العراق سفينة تغرق وربانها يتصارعون عليها

اي نظرة موضوعية لحالة العراق لاتضح لنا بشكل واضح انه سفينة في وسط بحر هائج تعصف به عواصف ورياح عاتية وربانها كل واحد له هدف خاص به كل واحد منهم يحاول النجاة بنفسه لا يدري انه في مقدمة الهالكين وهذه هي حال العراق وحال المسئولين العراقيين

منذ تحرير العراق في 2003 وقبر بيعة العبودية التي فرضها الطاغية المقبور صدام وزمرته البدوية الوحشية القبلية بدعم وتحريض من قبل ال سعود وكلابها وخاصة بعد ان اختار العراقيون العملية السياسية السلمية اي حكم الشعب والمؤسسات الدستورية اي اختاروا التغيير والتجديد وحرية العقل

لا شك ان عملية التحرير التغيير التجديد الذي حدث في العراق في 9-4-2003 لم يرضي أعداء العراق من بدو الصحراء وبدو الجبل بزعامة ال سعود ووحوشها الوهابية والذين تحالفوا معهم عبيد صدام وجحوشه بل أغضبهم وأزعجهم

وأقلقهم لأن هذه الحالة الجديدة التي حدثت في العراق تهدد وجودهم وتحطم أحلامهم ومخططاتهم في المنطقة العربية والأسلامية وحتى العالمية لهذا قرروا وقف هذا التغيير والتجديد والتحرير الذي بدا في العراق ومنعه من الاستمرار وهذا يعني لا بقاء لهم الا بالقضاء على العراق والعراقيين لهذا اما العراق الجديد الحر الديمقراطي او عبودية وظلام ووحشية ال سعود ولا موقف ثالث

لهذا قرر كل أعداء الحياة والانسان من مختلف الألوان والأقوام وبأشكال مختلفة من دعاة القومية النازية والمدنية المتخلفة ومن الاسلامية السفيانية البدوية بقيادة الفئة الباغية ال سعود بعد ان تجمعوا وتوحدوا و أعلنوا الحرب على العراق تحت شعار لا شيعة بعد اليوم وهذا يعني لا عراق حر ديمقراطي تعددي لانهم يرون في عراق الحرية و التعددية الفكرية والسياسية نور يبدد ظلامهم وحضارة تقبر وحشيتهم وحرية تزيل عبوديتهم بحجة وقف المد الشيعي حيث اصبح التشيع بعبع

مخيف يهدد وجود كل فاسد ولص وكل دكتاتور مستبد وكل عدو للحياة والانسان

لا شك ان العراق بعد تحريره من بيعة العبودية واجه هجمات ظلامية وحشية لم يواجهها في كل تاريخه هجمات تستهدف كل شي حضاري انساني معرفي والأساءة الى كل تاريخه المضيء والى ناسه و أهله المحبين والعاشقين للحياة والانسان والذين ساهموا في بناء الحياة وسعادة الانسان منذ أقدم الأزمنة وحتى عصرنا ومع ذلك بقي العراق حيا متحديا لم يخضع ولم يستسلم للظلام والوحشية والعبودية في يوم من الأيام مستمرا في صرخة الامام الحسين والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا شقاء الا برما

لكن العراق أبتلى بأعداء وحوش ظلمة لا يمتون للبشرية بأي صلة لا يريدون الا محوا العراق وذبح العراقيين لهذا فجروا ودمروا كل شي جميل في العراق وذبحوا كل عراقي حر من كل الألوان والأقوام والمعتقدات الجامعات والمدارس والمساجد والكنائس والمتاحف والمراقد المقدسة

والمستشفيات ودوائر الدولة وحولوا العراق الى أكوام من الحجارة كأنهم يتممون جرائم وموبقات صدام وزمرته الفاسدة

ومع ذلك انا لا ألوم هؤلاء الأعداء ولا أعتب عليهم فهؤلاء أمرهم معروف ومكشوف والغبي من يتجاهلهم ولم يكن حذر يقظا من غدرهم وخيانتهم فكثير ما حذر القرآن من فسادهم ونفاقهم ( الأعراب اشد كفرا ونفاقا) كما سماهم الرسول الكريم الفئة الباغية ودعا المسلمين الى عزلهم وعدم التقرب منهم لأنهم باب الفساد والارهاب وما حل بالاسلام والمسلمين من فساد وفوضى وجهل وتخلف ووحشية الا نتيجة لوجود هؤلاء

