أمريكا السافلة !… أمريكا بنت ستطعش كلب

بقلم مهدي قاسم

الشيء الوحيد الذي يُسجل لصالح عصابات داعش هو تبني فورا أية عملية إرهابية يقومون بها في أرجاء العالم ، كما أنهم لا يتبنون كذبا أية عملية أخرى التي يقوم بها غيرهم ، و لهذا فأنهم لم يتبنوا ــ مثلا ــ عملية قصف القاعدة الأمريكية في كركوك بالصواريخ و التي قتل على من جرائها متعهد أمريكي و جرح بعض آخر من جنود أمريكيين..
و كان لابد من هذه المقدمة القصيرة لنقول أن عصابات داعش وعلى الرغم من وحشيتهم المفرطة و بربريتهم الرهيبة هم أكثر صدقا و شجاعة من ممن اقصفوا تلك القاعدة العسكرية الأمريكية دون أن يمتلكوا ذرة من شجاعة وصدق ليتبنوها علنا مثلما تفعل عصابات داعش الإرهابية ، غير أن المخابرات الأمريكية التي تراقب حتى حركة نملة ــ ذهابا و إيابا ــ على أرض العراق ليست بحاجة إلى أن أن تقوم جهة ما بالتبني أو عدم التبني لتلك العملية ، لكي تشخصّها فورا و تكشف هويتها العقائدية والسياسية أو طبيعة ولائها و تبعيتها أو ارتزاقيتها لجهة أو دولة ما ، بما أن للمواطن الأمريكي قيمة خاصة تعلو فوق أية قيمة أخرى بالنسبة للإدارة الأمريكية ـــ أي على عكس من خراتيت المنطقة الغبراء الذين ليس للمواطن العراقي أية قيمة عندهم ــ فلابد أن ينتقموا و يردعوا من يقتل مواطنا من مواطنيهم بل و ستُطالب بالتعويضات المادية عن الأضرار الناجمة عن تلك الهجمات الصاروخية أيضا أو عن السفارة الأمريكية في المنطقة الغبراء..
هذا دون أن نذكر القول العراقي البليغ : البادئ أظلم ! ..
و هذا يعني لو لم تتأكد إدارة ترمب من حقيقة قيام الذراع الإيراني الضارب في العراق و نعني حزب الله العراقي بالهجوم المذكور لما أقدمت على قصف مقراته في كل من سورية و العراق ..
غير أن كتبة سلطة الفساد في المنطقة الغبراء رفضوا فهم المسألة على هذا النحو ، إنما سعوا من جانبهم إلى تصوير المسألة على نحو :
ــ ( ضربني وبكى و سبقني و اشتكى ) ..
ليحمّلوا الجانب الأمريكي فقط مغبة تطورات الأمور إلى حد اقصى من تصعيد وتوتر و شبه تصادم عسكري ، متناسين ــ كما هي عادتهم دائما كذلك نكرانهم للجميل الأمريكي لهم تحديدا ــ أنه لولا أمريكا و غزوها العسكري للعراق و إسقاطها للنظام السابق لما كان بإمكان حزب الله أو عصائب اهل وفيلق البدر وغيره من عشرات ميليشيات مسلحة ، فضلا عن أحزاب وتنظيمات أُسست في إيران أصلا ، لما ستطاعت أن تضع قدمها على أرض العراق ولو لساعة واحدة فقط ..
إذ أليست هي أمريكا نفسها بالذات أسقطت نظام صدام الأرعن و سلمت مصير العراق لهذه الاحزاب و الميليشيات ، وهي عارفة تماما بحقيقة تبعية هؤلاء و عمالتهم الصريحة و الواضحة للنظام الإيراني ؟ !.، بل هي قد أدركت هذه الحقيقة فأكثر فأكثر في الوقت الذي كانت تستعد لسحب قواتها من العراق لفسح المجال عن قصد وتعمد أمام التمدد الإيراني العميق والواسع في العراق لحد الهيمنة الكاملة ..
أجل أمريكا السافلة !…
أمريكا بنت ستطعش كلب و بنت كلبة! ..
أمريكا النذلة التي أسقطت عمليها السابق صدام لتضع عملاء النظام الإيراني و مرتزقتهم على السلطة في العراق تاركة مصير الشعب العراقي رهينا بين أيديهم لفترة باتت طويلة ومثقلة بالمعاناة و الفظائع ..
لأنها بفعلها التدميري الخبيث ذاك ، أي بسحب قواتها العسكرية و تسليم مصير العراق لأزلام النظام الإيراني ، تكون قد دمرت كل آمالنا التي عقدناها على سقوط النظام الدموي السابق حينذاك ، فيما يتعلق الأمر بأحلامنا وأمنياتنا بالتغيير والإصلاح نحو الأفضل و الأحسن ..
فها هي هذه المليشيات و بطواويس زعمائهم وقادتهم يحتلون المنطقة الخضراء ويستعرضون قواتهم و عضلاتهم للبرهنة ليس أمام الإدارة الأمريكية بل أمام العالم أجمع أنهم هم في حقيقة الأمر الحكام الفعليون في العراق ، وما قراقوزيوالحكومة وقوات الجيش وأجهزة الأمن و الشرطة إلا مجرد بيادق متهالكة و مغلوبة على أمرها ويمكن نقلها إلى أية رقعة جانبية بل و إزاحتها جانبا بمجرد ضربة كف سريعة و خفيفة !!..
و المضحك و المبكي في هذا برمته هو أن يعترف عادل أبو العدس دون أن نعلم عن غباوة أو سذاجة بمسؤولية أزلام النظام الإيراني عن الهجوم ضد القاعدة الأمريكية من خلال تصريحه التالي و الذي وصفه ب” التصعيد بين أمريكا و إيران على أرض العراق ” قائلا :
( ورأى ان الهجوم جاء نتيجة تصعيد في المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.. وقال “حاولنا أن نقلل أثر الصراع الأميركي الإيراني قدر الإمكان”.
وأشار عبد المهدي الى أنه تم التنديد بكل هجمات الفصائل المسلحة على القواعد الأميركية في العراق لكن الضربات الجوية التي نفذت الأحد خاطئة أيضا وهي تنتهك السيادة العراقية ــــ نقلا عن إيلاف ) …
هذا فضلا عن أنه اعترف بأن الجانب الأمريكي قد أبلغه قبل ساعات عن عزمه بتوجيه ضربات انتقامية ضد بعض الميليشيات مع ذلك فهو لم يتحمل عناء إخبار قادة هذه الميليشيات ــ بسرعة و عجالة فوريتين عبر هواتف جوالة و سيارة و طيارة ، بضرورة إخلاء مقراتها من عناصرها تجنبا لوقوع خسائر بشرية ، فهو لم يفعل ذلك ، بينما بضع دقائق قد تكون كافية للاتصال ، و نصف ساعة من الوقت للإخلاء السريع لجميع العناصر ..
أليست أنها نفس اللعبة المشابهة للعبة تهريب قادة داعش من سجن ” أبو غريب ” و ما أعقب ذلك من عملية استسلام ألوية ووحدات كاملة من الجيش بهدف تسليم محافظات كاملة لبضعة آلاف من عناصر داعش لم تكن لهم أية خبرة أو تجربة في القتال والمعارك أو الحرب ؟ !!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here