التفكيك (1)

التفكيك (1) صالح احمد الورداني
——
إن تحديد مفهوم الدين وإبراز حقيقته وأساسياته سوف يعيننا على تفكيك التراث الذي تعتمد عليه فرق الإرهاب وتنقيته، وبالتالي سوف تسقط أهم المرتكزات العقدية التي تبرر الإرهاب ،وهو ما سوف يؤدي إلى تجفيف منابعه..
وتوضيح الرؤية الصحيحة تجاه المصطلحات المتداولة بين الإسلاميين سوف يؤدي إلى خلق الثقافة المضادة للإرهاب..
وكشف منهج الإنتقائية سوف يعري دعاة الإرهاب ويدعم هذه الثقافة..
وبتجفيف المنابع مع وجود الثقافة المضادة سوف يتم محاصرة العقل الإرهابي والقضاء عليه..
أولا تفكيك التراث
مما يتكون التراث..؟
والجواب يتكون التراث مما يلي:
روايات نبوية..
رويات تأريخية..
نصوص الصحابة..
نصوص الفقهاء..
أولاً الروايات النبوية
• أمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَيقِيمُوا الصَّلاةَ وَيؤْتُوا الزكاةَ ، فإذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مني دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقً الإسْلامِ ، وَحِسابُهُمْ على الله تعالى ..
• بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ..
• مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ..
• تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة..ٍ
• لَا تُسَاكِنُوا المُشْرِكِينَ، وَلَا تُجَامِعُوهُمْ، فَمَنْ سَاكَنَهُمْ أَوْ جَامَعَهُمْ فَهُوَ مِثْلُهُمْ..
• لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه..
• لا تبنى كنيسة فى الإسلام..
• َلا يَجْتَمِعُ قِبْلَتَانِ بِأَرْضٍ..
• لا يَجْتَمِعُ بَيْتُ رَحْمَةٍ وَبَيْتُ عَذَابٍ..
• الشؤم في ثلاث : الفرس والمرأة والدار..
• أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون..
• لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّاني، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ..
وهذه الروايات مشهورة وصحيحة في نظر الفقهاء على الرغم من كونها تتناقض مع القرآن وتصطدم بقواعده التي تقوم على عدم الإكراه وحرمة العدوان وحرية الإعتقاد والتعايش بين الأديان..
وهوما يبدو من خلال الرواية الأخيرة التي تبيح إراقة دماء الزاني المحصن المتزوج وتارك الدين والجماعة..
والقرآن لم يبح القتل إلا في حدود القصاص أي النفس بالنفس..
أما قتل المتزوج الزاني والمعارض فمن صنع الروايات..
وكيف يربط بين المعارضة والمروق من الدين..؟
ومن الواضح أن هذه الرواية تفوح منها رائحة السياسة فهى ريطت بين الدين والجماعة..
والدين شئ والجماعة شئ آخر..
وروى عن الرسول (ص) قوله : لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرِ..
وهذه الرواية تفتح الباب للمسلم لكي ينتهك أصحاب الديانات الأخرى ويريق دمائهم في حماية وحصانة من الشرع..
سُئِلَ إبن تيمية في مجموع الفتاوى عَنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَتَلَهُ مُسْلِمٌ : فَهَلْ يُقْتَلُ بِهِ ؟
أَوْ مَاذَا يَجِبُ عَلَيْهِ ؟
فَأَجَابَ :الْحَمْدُ لِلَّهِ ، لَا قِصَاصَ عَلَيْهِ عِنْدَ أَئِمة المسلمين..
وهذا مخالف للقرآن أيضاً الذي نص على أن النفس بالنفس دون تمييز..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here