تواصل قوات النظام السوري، بدعم من الطيران الروسي وميليشيات إيرانية، تقدمها نحو مدينة إدلب شمال غربي البلاد، آخر معاقل المعارضة السورية، وسط نزوح عشرات الآلاف من المدنيين باتجاه الحدود التركية، وتطويق أكثر من نقطة مراقبة للقوات التركية في المنطقة من قبل النظام.
وقالت مصادر حقوقية، إن عشرات السيارات المحملة بالنازحين تتجه شمالاً إلى عمق محافظة إدلب وإلى الحدود التركية على وقع الغارات الجوية الروسية المستمرة والقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام السوري.
وأوضحت أن السكان يفرون رغم هطول الأمطار والأحوال الجوية الصعبة، ويخرجون إلى المساجد وإلى مخيمات أقيمت على عجل. 
وقالت مصادر ميدانية، إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على مناطق جديدة على امتداد الطريق الدولي دمشق حلب، وبعض تلك المناطق يقع قرب بلدة حيش. وأضافت أن قوات المعارضة نفذت هجوما على بلدة القصابية (جنوب غربي محافظة إدلب) في محاولة لتشتيت قوات النظام بفتح أكثر من جبهة، غير أن الغلبة حتى الآن لقوات النظام التي تواصل تقدمها.
وفي وقت سابق، قالت مصادر محلية إن غارات شنتها طائرات روسية تسببت في مقتل عشرة مدنيين بينهم خمسة أطفال في مخيم للنازحين في بلدة جوباس بريف إدلب.
وتواصل قوات النظام المدعومة من روسيا التقدم نحو مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، بعد سيطرتها على بلدة جرجناز الإستراتيجية، في سياق أحدث هجماتها على المحافظة التي تعد آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا.
إلى ذلك تمكنت قوات النظام السوري اليوم الأربعاء، من الوصول إلى نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بانسحاب فصائل المعارضة من مناطق كفر ياسين وبابولين وصهيان ومعرحطاط، الواقعة على الطريق الدولي حلب دمشق، من دون معلومات عن تقدم قوات النظام في تلك المناطق.
ووفق المرصد، تعد نقطة المراقبة التركية في بلدة معرحطاط، النقطة الثالثة التي تقع ضمن المناطق الذي يسيطر عليها النظام السوري، بعد نقطتي الصرمان في ريف إدلب الشرقي ومورك في ريف حماة الشمالي.
ولتركيا 12 موقعاً في إدلب بموجب اتفاق أمني أبرمته عام 2017 مع روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين لنظام بشار الأسد.
ومكّن القصف الجوي الروسي قوات النظام من التقدم نحو مدينة معرة النعمان خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما تسبب في أزمة إنسانية جديدة في البلاد، حيث ينزح الآلاف من تلك المدينة التي كانت قد لجأت إليها أسر كثيرة بعد نزوحها من مناطق أخرى في سوريا.
وأشارت مصادر حقوقية، إلى أن أكثر من 214 ألف مدني نزحوا من ريف إدلب نحو الحدود مع تركيا منذ منتصف الشهر الجاري. 