الديمقراطية تعني حكم العقل

نعم الديمقراطية حكم الشعب اي الشعب هو الذي يخلق الحكومة اي الشعب هو السيد والمسئولين في الحكومة هم خدام الشعب مهمتهم خدمة الشعب تحقيق رغباته و أحلامه وأمنياته في الحاضر والمستقبل مهمتهم حماية الشعب من اي تجاوز والدفاع عنه بكل قوة و حماية عرضه وكرامته وماله

يجوعون ليشبع الشعب ويموتون ليعيش الشعب ويتعبون ليرتاح الشعب فالمسئول في الحكومة هيأ نفسه ووضعه لخدمة الشعب اي وجد راحته وسعادته في خدمة الشعب لهذا رشح نفسه وفق هذه الحالة ومن هذا المنطلق ر اختاره الشعب مسئولا في الحكومة وعليه ان يكون هكذا والا فانه عنصر فاسد ولص خدع الشعب وضلله ومثل هكذا مسئول يتطلب أعدامه ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة ليس هذا بل كل أفراد عائلته عناصر فاسدة لان تربيتهم فاسدة

فالمسئول الفاسد وباء من أخطر الأوبئة لأنه يدمر الأرض ويفسد البشر الذي هو أكثر خطرا من القتل على خلاف المسئول الصالح الذي يصلح الفاسد الله ما أعظمك ما أجلك يا أيها الانسان يا ابن أبي طالب قبل أكثر من 1400 وضحت وبينت للناس أخطار ومضار المسئول الفاسد ودعوت الناس الى الوقوف بوجه بقوة وبسالة لأنه يفسد ويذل ويسرق كل أفراد الشعب وخاصة الأحرار الشرفاء وهذه حقيقة واضحة كل الوضوح لا تحتاج الى دليل كل من يقرأ

بتمعن حكم الطاغية صدام وكل من على شاكلته قديما وحديثا وفي كل مكان يتضح ان سبب العنف والفساد والرذيلة هو المسئول

(اذا صلح المسئول صلح المجتمع حتى لو كان أفراده فاسدون واذا فسد المسئول فسد المجتمع حتى لو كان أفراده صالحون)

كيف يمكننا معرفة المسئول الفاسد اللص من المسئول الصالح أعتقد ان الأمام علي وضع الوسيلة السهلة والواضحة عندما قال كل مسئول

تزداد ثروته عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص فاسد فالامام يعمل ثم يقول لا يقول ولا يعمل قيل ان الرسول أرسله الى بلاد اليمن فجمع الكثير من أهل اليمن فقال يا أهل اليمن هذا ما أملكه وما معي فاذا خرجت وأنا أملك أكثر من ذلك فأنا لص لا شك لو نظرنا الى حال جميع المسئولين وفق نظرة نهج أسلام الامام علي لاتضح لنا انهم جميعا لصوص وفاسدون أليس كذلك

من هذا يمكننا ان نؤكد بأن الديمقراطية اي التعددية السياسية والفكرية هي الوسيلة الوحيدة في بناء مجتمع انساني خالي من الفساد والعنف لكن هذا يتطلب مجتمع راقيا متخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية وهذه تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت حتى نرتفع الى مستواها

المعروف جيدا ان مجتمعنا ليس بمستوى الديمقراطية والسير في طريق الديمقراطية بدون ممارسة وتجربة ووقت ليس سهل بل ربما تؤدي الى نتائج عكسية أكثر سوءا من مساوئ الدكتاتورية والاستبداد وهذا ما حدث في العراق

بعد تحرير العراق من بيعة العبودية التي فرضها الطاغية صدام على العراقيين بتحريض ودعم من قبل ال سعود

المعروف ان الشعب العراقي عاش كل تاريخه في ظل أنظمة عائلية فردية دكتاتورية استبدادية متخلفة في ظل الحاكم الواحد الفرد الواحد الرأي الواحد اذا قال صدام قال العراق من الطبيعي هكذا شعب يعيش في ظل هكذا أنظمة لا قدرة له على مسايرة قيم و أخلاق الديمقراطية لأنه كما قلت يحتاج الى ممارسة الى رفع مستوى وهذه مهمة وواجب المثقفين للأسف نرى هؤلاء المثقفين تخلوا عن دورهم ومهمتهم للأسف بعد تحرير العراق ابتعد المثقفون عن الشعب وعاد بعضهم الى بروجهم العاجية يرغبون بصعود الشعب اليهم لا يدرون مهمة من أهم مميزات المثقف ان ينزل الى الجماهير الى الشعب ويشاركهم همومهم ويرشدهم الى طريق العزة والكرامة وبعضهم ارتمى في أحضان القوى المعادية للديمقراطية وجعلوا من أنفسهم أبواق رخيصة وضيعة

وبعضهم أصبح بوق للمسئولين الفاسدين اللصوص

الديمقراطية تعني حكم الشعب وحكم الشعب يعني حرية العقول واحترام الأفكار والآراء التي يطرحها العقل اول خطوة على وجود الديمقراطية السماح لكل الموطنين بطرح قناعاتهم الذاتية بدون خوف او مجاملة وندع هذه الأفكار والآراء تتلاقح تتفاعل مع بعضها البعض ونتيجة هذا التلاقح والتفاعل تنتج لنا افكار واراء جديدة وهذه الافكار والآراء الناتجة

لهذا علينا ان نرفض كل من يقول انا امثل الشعب وانا الشعب فهذا فاسد ولص ونعود الى نتاج العقل

فالديمقراطية تعني حكم العقل والدكتاتورية تعني حكم اليد

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here