دواب مجلس النّهاب أثبتوا بأنهم أشبه ببهائم و ليس بنواب : يعني بلا ضمائر وطنية ودون أحاسيس إنسانية !

بقلم مهدي قاسم
أثناء قرائتي بيان انسحاب النائب علي الصجري من كتلة البناء *، احتجاجا على أعمال العنف والقتل والخطف و الاغتيال والتعذيب المتواصلة التي تُرتكب بحق المتظاهرين ، فضلا عن المراوغة المستمرة والهادفة إلى عدم الاستجابة لمطالبهم واللعب الدائم على كسب الوقت الضائع ، الأمر الذي جعل هذا النائب أن ينسحب ــ بعدما سبقه النائبان الشيوعيان رائد فهمي و هيفاء الأمين منذ شهور طويلة ـــ أن ينسحب هو وحده فقط من بين صفوف النواب البالغين إجمالا 329 نائبا ، دون أن يتبعه نواب آخرون من أحزاب و تكتلات أخرى ، تضامنا مع مطالب غالبية الشارع العراقي ، فخطرت على بالي أنه كم مُعدية وملوثة هذه الأحزاب و التنظيمات والتكتلات بجراثيم الفساد المزمنة حتى النخاع ، بحيث ما أن ينضم إلى صفوفها أحد ما ، سواء عندما يكون نائبا أو مسؤولا أو يصبح عضوا قياديا أو عاديا مستفيدا فيها إلا و يُصاب بهذه اللوثة والجراثيم المعدية بالصميم ، فيكون مثلهم لصا و فاسدا و غير مبال لمعاناة الشعب ــ وفوق ذلك و هذا ما هو أشنع و أفظع ــ يفقد ضميره الوطني و مشاعره و أحاسيسه الإنسانية شيئا فشيئا ليكون غير مبال و عديم اكتراث ، لينتهي به المصير المخزي إلى أن يكون مجرد ” بهيمة ” بليدة ومطيعة لولي أمرها الحرامي الأكبر ، ممارسا كسله المخّدر في اسطبلات المنطقة الخضراء وهي تلوك من خيراتها الوافرات على حساب مظاهر المجاعة والحرمان والعوز والإذلال المفروضة على غالبية العراقيين من جراء سيطرة عصابات اللصوص على مصير البلاد والعباد بقوة السلاح و الإرهاب ..
نقول كل هذا ، انطلاقا من اعتقادنا القويم ويقيننا الراسخ بأنه من المعروف والمسلّم به أن مكان النائب الوطني و الشريف الحقيقي والصحيح المناسب هو الوقوف إلى جانب غالبية الشعب الثائر و المنتفض من أجل حقوقه المشروعة في العمل و العيش الكريم و السيادة الوطنية الحرة و المستقلة ، على اعتبار أن الشعب هو الذي انتخبه و أرسله إلى مجلس النواب ليمثّل مصالحه و حقوقه حصريا و يدافع عنها ، سواء هناك أو حتى في الشارع ، إذا اقتضت الضرورة أو متطلبات الظروف الاستثنائية ، و خاصة إذا كان الشعب يمر في أكبر محنة و مرحلة تاريخية خطيرة و حساسة مثلما يمر الشعب العراقي في الوقت الراهن ..
إلا إن هؤلاء النواب ــ عفوا أقصد الدواب ــ قد أثبتوا الآن أنهم ليسوا مخلصين وأوفياء للشعب قطعا ، بقدر ما هم يتمسكون بـ إخلاصهم ووفائهم لأحزابهم وتنظيماتهم وتكتلاتهم المافياوية التي ينتمون إليها بدافع كسب مادي وحسب ولا شيءآخر ، ولا سيما استغلال فرصة السرقة واللصوصية المتاحة لإثراء سريع ، وهي أحزاب و تنظيمات و تكتلات هي الأخرى وفية ومخلصة لأجندة أجنبية طامعة بخيرات العراق .
و بما إنهم رفضوا الوقوف إلى جانب غالبية الشعب في انتفاضته العادلة والمشروعة هذه ، و إنما قرروا الوقوف إلى جانب عصابات اللصوص و الفاسدين فأنهم بذلك يكونوا قد فقدوا شرعيتهم النيابية ومصداقية تمثيلهم للشعب ..
هامش ذات صلة :
( نائب ينسحب من البناء: التحالف خاضع لتوجهات خارجية
( أعلن النائب علي الصجري، الأحد، انسحابه من تحالف البناء بالتزامن مع ترشيح التحالف قصي السهيل لرئاسة الحكومة، فيما اتهم التحالف بـ “الخضوع إلى توجيهات خارجية ـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ” ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here