آلاف يحتشدون لتشييع القيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في جنوب العراق


احتشد آلاف العرقيين في شوارع مدينة البصرة جنوب العراق يوم الثلاثاء لتشييع القيادي بالحشد الشعبي جمال جعفر إبراهيم المعروف بالاسم الحركي أبو مهدي المهندس الذي قُتل في ضربة جوية أمريكية الأسبوع الماضي مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ووصل جثمان المهندس إلى مسقط رأسه البصرة بعد عدة جنازات في مناطق أخرى في العراق وإيران.

وسيُنقل الجثمان بعد الجنازة إلى مدينة النجف حيث سيوارى الثرى.

وأثارت ضربة الطائرة المُسيرة يوم الجمعة، عند مطار بغداد حالة من الغضب في صفوف العراقيين ودفعت البرلمان لدعم خطة حكومية لطرد القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من البلاد، وسط مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وكان المهندس، الذي أسس كتائب حزب الله عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، قائدا فعليا لقوات الحشد الشعبي وهي هيئة تنضوي تحت لوائها جميع الفصائل الشيعية المدعومة من إيران في العراق.

كما كان أيضا كبير المستشارين العراقيين لسليماني، الذي قاد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمكلف ببسط النفوذ العسكري الإيراني خارج الحدود من خلال قوات بالوكالة في الغالب.

وكانت للمهندس مكانة شبه أسطورية بين هذه الفصائل، وأبلغت ابنته قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية بأن سليماني كان ”أخاه ومحببا وعزيزا لديه“.

وقال فنار حداد، كبير الباحثين في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، إن المهندس كان شخصا لا يمكن الاستغناء عنه تقريبا في هيئة الحشد الشعبي، وهي جماعة لا تتميز بهياكل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس القوية.

وأضاف حداد ”المهندس كان يشرف على العملية المركزية وإضفاء الطابع المؤسسي على الحشد الشعبي داخل الدولة العراقية وحقق مكاسب ملموسة في هذا الاتجاه“.

”سنثأر“
خرج نحو 30 ألف شخص إلى الشوارع في البصرة يلوحون بأعلام العراق والحشد الشعبي ويرددون هتافات تقول ”الموت لأمريكا“ و ”لا.. لا لإسرائيل“.

وقال محسن الحكيم رجل الدين الشيعي الذي كان واقفا بجوار الموكب الذي ينقل جثمان المهندس ”سوف يكون ثأرنا وقتلنا لأمريكا هو طردها من العراق“.

وقاتل المهندس على مدى عقود مع سليماني وهو وغيره من قادة الفصائل العراقية البارزين مثل هادي العامري، قائد منظمة بدر، المرشح الأوفر حظا الآن لخلافته.

وقاتلا معا في صف إيران ضد صدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي. ثم عمل المهندس مع الحرس الثوري الإيراني في الكويت لتنظيم هجمات على سفارات هناك لدول دعمت صدام أثناء الحرب. لكنه ظل مقاتلا خلافا للعامري وآخرين اتجهوا للسياسة.

ودعا المهندس في تسجيل مصور تركه كوصية بعد وفاته أنصاره إلى ”إدامة الجهاد“.

وقال ”للمجاهدين من إخوتي وأبنائي الذين سطروا أروع ملاحم الجهاد طيلة هذا العمر الذي قضيته منذ بداية عملي الجهادي وإلى اليوم أسال الله سبحانه وتعالى أن يحشرني معهم… من رافقني بالجهاد … من الكويت إلى إيران إلى العراق. وشباب بدر .. شباب المقاومة الذين قاوموا الاحتلال وشباب الجهاد وشباب الحشد“.

وكان نموذجا للشبكة الإقليمية من المقاتلين الشيعة التي أقامها سليماني على مدى عقود في العراق وسوريا ولبنان.

ودعا أتباعه إلى ”إطاعة ولي الأمة السيد (آية الله علي) خامنئي.. والاهتمام بشيعة المنطقة وشيعة العالم“.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here