الانتخابات الفلسطنية…معركة حامية الوطيس ام فرصة لنبذ خلافات الماضي

Image preview

مع تسارع نسق المشاورات و المباحثات بين أطياف المشهد السياسي الفلسطيني حول القانوني الانتخابي الجديد في ظل تجاوب غير مسبوق من الحركات الفاعلة في البلاد ، عاد الحديث مرة أخرى عن الخلاف المتجدد بين قطبي المقاومة الفلسطينية فتح و حماس و مدى قدرة هذه الانتخابات على الدفع بفلسطين إلى الإمام و إخراجها من عنق الزجاجة .
نسلط الضوء في هذا المقال على آخر تطورات ملف الانتخابات الفلسطينية و استعدادات حركة حماس لهذا العرس الديمقراطي الذي طال انتظاره.
منذ أن أعلن الرئيس عباس أمام المجلس العام للأمم المتحدة عن استعداده لتنظيم انتخابات رئاسية و تشريعية هذا العام في غزة و الضفة و القدس المحتلة , و لا حديث يشغل الشارع الفلسطيني غير هذه الانتخابات التي اعتبرها البعض طوق النجاة و بصيص الأمل الذي قد ينهي سنوات من التيه السياسي.
فبعد قيام حركة حماس الإسلامية بما سمته عملية “الحسم العسكري” في قطاع غزة أواسط حزيران يونيو 2007، و الذي انتهى بطرد قوات فتح و سيطرة حماس على القطاع ، بات من الواضح أن سنوات من الفرقة و الشتات ستسيطر على المشهد السياسي الفلسطيني , لهذا فان هذه الانتخابات جعلت العديد من المحللين المحليين يستبشرون بفرصة حقيقية لإعادة صياغة تاريخ من التوافق و العمل المشترك .
تحركات حماس الاخيرة لم تكن في مستوى التطلعات , اذ تشير الأخبار التي تصلنا من الضفة ان الحركة الإسلامية قد بدأت بالفعل في الاستعداد لهذه الانتخابات عبر ضرب خصومها في معاقلهم ومناطق نفوذهم , ما يفسر سر تضاعف دعوات الفوضى و العصيان المدني في شوارع رام الله .

يمكن القول ان حماس و التي أتقنت كل تكتيكات السياسية بعد سنوات من الحكم الحقيقي قد تجاوزت بالفعل كل النماذج الأخلاقية التي كانت تروج لها في أدبياتها المؤسسة ,فرغم اقتناع الحركة الإسلامية باستحالة كسب ود سكان الضفة الغربية و الذين لا يرغبون في تحويل مدينتهم الى غزة جديدة الا انها تحاول استمالتهم عبر تشويه حركة فتح .

مراد سامي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here