وان “هذه الاجتماعات يجب ان تكون في ساحة التحرير” وسط تصفيق بعض الحاضرين.

ظهر، بحسب ناشطين، اسم منظم المؤتمر، مرشح سابق في ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، فيما نفى الائتلاف رسميا تأييده لاي مرشح لرئاسة الوزراء.

وقال الائتلاف في بيان انه “غير معني بسباق القوى لترشيح اي شخصية لهذا الموقع”، وانه “اول من طرح استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مستقلة عن الاحزاب لقيادة المرحلة المؤقتة”.

واوضح بانه “ليس جزءا من ترشيح او اختيار اي حكومة قادمة، وان المصلحة الوطنية تتطلب حكومة مستقلة”.

وكان النائب فائق الشيخ علي قد حذر المتظاهرين في تصريحات سابقة، من ان القوى السياسية قد اقتربت من تسمية مرشحين “مدعومين من طهران”، وحث المحتجين على الاسراع بتقديم مرشحهم.

بالمقابل قال النائب صباح العكيلي ان “عدم تقديم المحتجين مرشح محدد سيسمح للقوى السياسية بالتسويف واطالة عمر حكومة تصريف الاعمال”.

وكانت رسالة قد وجهت قبل يومين الى رئيس الجمهورية من مجموعة من المعتصمين، قالت بانه قد “سلمت اسم المرشح” الى ممثلة الامم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت.

تعديل منظومة الحكم

لكن ناشطا في الفريق المعارض لدخول الاحتجاجات في ازمة اختيار رئيس الوزراء، يقول بانه فخ وموقف فرض على التظاهرات بسبب طرح اسم محمد شياع السوداني وان الساحات ستتخلص من (الفخ) قريبا.

واضاف الناشط والاكاديمي كاظم السهلاني في اتصال امس مع (المدى) بان “هناك اختلافا واسعا في وجهات النظر بين المتظاهرين، ومن ينتج عنه ترشيح اسم محدد سترفضه جهات اخرى”. ويقول الناشط ان ساحات الاحتجاج اشارت الى “المعايير التي يجب ان تتوفر في المرشح” ولا يعنيها الاسم، والتي اكدت على الاستقلالية والنزاهة. وتابع قائلا: “من الخطأ تبني الساحات لاسم محدد لانه لا توجد ضمانات بعدم تدخل القوى السياسية لافشال الحكومة الجديدة وتحميل المتظاهرين مسؤولية الاخفاق”.

كما اكد ان الاهم من الاسم هو “الضغط لتشريع قانون انتخابات عادل ومفوضية انتخابات نزيهة”، موضحا ان “الساحات سترجع قريبا لتبني تعديل المنظومة السياسية وتتجاهل كما كانت قبل ايام قضية اسم رئيس الوزراء”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here