الزعيم عبدالكريم وقف ضده كل قوى الشر ونفس هؤلاء هم من حرقوا العراق بعد 2003

نعيم الهاشمي الخفاجي
الحديث عن عبدالكريم قاسم ذو شجون لانه الحديث عن رجل رفض ان يأخذ المال العام وكان معجب بفترة حكم الامام علي ع عندما تولى الخلافة وساوى بين الجميع واعطى كل ذو حق حقه، اعجبني مقال للاخ الاستاذ نقولة علي ابو ابراهيم الحميدي منشور بصفحته حول الزعيم عبدالكريم قاسم ينقل شهادة زميل دراسة للزعيم حول نبله حيث كتب:

في عام 1994 كنت برتبة ملازم في الجيش وقد دار حديث عن شخصية الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بين مجموعة من الضباط الذين كنت جالس معهم وأثناء ذلك كانت هناك مداخلة لأحد الضباط من أهالي الموصل حيث ذكر أنه
في أحد الأيام أقام مأدبة غداء لمجموعة من الضباط بمناسبة تخرجه من الكلية العسكرية الأولى وتخلله حديثا عن تأريخ العراق الحديث وأهم الشخصيات التي حكمت العراق وجاء في الحديث ذكر شخصية الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وهنا كانت مداخلة لوالده الذي كان معلماً متقاعدا” حيث قال سأروي لكم حادثة حقيقية حصلت معي
والكلام للرجل المعلم المتقاعد:

– كان عبد الكريم زميلي في معهد إعداد المعلمين وبعد التخرج عملت معلما” ودخل عبد الكريم قاسم الكلية العسكرية وأستمر بالتدرج بالرتب لحين ثورة الرابع عشر من تموز حيث أصبح رئيس وزراء الجمهورية العراقية بعد الإطاحة بالنظام الملكي عام 1958 وكان يقال له الزعيم.. ومرت بي ظروف مادية قاسية فطلبت مني زوجتي أن أذهب لمقابلة الزعيم وأن أطلب منه المساعدة بأعتباره زميل الدراسة وصديقي وكانت زوجتي تكرر ذلك بألحاح وفي كل مرة أرفض لأني أعرف الزعيم جيدا” لايمكن أن يقوم بتفضيل شخص على آخر من أبناء الشعب العراقي وإن كان صديقه واستمر الوضع المادي بالتدهور من سيء إلى أسوء وفي نهاية المطاف قررت الذهاب إلى بغداد لمقابلة الزعيم لَعَلي أرجع إلى الموصل وقد أغدق عليّ الزعيم من كرمه وفعلا” ذهبت إلى بغداد مستقلاً القطار وعند وصولي محطة قطار علاوي الحلة استأجرت سيارة تكسي إلى مقر إقامته في وزارة الدفاع في باب المعظم وكان وقت وصولي إلى هناك في نهاية الدوام الرسمي في الساعة الثانية بعد الظهر وفي الأستعلامات وجدت بعض الجنود من حرس باب النظام وقلت لهم إني جئت من الموصل لمقابلة الزعيم فقالو لي يمكنك أن تأتي غداً لمقابلته كون هذه الساعة هي وقت استراحة الزعيم فقلت فقط أبلغوه بأني من أحد زملائه في معهد إعداد المعلمين من أهالي الموصل وبعد ذلك تم أخبار الزعيم بالموضوع وحين سماعه بالخبر جاء مسرعا” إلى باب النظام مرتديا( البيجامة) وعلى رأسه منشفة(خاولي) كون الجو كان حارا” في حينها وعند مشاهدته لي فرح كثيرا” وضمني إلى صدره وبعد ذلك اصطحبني إلى غرفة نومه فلم أجد فيها إلا مكتب صغير وسرير من الحديد وشماعة ملابس وبعض الكراسي وبعد حديث طويل وهو يسألني عن أحوالي جاء أحد الجنود وهو يحمل الغداء وقال دعنا نتناول وهو عبارة عن (رز ومرق) وبعد الانتهاء من الغداء وأثناء شرب الشاي بادرني بالسؤال عن سبب مجيئ إلى بغداد فقلت له ظروفي المادية سيئة وجئت لطلب المساعدة منك فقال لي أنت صاحب حظ جيد فاليوم استلمت راتبي وسوف أتقاسم الذي تبقى منه معك وكان المتبقي من راتبه مائة وعشرة دنانير أعطاني خمسة أوراق فئة عشرة دينار وورقة فئة خمسة دينار فقلت له كنت أتوقع منك أكثر من ذلك فقال لي أنا مسلط على أموالي أما المال العام فليس لي أي سلطة عليه ..
فكبر في عيني وقلت له حسنا” سوف أستقبل منك نصف المتبقي من راتبك بشرط التوقيع على كل ورقة بتوقيعك الشخصي وفعلا”وقع على ظهر كل ورقة..
ياشباب: وهاهي خمسة دنانير بقيت احتفظ بها وهي بتوقيع الزعيم من ذلك المبلغ الذي اكرمني به من راتبه لتكون شاهداً للتاريخ على نزاهته أثناء فترة حكمه.
انتهى منشور الاخ الحميدي، اضيف اليه
رحم الله عبدالكريم قاسم وللاسف نفس الوجوه القبيحة التي وقفت ضده وقتلته وأدخلت العراق بنفق مظلم هم نفسهم مع وقف ضد عملية استقرار العراق بعد سقوط نظام جرذ العوجة الهالك وبنفس الأسباب مع وجود فارق بالزمان لكن نفس المكان وأيضا وجود ساسة سذج أغبياء حكمونا بعد سقوط نظام صدام الجرذ، اقسم بالله نفس الأحزاب والمكونات والقوميات التي وقفت ضد حكم الزعيم قاسم هي نفسها من وقفت ضد استقرار العراق منذ أكثر من ١٦ عاما وهم يقتلون ويذبحون نفسهم الحرس القومي ونفس المشكلة مابين بغداد والاكراد ونفس مشكلة علماء الشيعة مع قاسم اعيدة ضد من يحكم العراق من ساسة شيعة أحزاب العراق، ما أشبه اليوم بالبارحة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close