هذه حقيقة لا يمكن أنكارها وتجاهلها وعلى كل عراقي حر انسان ان ينطلق منها ويتحرك بموجبها وان يكون حذرا يقظا من غدر وحقارة هؤلاء ولا يثق بها أبدا مهما كانت أنيابهم ظاهرة

اذا رأيت نياب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم

هذه حقيقة الفئة الباغية ابتداءا بأل سفيان وانتهاءا بأل سعود وكل من تحالف معهم وكل من تقرب منهم وكل من عاش تحت ظلهم وظلامهم وكل من مجدهم وعظمهم فانهم جميعا لا يملكون شرف ولا كرامة

نعود الى ساسة العراق بعد التحرير اي الذين تسلموا قيادة العراق بعد قبر الطاغية وعبيده

كنا نعتقد ان هدفهم وغايتهم خدمة الشعب لا ليجعلوا الشعب في خدمتهم ويضعوا الشعب على رؤوسهم لا ليضعوه تحت أقدامهم واتضح للشعب ان هدفهم من معارضة صدام لا من اجل تحرير الشعب من الذال والقهر والفقر والقمع والاضطهاد بل من اجل ان يحلوا محل صدام وزمرته ويعيشوا حياة الرفاهية والثروة والقصور التي كان يعيشها صدام وزمرته الفاسدة المنحرفة ليس الا فخدعوا الناس بالطائفية والعنصرية هذا سني وهذا شيعي وهذا كردي وهذا تركماني انها وسيلة لتضليل الشعب وتمزيقه وزرع الفتن الطائفية لا حبا بالشيعة ولا بالسنة ولا بالكرد ولا بالتركمان وانما

حبا بالوصول الى الكرسي الذي يدر أكثر وفعلا حصلوا على ما يتمنون وما يرغبون وهكذا حلوا محل صدام وزمرته وكانوا أكثر فسادا وسرقة للمال العام وأكثر تبذيرا واسرافا وتبديدا منهم والدليل ما حصل للشعب العراقي طيلة ال 16 عاما الماضية فالشعب يزداد فقرا وحرمان وهم يزدادون غنى و ورفاهية الشعب يعيش بدون اي نوع من الخدمات لا عمل ولا مدرسة ولا دواء وعلاج ولا علم ولا كتاب اما هم اي المسئولين فحياتهم تعجز عن وصفها فاقت فرعون ومعاوية وال سعود فعمت الفوضى في كل أنحاء البلاد وتلاشى القانون و أصبح اللصوص والفاسدون هم المتحكمون المسيطرون والشعب كله تحت وحشيتهم

فخرج الشعب بمظاهرات كبيرة طالبا النجدة من نيران الفساد والفاسدين بشكل عفوي وبدون قيادة معروفة مما سهل لأعداء العراق وفي المقدمة ال سعود وكلابهم الوهابية داعش القاعدة وعبيد وجحوش صدام ركوب بعضها والسيطرة على بعض زواياها وأخذت طابعا آخر حيث انحرفت

عن مسارها وأصبح حرق العراق والعراقيين أمر حتمي اذا لم يتوحد ساسة العراق ويتفقوا على خطة موحدة لمواجهة هذه الهجمة المغلفة بعبارات مزوقة محرفة كلمات حق يراد بها باطل يرفعون المصاحب وهم أعدائها ويذرفون الدموع على الشيعة و التشيع وهم يحللون ذبح الشيعي واغتصاب عرضه وماله و يدعون الى الديمقراطية وحقوق الانسان وهم لا يعترفون بالأنسان ولا بالديمقراطية بل يرون بالانسان مجرد عبد ذليل لا قيمة

كما يجب على الساسة ان يتخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ويفكروا بمصلحة الشعب ومستقبله فقط والا فالعراق الى القاع وانتم اول الهالكين فتقديم استقالاتكم والهروب من المواجهة لا ينقذكم أبدا كما ان الأموال التي سرقتموها من الشعب لا تحميكم من غضب الله

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here