بترشيح قصي سهيل قررت أحزاب السلطة الفاسدة اتباع النهج الصدامي الدموي حتى النهاية

بقلم مهدي قاسم
مثلما كان متوقعا ، فقد تمسكت أحزاب السلطة الفاسدة بإصرارها العنيد على عدم الإصغاء إلى هدير نبض الشارع العراقي المتجسد بمظاهرات مليونية عارمة تعصف في بغداد و باقي محافظات الوسط والجنوب ، وذلك بترشيح قصي سهيل من كتلة عراب الفساد الأكبر نوري المالكي ، وهو الذي ــ أي قصي سهيل يُعد ” طابوقة ” قديمة في مرحاض الفساد المحتوي على أحزاب اللصوصية والنهب المنظم للمال العام ، وهو إجراء هزيل و مضحك حقا وبدون أي معنى أن يجري تغيير عادل عبد المهدي بقصي سهيل من نفس الفصيلة التي نهبت ثروات العراق بفرهدة منقطة النظير في العالم ، ليبدو الأمر وكأن المشاكل و الأزمات برمتها تكمن في تغيير رئيس حكومة بأخر من نفس الفصيلة الفاسدة والفاشلة و المرفوضة ـ أصلا و كليا و نهائيا من قبل غالبية الشارع العراقي ، ليصبح الوضع المأزوم في النهاية إزاء إصرار طرفين و بشكل قاطع و حاسم :
إصرار أحزاب سلطة الفساد و التبعية على البقاء في السلطة ، بأي ثمن كان ، و إلى أطول مدة ممكنة ، من خلال وضع ممثلهم المفضل و لكن المطيع الخنوع كدمية لهم و للنظام الإيراني أيضا ، لتستمر مظاهر الفساد و التدهور و الخراب إلى ما لا نهاية من جهة ، و إصرار الشارع العراقي المتجسد بالمتظاهرين على رفض مطلق لكل تلك الطابوقات المتعفنة فسادا وفشلا من طابوقات ” المرحاض ” المحتوي على أحزاب السلطة التخريبية من جهة أخرى ..
و هنا لا نحتاج إلى حدس كبير لنستنتج من كل ذلك اتخاذ القرار الحاسم من قبل أحزاب السلطة الفاسدة وميليشياتها الذيلية و البلطجية المجرمة المضي قدما في المواجهة الدموية مع المتظاهرين و ارتكاب مزيد من أعمال قتل ومجازر جديدة بحقهم ، بل و اللجوء إلى جميع الوسائل الوحشية والبربرية المتاحة و غير المتاحة لؤد الانتفاضة التشرينية وإغراقها في بحر من الدماء ، بغية القضاء عليها قضاء مبرما و نهائيا ، إذ يبدو من خلال هذا الإصرار إنهم قد عقدوا عزمهم للمواجهة الدموية و التصفوية المنظمة وعلى النهج و الطريقة الصدامية تماما و بالضبط ، عندما تعامل مع الانتفاضة الشعبانية حينذاك بتصفيات بربرية و بقسوة استثنائية فظيعة ، ولكن إذا كان هذا تصورهم النهائي فعلا ، فهم على خطأ كبير ووهم شديد ، لأنهم سوف يُصابون بخيبة أمل كبيرة دون تحقيق أهدافهم في بقاء في السلطة لمدة طويلة ، إذ إنهم كلما أوغلوا في أعمال قتل و تصفيات و تنظيم مجازر تلو أخرى ، كلما سيزداد المتظاهرون عددا و إصرارا و عزيمة صلبة لمواصلة الانتفاضة حتى إسقاط هذه الطغمة السياسية الفاسدة والمنحطة بكل معايير و مقاييس أخلاقية وقيمية أخرى ..
و بطبيعة الحال إن المتظاهرين ومن يقف خلفهم من حشود جماهيرية واسعة وكبيرة ، سوف لن يتفرجوا حتى النهاية على عمليات إبادتهم وتصفيتهم يوما بعد يوم و حتى النهاية ، و كأنهم عبارة عن قطيع خرفان جاهزة للذبح بين أيدي مرتزقة النظام الإيراني ، فلابد أن يضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم بشكل من الأشكال ، حيث سيكون إلى جانبهم كل شرفاء العالم تعاطفا و دعما و تأييدا لعدالة قضيتهم ، ليكتسبوا من جراء ذلك مزيدا من الشرعية والمصداقية كمنتفضين من أجل العمل و الخبز والعيش بكرامة إنسانية وتحت سيادة وطنية مستقلة و حرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here