عراقيو الخارج

سأحدثكم اصدقائي الاحبة عن عراقيي الخارج ، هؤلاء الذين هاجروا من وطنهم عنوةً ،لم يكن لهم مساحة للتظاهر او فرصة لمعارضة النظام جهاراً كما انتم الان ، لم تكن لديهم فرصة نصب الخيام في التحرير او في المحافظات ،كما لم تكن لديهم حرية تشييع ضحاياهم فتركوهم بلا قبور، كانت مخابرات الدكتاتور تحصي عليهم انفاسهم ،كانوا بين خيارين اما الموت او الخروج من الوطن ، وكلاهما موت ولكن بعض الشر أهون. عاشوا ولا زالوا على هامش الحياة في كل البلدان التي سكنوا فيها، ربما جمع بعضهمبعض المال او حصل على رفاهية بسيطة في الحياة لكنهم خسروا وطناً وخسرواتاريخهم ، اقتلعوا من جذورهم وذبلت ارواحهم وهم في حنين دائم للحبيب الأولي ، ماتوافدفنوا في مقابر الغرباء، لكن لوحات قبورهم بقيت تحمل اسم العراق .

يحنون للعراق حنين الثكلى ، كانوا خير معين لأهلهم واخوانهم أيام الحصار ، كانبعضهم يعمل في المزارع كفلاحيين وهم كفاءات علمية وفنية يجنون محاصيل البساتينالغريبة ليوفروا قليلاً من المال من اجل ان يخففوا عن أهلهم واخوانهم بعض المعاناة.

خرجوا بمظاهرات واعتصامات وأوصلوا صوت اهلهم المظلومين في المحافل الدولية .

عراقيو الخارج كما يحلو للبعض ان يطلق عليهم هم عراقيون ليس من حق احد ان ينتزعمنهم وطنيتهم وولائهم للوطن وليس من حق احد ان يوزع الوطنية كيفما يشاء وينتزعهاممن يشاء .

كما لا يمكن أن يأخذ خمسة ملايين عراقي في الخارج بجريرة حفنة أساؤوا التصرف ،فليس من العدل ان يجردوا من وطنيتهم ، ويتم الهجوم عليهم وكأنهم خونة أو متآمرين .

ان دق اسفين الفرقة بين العراقيين و تقسيمهم الى داخل وخارج وزجهم في معركةخاسرة خطيئة بحق الوطن ، فالعراق عراق الجميع ، وما تحدث به رئيس مجلس النواببأن العراق للعراقيين هي كلمة حق يراد بها باطل .

ان في عراقيي الخارج كفاءات كبيرة وطاقات مهمة ، يقومون بدور فاعل في بناء البلدانالتي يعيشون فيها ولهم سمعة طيبة، فاقصائهم هو مؤامرة مقصودة ، وانا هنا لا اعنيالسياسيين بل ، الكفاءات العلمية والاكاديمية والطبية والهندسية وفِي بقية المجالات ، اندول العالم تدفع الأموال الضخمة وتقدم الإغراءات الكبيرة من اجل استقدام العقولوالطاقات ونحن في العراق وللاسف نمارس وبجهل طرد العقول البناءة من ابناء الوطن .

ان اغلب الذين عادوا للعراق من السياسيين بعد 2003 كانوا عاطلين عن الحياة و العمل ،فاشلون ، وجدوا فرصة للتسلق والفساد والسرقة فانقضوا عليها ، وهذا لا ينطبق علىالجميع .

ان اعلان الحرب على المغتربين العراقيين ( عراقيو الخارج) ، والتشكيك بولائهم لوطنهمبل، و ربط كل مشاكل العراق من فساد وسرقات وسوء بهم. هي عملية مقصودة قادهافلول الدكتاتورية الذين قاموا بجريمة سبايكر والصقلاوية وهم ابطال السياراتالمفخخة والعبوات الناسفة ابناء القرى النائية ، كانت بداياتها في الايام الاولى لسقوطالدكتاتورية ، ولكن للأسف حتى بعض ضحايا الدكتاتورية أصيبوا بعدوى فايروساتهذا الوباء الوبيل

ان المغتربين العراقيين لم يتركوا العراق للسياحة او للبحث عن فرصة عمل بل خرجوامكرهين ومجبرين، كانوا مضطهدين مارس النظام الدكتاتوري بحقهم وبحق عوائلهم ابشع انواع الاساءة والإذلال والاجرام ، وعانوا الامرين في الغربة ، عانوا من الفقروالحرمان والجوع والتشريد وفقدان الهوية.

هل تعلمون يا اصدقائي ان عراقيي الخارج ربوا ابنائهم على حب الوطن ، وهل تعلمونانهم لا زالوا يقاومون الغربة بشراسة ويأبون ان يفقدوا عراقيتهم رغم تقادم السنين .

فالجنسية الأجنبية بالنسبة لهم ليست سوى ورقة تعريفية لا علاقة لها بالولاء ، فالذينسرقوا وأفسدوا وقتلوا ودمروا من قبل كانوا لا يحملون سوى الجنسية العراقية منصدام حسين الى علي كيمياوي الى اصغر قاتل ومجرم .

لكن يبقى سؤال عليَّ ان اطرحه بكل وضوح ما المقصود بعراقيي الخارج هل ينطبق على الساكنين في اوربا وامريكا فقط ام يشمل الساكنين في قطر والأردن والاماراتوتركيا وغيرها ، وهل المقصود بهم الذين خرجوا ايام النظام السابق أم يلتحق بهم منخرج بعد السقوط ؟

هناك هناك نماذج يفتخر بها من عراقي الخارج يفتخر بهم الوطن ، بل كل وطن على وجههذه الارض ، أمثال

زها حديد المعمارية العالمية و واحدة من اهم الشخصيات على مستوى البشرية .

الجواهري شاعر العرب الاكبر الذي تغنى ببغداد ودجلة

حييت سفحت عن بعدٍ فحيني

يادجلة الخير يا ام البساتين

الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين

لميعة عباس عمارة شاعرة

منى حنا عتيشا طبيبة عراقية مقيمة بامريكا . مديرة “برنامج الإقامة للأطفال” في”مركز هيرلي. و هي أستاذ مساعد في طب الأطفال في “جامعة ولاية ميشيغا

هدى قطان إمبراطورة التجميل والانستغرام وهي خبيرة التجميل الأشهر في العالم

زينب سلبي كاتبة وناشطة عراقية عملت في البرامج التليفزيونية الشهيرة في العالمكأوبرا وغيرها .

نعيم دنگور رجل الاعمال العراقي وهو الوحيد الذي حصل على لقب سير SIR من ملكةبريطانيا

كاظم الساهر الفنان العراقي الكبير

كوكب حمزه ملحن اغنية يا طيور الطائرة وموسيقي له الكثير من الاعمال

عدنان درجال نجم الرياضة العراقية

ضياء العزاوي فنان تشكيلي

صلاح چياد فنان تشكيلي

جواد الشكرچي الأيقونة العراقية

فريدة محمد علي سيدة المقام الاولى

محمد حسين گمر الموسيقي والملحن وحارس المقام العراقي

حسين الأعظمي قارئ المقام الشهير

والقائمة تطول وتطول ولن يسعها مقال او حتى كتاب ، فمن الإجحاف إطلاق الأحكامبجهالة وبعيداً عى الحكمة والموضوعية . عراقيوجزء من هذا الوطن كانوا وسيبقون ،عدا اؤلئك الذين خانوا ترابه وشعبه وتاريه .
علاء الخطيب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here