من الأحاديث الموضوعة،

مروان خليفات

قال يحيى بن الحسين الملقب بالهادي إلى الحق ( ت 298هـ) عن الرافضة (الإمامية ) بعد أن شتمهم : ( وفيهم ما حدثني أبي وعماي محمد والحسن عن أبيهم القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به، يقال لهم : الرفضة، فإن أدركتهم فاقتلهم، قتلهم الله فإنهم مشركون)

مما يدل على وضع هذا الحديث متنه المخالف للحقيقة التاريخية، فظهور الرافضة حسب الحديث سيكون في آخر الزمان، ومعلوم في كتب الزيدية وكتب غيرهم تواجد الرافضة قبل استشهاد زيد بن علي ع ( ت 121هـ) .

قال عبدالله بن حمزة ( ت 614هـ) : ( فالصحيح أن الرافضة هم الذين رفضوا زيد بن علي -عَلَيْه السَّلام )

الشافي ج2 ص 327

بناء على هذه الرواية، فقد صار آخر الزمان سنة 121 أو قبلها بسنين قليلة ! فلا أدري في أي زمن نعيش نحن إن كان ذاك هو آخر الزمان ؟!

أي عاقل يقول : إن سنة 120هـ كانت في آخر الزمان ؟

لا شك إن هذا الحديث طعنا صريحا بعصمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، والاصرار على اثباته يستلزم نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن ظهور الرافضة كان في أول عقدين من القرن الثاني الهجري، حسب ما يعتقده الخصوم، وتكذيب الرواية أولى من نسبة الجهل والتناقض لساحة النبوة والعياذ بالله ، والترقيع لا يجدي نفعا .

فلا عجب إن كان هناك من وضع الحديث هذا ، أو أخذه عن الاخرين لشهرته عندهم ، وركب له سندا كهذا الذي قرأناه !
فلا ينبغي للإنسان أن يغتر بما يقولون، بل الواجب النظر إلى الكلام نظرة مستكشف مدقق.

أما أهل الحديث من أهل السنة ، فقد حكموا على الحديث بالوضع ، ممن ذهب لوضعه :

ـــ السيوطي في اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، ص 346

ـــ الشوكاني، في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ج1 ص 380 ـــ 381

ـــ الكتاني، في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعةالموضوعة ،ج1 ص 366

ـــ ذكره ابن الجوزي في ( العلل المتناهية) ج 1 – ص 158 – 159
وقال : ( قلت وفي روايته سوار . قال أحمد : ويحيى والنسائي متروك )

ـــ الألباني، محدث السلفيين، حكم عليه بالوضع، حيث ذكر الحديث بصيغة قريبة جدا، وقال : (… يقال لهم : الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم ، فإنهم مشركون …) موضوع ) ثم فصل الشيخ السند وأطال البيان.

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ، ج 12 – ص 186 – 190

والحمد لله رب العالمين .

مروان خليفات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here