مخاطر الحرب بين ايران واميركا اذا ما اندلعت..

حكمت مهدي جبار

تشهد المنطقة هذه الايام توجسات وهواجس الخطر من اندلاع حرب جديدة ربما تقع بين ايران واميركا وذلك على اثرمقتل اللواء قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني بيد الاميركان ومن اكثر البلدان التي ستواجه الخطر هي العراق.فضلا عن دول مجاورة له ربما تتأثر بعمليات عسكرية خطيرة تهدد أكثر ماتهدد وضع العراق الاقتصادي قد تتمثل بتعطيل إمدادات نفطها إلى السوق العالمية.

لقد ادخل مقتل سليماني واستشهاد ابو مهدي المهندس على ايدي الاميركان ادخل المنطقة بقضية خطيرة حيث تصاعدت الاوضاع سوءا في اهم منطقة في العالم والتي ربما تؤدي الى حرب بشعة تشعل النار في كل مكان فيها.ونحن ومن خلال متابعاتنا لمجريات الاحداث اولا بأول نجد ان اول من حذر من عملية اغتيال القائدين سليماني والمهندس وبامر من ترامب هم المسؤولين الاميركان السابقين والحاليين.فقد حذر نائب الرئيس الاميركي السابق (جون بايدن) من ((أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى من خلال عملية مقتل اللواء قاسم سليماني “باصبع ديناميت في برميل بارود متفجر” معتبرا أن العملية “خطوة تصعيدية هائلة في منطقة خطيرة..”.اضافة الى ذلك فقد وصفت صحيفة واشنطن بوست الخطوة بأنها “تصعيد دراماتيكي يمكن أن يؤدي إلى عنف واسع النطاق في المنطقة وخارجها”.

وهكذا فإن هذا العمل صعد من التوترات بين واشنطن وطهران وحلفائهما، لاسيما في العراق وفي منطقة حيوية للاقتصاد العالمي. حيث يتم فيها انتاج وتصدير اكثر من نحو ربع استهلاك العالم اليومي من النفط..وهكذا فقد بات من الواضح انه في حالة نشوب الحرب وبدء العمليات العسكرية بين الطرفين فأن الخوف من الحرب والتحسب والاحتراز سيشكل اهم المؤثرات المباشرة على الاقتصاد من استيراد وبيع النفط وحركة السوق العام للأقتصاد العالمي.

وان الكارثة لاسمح الله هي عندما سيكون العراق مسرحا للقتال وبعض دول المنطقة وخاصة الخليج وخاصة الدول التي تعتمد في اقتصادها على تصدير النفط بشكل شبه كامل والتي تعتمد بشكل كبير على استيراد نفط الخليج والعراق في تشغيل صناعتها كالصين والهند واليابان ودول آسيوية آخرى.

لقد انتشر هاجس الخوف بسرعة الى الأسواق العالمية والتي تراجعت البورصات فيها خوفا من ارتفاع أسعار الطاقة ومعها تكاليف الإنتاج والنقل ما يعني تراجع التجارة العالمية. كما فضلا عن تراجع عوائد السندات الأمريكية والأوروبية واليابانية وهروب مليارات الدولارات إلى اماكن اخرى كالذهب والقيم الثمينة الأخرى. أما أسعار النفط فقد ارتفعت إلى أكثر من 3 دولارات لبرميل خام برنت الذي قفز سعره إلى نحو 70 دولارا.

أن العراق باعتباره من أهم الدول المصدرة للنفط قد بدأ يشهد مغادرة اعداد من عمال وخبراء النفط الأمريكيين بعد دعوة الخارجية الأمريكية صباح يوم 3 كانون ثاني 2020 لهم إلى مغادرة العراق فورا.غير ان السلطات صرحت باستمرار ضخ النفط بشكل طبيعي جدا واستمرار حركة الطيران في مطار بغداد الدولي.

لكن يبقى العراق ليس فقط يتأثر بالحال الذي يمر فيه انما يتأثر حتى ما تتركه احوال الدول الاخرى من حيث رفع تكاليف النقل والتأمين بشكل يترك آثارا سلبية على نمو الاقتصاد العالمي وخاصة على الصين والدول الصناعية الصاعدة التي تعتمد على استيراد النفط من الشرق الأوسط. وفي ألمانيا حذر خبراء في معاهد اقتصادية رئيسية من ضغوط إضافية على الاقتصاد والشركات الألمانية التي تعتمد على التصدير بشكل كبير.وما من حل سوى خيار ضبط النفس وتدهئة الامور والدعوة الى وقف التصعيدات واللجوء الى الطرق السلمية.وذلك مادعت له الصين وكندا ومصر والإمارات وكذلك الاتحاد الاوربي.

لكن الامر مازال غامضا وشائكا.فضلا عن وجود تناقضات في التصريحات الايرانية فوزير خارجيتها ظريف يقول ان دولته اكتفت بهذا الرد ونحن لانريد الحرب اما خامنئي قائد الثورة الايرانية فيقول ان هذا الرد لايكفي!!! وما يزيد الطين بلة حشد المزيد من القوات الأمريكية في المنطقة بعد قرار واشنطن بإرسال 3000 جندي أمريكي إضافي إلى المنطقة. وهو الأمر الذي ينبئ بعمليات عسكرية تزعرع الثقة في العراق والسعودية وقطر وإيران ودول الخليج الأخرى كمصدر مستقر لإمدادات النفط والغاز بسبب المخاطر التي تحيط بخطوط وطرق نقله إلى مختلف أنحاء العالم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here