نيويورك تايمز: العراقيون يعيدون النظر بعلاقتهم مع واشنطن

ترجمة / حامد احمد

توافد عمال نفط اميركان الى مطار البصرة استعدادا لمغادرة العراق في وقت تصاعدت فيه مخاوف اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وايران بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وبعد مراسيم صلاة الجمعة في كربلاء ردد المصلون هتافات الموت لأميركا .

وفي ساحة التحرير وسط بغداد، حيث يتواجد محتجون هناك منذ ثلاثة اشهر، رفعت لافتة تعبر عن رسالة لكل من ايران والولايات المتحدة كتب عليها: “ابقوا خلافاتكم ومعارككم بعيدا عن العراق .”

وكان عراقيون قد صحوا يوم الجمعة على خبر مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، بصاروخ طائرة مسيرة اميركية عند مطار بغداد الدولي برفقة عدة اشخاص آخرين .

حتى قبل ان تهدأ صدمة هذا الخبر المفاجئ، كانت احزاب عراقية تدرس كيف تكون طبيعة ردها. فصائل مسلحة مقربة من ايران تعهدت بثأر دموي. اما رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فقد استنكر الهجوم على انه اعتداء صارخ لسيادة العراق داعيا البرلمان لعقد جلسة لمناقشة مستقبل التواجد الاميركي في العراق .

الاحداث الاخيرة اثارت تساؤلا واحدا شاملا مفاده: هل تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على علاقة امنية تعاونية مع العراق مع الثوران الذي تسبب به حادث الاغتيال هذا؟ التساؤل هذا كان يدور اصلا في اروقة مركز السلطة في بغداد، حتى بعد اعلان ادارة ترامب الجمعة عن انها تعجل بارسال دفعة جديدة من القوات للمنطقة لمواجهة الازمة .

وقال عبد المهدي ان الضربة الجوية على الجنرال سليماني “تمثل خرقا واضحا لشروط تواجد القوات الاميركية”. وقال ان البرلمان سيجتمع خلال الايام القادمة لينظر “في اتخاذ اجراءات مناسبة للحفاظ على كرامة العراق وأمنه وسيادته” بضمنها فيما اذا سيطلب من الاميركان المغادرة .

من المحتمل ان تنقلب عملية قتل سليماني التي كان يهدف منها توجيه ضربة لايران الى تعجيل تحقيق هدف طالما سعت له ايران وهو الدفع نحو اخراج التواجد العسكري الاميركي من العراق .

محمد شهباني، باحث من معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن والمتخصص بالعلاقات الايرانية العراقية يقول “اعتقد ان بمقتله يضع المسمار الاخير بنعش التواجد العسكري الاميركي في العراق”. وتحتفظ الولايات المتحدة بما يقارب من 5,000 جندي في العراق وعدد من القواعد، ولكن فيما اذا سيبقون او لا، فان القوة الاميركية في العراق من المحتمل جدا ان تتقلص.

ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية ودبلوماسي اميركي سابق، كتب في تغريدة على تويتر يقول فيها “احدى النتائج الحتمية للضربة الاميركية هو ان عهد التعاون الاميركي العراقي قد انتهى. التواجد الاميركي الدبلوماسي والعسكري سينتهي في حال طلب منا العراق المغادرة او ان وجودنا هو مجرد هدف او كلا الحالتين. النتيجة ستتمثل بنفوذ ايراني وارهاب واقتتال عراقي اقوى .”

خبراء قالوا لو كانت لدى ادارة ترامب ستراتيجية للتعامل مع الحكومة العراقية لتحقيق استقرار وسيادة لكان مقتل سليماني قد وفر اجراء تعزيزيا لذلك .

كينيث بولاك، مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية وخبير بالشأن العراقي والاميركي، قال ان عملية الاغتيال تعني ان السياسيين العراقيين سيكونون، ولو لفترة معينة، اقل خشية من ايران واكثر رغبة بالاصغاء للاميركان، مشيرا الى ان اتباع ايران في العراق بعد فقدانهم لزعيمهم سيكونون اضعف يحاولون معرفة ما سيفعلوه ثانية .

ولكنه قال يبدو ان الولايات المتحدة ليست لها سياسة تنتهجها في العراق لما بعد ذلك باستخدام البلاد كقاعدة لمواجهة ايران. اما في الجانب الآخر يبدو على ايران بانها متواجدة في البلد على مختلف الاصعدة .

قيس الخزعلي، قيادي في الحشد، يقول “للولايات المتحدة لون واحد فقط، انه اللون العسكري وهو الشيء الوحيد الذي تنفق عليه أموالها. اما ايران فلديها العديد من الالوان، في الثقافة والسياسة وفي الدين وفي مجالات كثيرة اخرى .”

أمير عباس متظاهر من ساحة التحرير قال “انه فعل خاطئ من الولايات المتحدة، كان يستوجب من الاميركان التنسيق مع الحكومة العراقية”، مشيرا الى ان هذا الفعل يشكل انتهاكا للسيادة العراقية .

ايما سكاي، مستشارة سابقة للقوات الاميركية في العراق قالت ان “العلاقات العراقية الاميركية ستتضرر فعلا جراء هذا الحدث، اعتقد انه ستكون هناك دعوات اكثر للمطالبة برحيل القوات الاميركية. أميركا ليست لها سياسة او ستراتيجية تهدف لاستقرار العراق بل ان هدفها هو احتواء ايران .”

عن: نيويورك تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here