محتجون يحرقون موقعا أمنيا عند سفارة أمريكا بالعراق والبنتاجون يرسل قوات إضافية

رشق محتجون غاضبون من الغارات الجوية الأمريكية على العراق موقعا أمنيا عند السفارة الأمريكية في بغداد بالحجارة وأضرموا فيه النار يوم الثلاثاء مما أطلق مواجهة مع الحراس ودفع الولايات المتحدة لإرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط.

وفرض المحتجون، الذين تقودهم جماعات مسلحة مدعومة من إيران، تحديا جديدا على السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه انتخابات في 2020. وهدد ترامب بالانتقام من إيران.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الموظفين الدبلوماسيين بداخل السفارة بخير ولا توجد خطط لإجلائهم.

ورد حراس السفارة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بعدما أحرق المحتجون الموقع الأمني عند مدخل السفارة دون أن يقتحموا المجمع الرئيسي.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها سترسل حوالي 750 جنديا من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى الشرق الأوسط إضافة إلى إرسال قوات مشاة البحرية لحماية أفراد السفارة وإن قوات إضافية ستكون جاهزة لإرسالها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في بيان ”نشر القوات هذا إجراء مناسب واحترازي تم اتخاذه ردا على زيادة مستويات التهديد ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة مثلما شهدنا في بغداد اليوم“.

وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن 750 جنديا سيتمركزون في البداية خارج الكويت. وقالوا إنه يمكن إرسال ما يصل إلى 4000 جندي إلى المنطقة في الأيام المقبلة إذا لزم الأمر.

ويتمركز ما يربو على 5000 جندي أمريكي في العراق لدعم القوات المحلية.

ويمثل الهجوم غير المسبوق على بعثة دبلوماسية أمريكية في العراق تصعيدا لصراع بالوكالة بين واشنطن وطهران، وكلاهما له نفوذ كبير في العراق بينما تتحدى احتجاجات واسعة النظام السياسي العراقي بعد نحو 17 عاما من الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين.

وتحدث ترامب الذي يقضي عطلة في بالم بيتش بفلوريدا عبر الهاتف مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. وقال البيت الأبيض ”شدد الرئيس ترامب على الحاجة لحماية الأمريكيين والمنشآت الأمريكية في العراق“.

واتهم ترامب إيران بتدبير العنف وقال إن طهران ستتحمل المسؤولية.

وقال ترامب على تويتر ”ستتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن فقد الأرواح أو الأضرار التي لحقت بأي من منشآتنا. سيدفعون ثمنا باهظا جدا! هذا ليس تحذيرا، إنه تهديد“.

ولدى سؤاله في وقت لاحق عن احتمال تصاعد التوتر إلى حرب مع إيران، قال ترامب للصحفيين ”هل أريد؟ لا. أريد السلام وأحب السلام. ويجب أن ترغب إيران في السلام أكثر من أي شخص آخر. لذلك أنا لا أرى ذلك يحدث“.

ونفت إيران مسؤوليتها. وتواجه طهران صعوبات اقتصادية جمة بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضها ترامب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن الولايات المتحدة ”لديها الجرأة المثيرة للدهشة على اتهام إيران في احتجاجات الشعب العراقي على قتل (واشنطن) 25 عراقيا على الأقل“.

وجاءت واقعة السفارة بعد سبع سنوات من هجوم شنه مسلحون عام 2012 على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي بليبيا مما أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين وأدى إلى تحقيقات متعددة في الكونجرس.

* توتر بسبب الضربات الجوية
جاءت الاحتجاجات بعد غارات جوية أمريكية يوم الأحد على قواعد تديرها كتائب حزب الله المدعومة من إيران داخل العراق، مما أسفر عن مقتل 25 مقاتلا على الأقل وإصابة 55 آخرين.

وكانت هذه الهجمات ردا على مقتل مقاول مدني أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية ألقت واشنطن باللوم فيها على كتائب حزب الله.

وقال ترامب على تويتر ”قتلت إيران متعاقدا أمريكيا وأصابت كثيرين. قمنا بالرد بقوة وسنفعل ذلك دوما. الآن تنسق إيران هجوما على السفارة الأمريكية في العراق. نحمّلهم المسؤولية كاملة“.

ورشق المحتجون، الذين انضم إليهم لفترة وجيزة زعماء جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بوابة المبنى بالحجارة بينما هتف آخرون ”كلا.. كلا أمريكا!…كلا.. كلا ترامب“.

وانتشرت قوات خاصة عراقية حول البوابة الرئيسية لمنع المحتجين من دخول السفارة قبل أن تتلقى تعزيزا من قوات مكافحة الإرهاب التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.

وجرى استهداف السفارة الأمريكية في بغداد بهجمات صاروخية متفرقة لكن غير مميتة خلال الشهور الأخيرة، وتعرضت مرارا للقصف في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 لكن لم يسبق أن تعرض مجمعها لهجوم من جانب متظاهرين بهذا الشكل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لشبكة (سي.بي.إس نيوز) إن المسؤولين الأمريكيين لم يفكروا مطلقا في إخلاء السفارة وواصلوا الضغط على المسؤولين العراقيين لضمان سلامة المجمع.

وأضاف ”ذكرناهم طوال اليوم بمسؤوليتهم المستمرة“.

وقالت قوات الحشد الشعبي، التي تنضوي تحت لوائها الفصائل المسلحة التي تم دمجها رسميا في القوات المسلحة العراقية، إن 62 من أفراد الفصائل المسلحة والمدنيين أصيبوا بسبب الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

ورأى شاهد من رويترز دماء على وجه أحد أفراد الجماعات المسلحة الجرحى وعلى بطن آخر بينما قام زملاؤهما بنقلهما.

ويخرج العراقيون إلى الشوارع كل يوم تقريبا للتنديد بالجماعات المسلحة، مثل كتائب حزب الله ورعاتها الإيرانيين الذين يساندون حكومة عبد المهدي، إلى جانب أمور أخرى.

وكتائب حزب الله واحدة من أصغر الجماعات المسلحة في العراق لكنها من أقوى الجماعات المدعومة من إيران. وجرى تعليق رايات الجماعة على السور المحيط بالمبنى.

إعداد محمد اليماني للنشرة العربية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here