وداعاً أسد الجزائر القائد الفريق أحمد قايد صالح

بقلم :- سامي إبراهيم فودة
قال تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم
أسد الجزائر ترجل عن صهوة جودة ومضى إلى ربه طاهراً مطهراً, وسيبقي أبد الدهر في قلوب كل الأحرار والمناضلين وعالقاً في ذاكرة التاريخ مثلما هو رسخ في العقول والوجدان والضمير المحض, تاركاً وراءه سجلاً مشرفاً ناصع البياض في محاربة الفساد والفاسدين والطغاة والمستبدين وحافلاً بالتضحيات والمآثر والأعمال الوطنية الصادقة, ومليء بالإنجازات طوال مسيرة حياته الكفاحية وبصمات محفورة له في كل ربوع الوطن من خلال عطائه الكبير ونضاله اللامحدود, وتشهد للزمان عمقها وشجاعتها تحت وطأة الإعصار وأتون المعارك الضارية, وعزوفها عن الجمود الموجود في أسفار الحياة.
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وقامة وطنية باسقة وأحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة من حياته وفياً لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام ويعتبر لوطنه وأبناء شعبه الجزائري خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب والإرهابيين والخارجين عن القانون وصمام الأمن والأمان لعرين وطنهُ وحماية شعبه من عبث العابثين, فقد حفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد.
فهو قائد عسكري جزائري من طراز فريد من نوعه، ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائري، ونائب وزير الدفاع الجزائري منذ سبتمبر 2013 وحتى وفاته في 23 ديسمبر 2019م ويعد أحد أبرز الوجوه العسكرية داخل هرم قيادات الجيش الجزائري خلال فترة العشرية السوداء في عام 2014، وقف إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من خلال دعمه لفترة رئاسية رابعة, ولكن مرض الرئيس المتكرر، حذى بالجنرال إلى تصدر المشهد الإعلامي والسياسي في الجزائر كأحد رموز النظام وممثلهم في جل وسائل الإعلام الوطنية.
والذي وافته المنية صباح يوم الإثنين 23 ديسمبر 2019م بسكتة قلبية ألمت به في بيته، ونُقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة” عن عمر ناهز 80 عاماً قضى جلّها في طاعة الله وخدمة الوطن
محطات مضيئة في حياة أسد الجزائر القائد الفريق/ أحمد قايد صالح
هو من مواليد 13 يناير 1940 في بلدة عين ياقوت بولاية باتنة في الجزائر, متزوج وأب وله من الأبناء سعبه, التحق وهو شاب بالحركة الوطنية، في سن السابعة عشر عمره، يوم أول أغسطس 1957 بالكفاح، حيث تدرج سلم القيادة ليعين قائد كتيبة على التوالي بالفيالق 21 و 29 و 39 لجيش التحرير الوطني. غداة الاستقلال و بعد إجراء دورة تكوينية بالجزائر، لمدة سنتين (02) والاتحاد السوفييتي سابقا، لمدة سنتين (02 كذلك من 1969 إلى 1971،
تمت ترقيته إلى رتبة لواء بتاريخ 05 جويلية 1993،
وبتاريخ 1994 تم تعيين اللواء أحمد قايد صالح قائدا للقوات البرية.
بتاريخ 03 أغسطس 2004، تم تعيينه رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي، و من ثم تقلد رتبة فريق بتاريخ 05 يوليو 2006،
وفي سبتمبر/أيلول عام 2013 أصبح قايد صالح نائبا لوزير الدفاع خلفا لعبد الملك قنايزية، مع احتفاظه برئاسة أركان الجيش الجزائري.
وكان شقيقه قد توفي قبل ما يقرب من شهر، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
حيث تحصل على شهادة خصوصا بأكاديمية فيستريل.
كما شارك سنة 1968 في الحملة العسكرية بالشرق الأوسط بمصر. تقلد بقوام المعركة البرية الوظائف التالية:
قائدا لكتيبة مدفعية،
قائدا للواء،
قائدا للقطاع العملياتي الأوسط ببرج لطفي/الناحية العسكرية الثالثة،
قائدا لمدرسة تكوين ضباط الاحتياط/البليدة/الناحية العسكرية الأولى،
قائدا للقطاع العملياتي الجنوبي لتندوف/بالناحية العسكرية الثالثة،
نائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة،
قائدا للناحية العسكرية الثالثة،
قائدا للناحية العسكرية الثانية
الفريق أحمد قايد صالح حائز على عدة أوسمة وهي :
وسام جيش التحرير الوطني.
وسام الجيش الوطني الشعبي الشارة الثانية.
وسام الاستحقاق العسكري.
وسام الشرف.
وسام مشاركة الجيش الوطني الشعبي في حروب الشرق الأوسط 1967 و1973.
وسام الشجاعة.
وسام الاستحقاق الوطني برتبة صدر (19 ديسمبر 2019).
إلقاء النظرة الأخيرة
على جثمان قائد أركان الجيش الجزائري/ أحمد قايد صالح
الجزائريون يودعون أسد الجزائر قائد الأركان الجزائري الراحل، الفريق قايد صالح والذي لف بعلم الجزائر بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 25/12/2019م بجنازة مليونيه تاريخية رسمية وشعبية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وقائد أركان الجيش بالنيابة اللواء سعيد شنڤريحة وقادة النواحي ومختلف الأسلحة، كبار الشخصيات في الدولة وقيادات الجيش إلى جانب أفراد عائلة القائد الراحل وسفراء ووفود عربية وأجنبية ومواطنون
ونقل جثمان رجل الجزائر القوي خلال المرحلة الانتقالية على متن عربة عسكرية من قصر الشعب بوسط العاصمة إلى مقبرة العالية، عبر شارع “ديدوش مراد” الذي اصطف على جانبيه سكان العاصمة وآخرون قدموا من ولايات أخرى ليودعوه, وسار مراسم التشييع في موكب جنائزي مليوني مهيب بشارع جيش التحرير خيمت عليه أجواء الحزن وصولاً إلى مقبرة العالية على بعد حوالي 10 كيلومترات،
ودع جثمانه الطاهر جماهير غفيرة من الشعب الجزائري البطل, حيث وجد الموكب صعوبة في السير بهذا الطريق السريع, حيث ‏وارى الثرى بمربع الشهداء في مقبرة العليا شرق العاصمة والتي دفن فيها قادة تاريخيون مثل هواري بومدين والشاذلي بن جديد.
رحمك الله أيها القائد الجنرال أسد الجزائر صالح إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here