المسيرة البشرية في حالة مخاض

لا شك ان المسيرة الانسانية في حالة مخاض وبداية مرحلة جديدة وهذه الهزات القوية في المجتمع البشري دليل على بداية تحول في المسيرة البشرية وولادة حالة جديدة ستشكل قفزة مهمة في تاريخ البشرية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة العالمين العربي والاسلامي وحتى العالمي حقا ان استشهاد سليماني والمهندس يوم فاصل بين مرحلتين

من المؤكد ان هذه القفزة ستخلق عالم جديد غير العالم الذي كانت تقوده أمريكا ومن معها بل ستخلق عالم أكثر انسانية عالم مستقر يسوده الحب والسلام ساعيا لبناء حياة حرة وانسان كريم عزيز

لا شك ان مقتل البطلين قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس تعني نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في الحياة فالانسان الحر يتمنى النصر او الشهادة واذا تأخر عليه النصر طلب الشهادة لان شهادة الانسان الحر تقرب النصر لهذا نرى الامام علي في معركته مع قوى الظلام والوحشية اعداء

الحياة والانسان واجه سيف الطاغية الفاسد المنافق معاوية بصرخة قوية ( فزت ورب الكعبة) من الطبيعي كان تفكير الشهيدين العزيزين سليماني والبغدادي هو نفس تفكير الامام علي وكانا يتمنيان الشهادة وهكذا حققا الشهادة التي حققت النصر

فلولا شهادة الامام الحسين لما استمر التشيع أي الأسلام ولما انتصرت ونجحت الصحوة الاسلامية بقيادة الامام الخميني ولما تأسست أول جمهورية الأسلامية في تاريخ الأسلام اول جمهورية اتخذت من روح الاسلام نهجا ومشروعا في بناء الحياة الحرة وخلق الانسان الحر

فلولاء تحدي وشهادة البشر الأحرار في كل مكان وفي كل مراحل التاريخ لما حدث اي تطور وتقدم في كل مجالات الحياة

فلولا شهادة المجاهد عباس الموسوي لما تمكن لبنان بقيادة حزب الله من تحرير أرضه وتطهيرها من الاحتلال الاسرائيلي وقهر الجيش الاسرائيلي الذي كثير ما كان قادة اسرائيل يتباهون به بانه الجيش الذي لا يقهر بل اصبح لبنان وشعب

لبنان يفتخر بانه يملك قوة لا تقهر وله القدرة على حماية لبنان أرضا وبشرا لا شك ان الذين شاركوا في قتل عباس الموسوي على تصرفهم وكأنهم قتلوا أنفسهم من حيث لا يدرون

وشهادة المجاهد حسين الحوثي غيرت اليمن ورفعته الى مرحلة عالية من السمو والرقي فشعر اليمني بالحرية التي منحته القوة والثقة بالنفس فألتف حول أنصار الله وتمكن من طرد اللصوص والفاسدين وكل أعداء الحياة والانسان ال سعود وال نهيان وال خليفة وكل الذين لا يملكون شرفا ولا كرامة حيث قام ال سعود بشراء وتأجير كل اللصوص والوحوش وكل المنحرفين والفاسدين وشكلوا أحلافا مختلفة الحلف الخليجي الحلف العربي الحلف الاسلامي الحلف الدولي وأعلنوا الحرب على الشعب اليمني فتصدى لهم الشعب اليمني بقوة وبسالة وتمكن من حماية ارض اليمن من عبث وفساد ال سعود ومن معهم ونساء اليمن من الأسر والاغتصاب وبيعهن في أسواق النخاسة التي أعدها ال سعود لهذا الغرض وشباب اليمن من

الذبح بحجة انهم كفرة وهكذا بقيت اليمن حرة بيد أهلها الأحرار أنصار الله

وهكذا اي نصر اي فوز حققته الشعوب الحرة في كل مكان كان بفضل الشهداء ولولا الشهداء لم يتحقق اي نصر اي فوز لاي شعب فالشهداء هم بناة الحياة الحرة فأجسادهم هي اللبنة التي بها تبنى الحياة ودمائهم هي التي تسقي تلك اللبنة

وصدق سيد المقاومة الأنسانية الحضارية السيد حسن نصر الله عندما قال (يوم استشهاد البطلين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس يوم فاصل وتاريخ جديد)

بل ان استشهاد هذين المجاهدين اثبتا بما لا يقبل التأويل بان العراق وايران شعب واحد وعدوهما واحد وصديقهما واحد وقوتهما بوحدتهما وضعفهما ببعد أحدهما عن الآخر لهذا نرى أعداء العراق وايران هدفهما فصل العراق عن ايران وخلق السدود والموانع بينهما فانها الوسيلة الوحيدة التي يمكنهم بها السيطرة على الشعبين العراقي والايراني وهذا ما يحاول فعله أعداء العراق وفي

المقدمة ال سعود وأسيادهم ال صهيون وكل الكلاب التي أجرتهم واشترتهم عائلة ال سعود

ومن هذا المنطلق يمكننا القول ان استشهاد قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس ولادة حالة جديدة هي وحدة ايران والعراق أرضا وبشرا وبداية نهضة حضارية وقوة انسانية في المنطقة قادرة على تغيير مسيرة الحياة

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here