تحسين الذوق العام: مرض النفاق الإداري

فارس حامد عبد الكريم
النفاق الإداري: هو تملق الموظف لمديره وكيل المديح له دون اي استحقاق من العلم والمعرفة وحسن الإدارة، بهدف الحصول على امتيازات خاصة يتسلق بها على اكتاف زملائه المخلصين ممن يأنفون التملق لحسن أصل وكرامة في نفوسهم أبية.

والمدير الجاهل هو دائماً محل مناسب للنفاق عليه منصوباً عليه وتقبله لنقص فيه.

ويصنف النفاق الإداري خلقياً في باب ( خيانة الأمانة )، لأن التقييم الإداري الحق هو امانة عظمى في رقبة المقيم. ليأتي المنافق ليقفلب الموازين المعيارية للتقيم رأساً على عقب.

والنفاق الإداري هو من جانب إخر هو نوع من الشر المستطير لانه يعم ولايخص .. ويتسبب في ارباك العمل الإداري ويولد لدى البسطاء من الموظفين روح الهزيمة واللامبالاة وعدم الحماسة في العمل مما يتسبب في تأخير انجاز الواجبات الوظيفة

مما ينقل الى المواطنين روح الغضب والإنزعاج من هذا المرفق الرسمي ومن ثم فقدان الثقة في الجهاز الإداري العام ككل اذا كانت كان مستوى النفاق الإداري قد شكل ظاهرة عامة.

ومن الحلول الناجحة لمرض النفاق الإداري وأثره السلبي على الأداء الإنتاجي مما دفع بعض المؤسسات في الدول الغربية إلى إنشاء برامج للمصارحة الإدارية، وإنشاء وحدة للتعامل النفسي مع الموظفين وتحسين أدائهم قيميًّا، فضلا عن ضبط بيئة العمل.

ويلاحظ أن النفاق الإداري له عدة أشكال منها تقديم الهدايا للمدير بمناسبة او بدونها ودعوته للولائم وأماكن اللهو أو تقديم خدمات شخصية له في بيته
كأعمال التسوق وغيرها والتي ليست لها علاقة بالوظيفة العامة أصلاً.
والأخطر في في سلوك المنافق انه يقوم بنقل صور غير صادقة عن زملائه في العمل بهدف تشويه سمعتهم خاصة فيما يتعلق بأصحاب الكفاءة والنزاهة أأمن يرى فيهم منافسين خطرين على مستقبله المهني فيفتري عليهم او يحور من ارائهم ليوغل صدر المدير عليهم.
المسلم.
وجاء في حديث للرسول (ص): (تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه)
ويترتب على ذلك انقلاب معايير التقييم
فيعاقب ويستبعد الموظف والنزيه بينما يحصل المنافق على المكافأت تلو المكافأت.

هل يجوز لمن يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على الإبداع ان يعرض على دائرته خدماته؟
لامانع لأن اصحاب الكفاءة والشهادات العلمية ما ثابروا واجتهدوا ليركنوا في النهاية في زوايا النسيان بسب سلوك المنافقين الذين من ديدنهم معاداة وتقليل شأن اصحاب الكفاءة وهم صناع مستقبل الأمة.
قال الله تعالى في سورة يوسف: (قال اجعلني على خزائن الأرض).
فهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أنه يجوز تولية أهل الكفاءات بناءاً على عرضه مواهبه على جهة الاختصاص حتى يكون في المكان الصحيح الذي هو له أهل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here