طرائف وحكايات من السجون والمعتقلات(8)

صالح احمد الورداني
————————–
البحث عن الأموات

كان من الممكن لأى شخص يحقق معه فى فترة ما بعد قتل السادات أن يغرر برجال المباحث ويدلى بأية معلومات عن أى شخص ربما لا يكون له صلة بشىء إلا أن المعتقل يريد أن يحصل على راحة من التعذيب لا أكثر..
وقد تم الحصول على أسماء أشخاص كان يدلى بها بعض المعتقلين أثناء التحقيقات ويحددوا أدوارهم التنظيمية ويلصقون بهم الكثير من الأعمال الخطيرة التى تستفز المباحث كحيازة الأسلحة أو الإعداد لهجوم مسلح أو ما شابه ذلك..
وهو ما كان يدفع برجال المباحث إلى سرعة البحث عنهم والقبض عليهم..
ثم يتبين لهم فى النهاية أن هؤلاء الأشخاص الجارى البحث عنهم توفاهم الله منذ سنوات..
وكان قد صدر الامر بالقبض على الطبيب حلمى الجزار احد قادة الاخوان..
ولم يتم العثور على مكانه فقبضوا على شخص آخر يحمل نفس الاسم ويعمل بتجارة الطماطم كان شريكي في الزنزانة لفترة..
وتم وضعه تحت التعذيب وهو ينكر ما ينسبون اليه من تهم..
كانوا يصيحون في وجهه وهم يعذبونه قائلين : انت الدكتور حلمى الجزار..
فكان يجيبهم وهو يصرخ من الالم : انا حلمى بتاع الطمام يابيه..
وهنا قرر المحقق احضار والده للضغط عليه كى يعترف..
فصاح حلمى مستجدياً باكياً أن يرحموا والده المسن المريض..
لكنهم أصروا على احضاره..
ولما قص علي ما جرى له عاتبته..
وأخبرته أن ما فعلته من صور الاستجداء سوف يجعلهم يصرون أكثر على إحضار والدك..
فأجابنى ضاحكاً: انا والدى متوفى من زمان..
والمضحك في الأمر ان حلمى الجزار الحقيقي كان موجوداً داخل السجن ضمن العناصر المتحفظ عليها..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here