الأبناء يشاغبون والأم تتحمل المسؤولية… الحشد يقتحم السفارة وترامب يهدد إيران

الأبناء يشاغبون والأم تتحمل المسؤولية... الحشد يقتحم السفارة وترامب يهدد إيران

أثارت مشاركة عدد من قادة الحشد الشعبي في حادثة اقتحام باحة السفارة الأميريكية، جدلاَ واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، خاصة وأن عددًا من هؤلاء القادة يتسلمون مناصب رسمية رفيعة في هيئة الحشد الشعبي. وظهر في عملية الاقتحام رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، وزعيم تحالف الفتح، الموالي لإيران، هادي العامري، ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، فضلًا عن الأمين العام لمليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، رفقة قادة آخرين، في حادثة لافته من نوعها.

القادة يحدثون الشغب

واستغرب مراقبون للشأن العراقي مشاركة قادة رسميين في هيئة بعملية اقتحام السفارة, إذ لا يمكن لمسؤلين رسميين، المشاركة في التظاهرات أمام السفارات الأجنبية، أو تدبير مخططات لاقتحامها.

بدورة اتهم وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو، اليوم الأربعاء، قادة من الحشد الشعبي بتدبير الهجوم على السفارة الأمريكية لدى العاصمة بغداد.

ونشر بومبيو في تغريدة له على تويتر، صور أربعة من قادة الحشد، واصفًا إياهم بأنهم إرهابيون أتباع لإيران، وأنهم من «دبروا الاعتداء» على سفارة بلاده في بغداد، مضيفاً «لقد تم تنظيم الهجوم من قبل الإرهابيين أبو مهدي المهندس، وقيس الخزعلي، وحرض عليه الوكلاء الإيرانيون مثل هادي العامري وفالح الفياض».

نتيجة بحث الصور عن قادة السفارة الأمريكية

وشدد على «ضرورة ألا يتم الخلط بين الاعتداء على السفارة الأميركية، واحتجاجات الشعب العراقي المستمرة في البلاد منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي».

من جهته قال الباحث في الشأن السياسي وائل الشمري إن «ظهور قادة الحشد الشعبي يحمل عدة رسائل وعلى أبعاد مختلفة، فهم يريدون الظهور بمظهر القوي في الشارع العراقي بعد سقوطهم المدوّي خلال الاحتجاجات الشعبية، واتهامهم بالتورط في قتل المتظاهرين، لذلك يسعون إلى إعادة صورتهم على أنهم القادة المسيطرون على الأوضاع العامة في البلاد, والقادرون على تحشيد الجماهير, خاصة في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ساحة التحرير وبقية ساحة التظاهرات العراقية الأخرى».

وأضاف الشمري خلال حديثه لـ (باسنيوز)، أن «ظهور هؤلاء القادة يثبت بما لا يقبل الشك أن مؤسسة الحشد الشعبي لا تتبع للحكومة العراقية، بدليل أن هؤلاء القادة شاركوا في تلك التظاهرة، ولم نشاهد قادة من وزارة الدفاع أو الداخلية انضموا إلى مقتحمي السفارة».

وأشار إلى أنه «كان الأجدر بهم اتباع القنوات الرسمية لإيصال طلباتهم للولايات المتحدة الامريكية، مثلا تحشيد البرلمان لإخراج القوات من البلاد، والتواصل بشكل رسمي مع الإدراة الأميركية, وليس عبر التظاهر واقتحام السفارة».

إيران في المقدمة

وحمّل الرئيس الأميريكي دونالد ترامب إيران مسؤولية ما حصل في السفارة الأمريكية ببغداد، وهو ما أوحى – بحسب مراقبين – بأن العملية برمّتها تنضوي ضمن الصراع الأميركي الإيراني، وأن الفصائل المسلحة عززت هذا المسار، في عملية الاقتحام هذه.

وقال ترامب في تغريدة عبر تويتر إن «إيران تتحمل مسؤولية الوقوف وراء الهجوم» داعيًا إياها إلى «إعادة النظر في سياساتها في المنطقة». وأضاف أن «طهران ستدفع ثمنًا باهظًا، بعد اقتحام آلاف العراقيين المؤيدين لإيران السفارة الأميركية في بغداد، .. هذا ليس تحذيرا، إنه تهديد.. عام سعيد!».

الفياض في ورطة

وتواردت أنباء عن عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين عراقيين، من بينهم فالح الفياض، بسبب اتهامهم بالتورط في قمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد، المستمرة منذ مطلع تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

صورة ذات صلة

بدوره قال الباحث في الشأن السياسي والمتحدث السابق باسم الحكومة العراقية رافد جبوري إن «رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وضع نفسه في مواجهة سياسية مع الولايات المتحدة، ومن المستبعد أن تتعامل معه ثانية كمستشارٍ للأمن الوطني بنفس الطريقة والتقييم، فقد أورد وزير الخارجية الأميركي اسمه وصورته في التظاهرات ووصفه بأحد وكلاء إيران».

وأضاف جبوري في حديث لـ (باسنيوز)، أن «الكل يعرف بأن سلطة القائد العام للقوات المسلحة ليست قوية ولا شاملة على الحشد الشعبي، بل أن موقف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي شجع تلك التظاهرات من خلال إدانة القصف الأميركي».

الإمدادات الأميركية قادمة

وحذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القادة العراقيين من أن الولايات المتحدة مستعدة «لحماية الأميركيين والدفاع عنهم».

وأعلنت الولايات المتحدة, يوم أمس, أنها سترسل قوات إضافية لحماية سفارتها في بغداد بعدما هاجمها آلاف المحتجين العراقيين مردّدين (الموت لأمريكا)، تنديدا بالغارات الجوية التي استهدفت ليل الأحد مقرات فصيل عراقي موال لإيران.

وقال بيان للخارجية الأميركية، إن «كلا من عبد المهدي وصالح أكدا لبومبيو في اتصالين هاتفيين ،أنهما يأخذان مسؤوليتهما على محمل الجد وسيضمنان سلامة وأمن الموظفين الأميركيين والممتلكات الأميركية».

وذكر البيان أن بومبيو «حذر بوضوح من أن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن مواطنيها الموجودين هناك لدعم عراق سيد ومستقل».

وأعلن البنتاغون إرسال قوات اضافية لضمان امن البعثة الدبلوماسية ووصلت مروحية تقل عناصر من مشاة البحرية (المارينز) إلى المكان في وقت لاحق».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here