رغم التوتر الامني.. تظاهرات العراق تدخل يومها المائة

تدخل التظاهرات في العراق، اليوم الجمعة، يومها المائة، منذ انطلاقها في الأول من تشرين الأول الماضي، قبل أن تتراجع لبعض الوقت ثمّ تستأنف يوم 25 من الشهر ذاته.

وتحوّلت هذه التظاهرات إلى اعتصامات مفتوحة ونصب خيام في سبعة من أصل 10 محافظات عراقية تتواصل فيها التظاهرات بشكل غير متقطع.

ويستعد المتظاهرون، اليوم، للانطلاق في تظاهرة وصفوها بأنها ستكون “مليونية”، للمطالبة بتشكيل حكومة وفق طموحاتهم، وقد جرت الاستعدادات لها في ساحة التحرير في بغداد عبر تزيين الشوارع والخيم، بالترافق مع تصعيد إعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ، تويتر) ، وذلك على الرغم من التوتر الأمني الذي شهدته البلاد عقب الضربة الأميركية التي استهدفت نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد الاسبوع الماضي.

وتطور المشهد في العراق من استهداف القواعد العسكرية في شمال وغرب العراق، حتى تظاهرات امام السفارة الامريكية في بغداد، وحدوث اقتحام للسفارة من قبل بعض المتظاهرين، ومن ثم الرد الانتقامي الايراني لحادثة الاغتيال، انتهاءً عند التهدئة التي أكدتها الحكومة وزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ودعوة الأخير إلى العودة إلى الملف الأبرز، وهو اختيار رئيس للحكومة يخلف عادل عبد المهدي المستقيل.

وأمهل الصدر، وهو اللاعب الأبرز في العملية السياسية في العراق والداعم للمحتجين، في بيان مساء الأربعاء، القوى السياسية 15 يوماً لتشكيل حكومة “قوية” قادرة على حماية العراق، بعد التهديدات التي أطلقها ضد الأميركيين، ودعوته إلى تشكيل ما أسماه “أفواج المقاومة الدولية” وإحياء “جيش المهدي” الذي كان يتزعمه في السنوات التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين، وقد حارب من خلاله التواجد الأجنبي.

ويرى مراقبون ومحللون أنّ التظاهرات حققت ما فشلت في تحقيقه حكومات ما بعد عام 2003، إذ تمكّن المتظاهرون، وأغلبيتهم من مواليد تسعينيات القرن الماضي، من دحر الأفكار الطائفية، والتوحّد ضمن الهوية الوطنية، فضلاً عن فرض الرأي الشعبي على قادة الأحزاب الحاكمة، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ زمن.

كما أنها تمكنت من إقالة حكومة عبد المهدي، وفرض قانون الانتخابات الجديد الذي فصلته ساحات الاحتجاج وكتبته، ومن ثمّ وافق عليه البرلمان العراقي، في حين يواصل المحتجون في العراق تجمهرهم في ساحتي الخلاني والتحرير في بغداد، وفي مدن جنوب العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here