التظاهرات لا زالت على زخمها السابق رغما على أنف خبثاء من أتباع سلطة الفساد و الخيانة الوطنية

بقلم مهدي قاسم

أثبتت تظاهرات يوم الجمعة أن الزخم الجماهيري لا زالت مستمرة ومتواصلة بدفقها السابق بالرغم من مرور شهور طويلة على بدء التظاهرات الحاشدة ، ذات مطالب إصلاحية جذرية وواسعة ، و قد امتلأت ساحة التحرير و فروعها و محيطها بعشرات آلاف من المتظاهرين و كذلك الأمر في كل من الناصرية البطلة ، أيقونة الانتفاضة الشعبية بامتياز ! ، فضلا عن محافظة ميسان و الديوانية و البصرة وغيرها من مدن و محافظات أخرى ، إلا إن روعة و عظمة هذه التظاهرات الحاشدة للانتفاضة التشرينية المجيدة لا ينبغي أن تجري عملية تقييمها أو حصارها في حجمها المليوني أو أقل من ذلك ، إنما ينبغي أن يُقيم الأمر انطلاقا أو بالأحرى على أساس كل هذه المثابرة و الإصرار على الثبات و الصمود و المواصلة بالرغم من اشتداد شراسة عمليات القمع و القتل و الاغتيال و الخطف الصدامية اليومية ، حيث لا يمر يوم دون حدوث عملية اغتيال هنا و هناك ، أو عملية خطف و تغييب ضد ممن يشاركون في هذه التظاهرات ، سيما ضد من هو أكثر نشاطا و حيوية و إصرارا و عنادا على تحقيق تلك المطالب المشروعة و ترددا يوميا على ساحات التظاهرات ، حيث تجري عملية مراقبتهم ومتابعتهم أثناء عودتهم إلى البيت و الأهل ،حيث بشكل مباغت و سريع تجري جريمة خطفهم أو اغتيالهم في مكان ما قد يكون قليل حركة أو تواجد بشري، بل أحيانا في وسط الناس وأمام أجهزة الكاميرات الأمنية و بثقة و تحد لا يتصف بهما من مجرمين محترفين إلا من هو متأكد تماما من التواطؤ أو عدم توقيفه و مقاضاته من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية في دولة الحمير السود ( أي على غرار دولة الخروف الأبيض و الخروف الأسود التي حكمت العراق هي الأخرى في الأزمنة الغابرة بينما الا تحكم العراق دولة الحمير السود ) ، نقول أنه بالرغم من موجات القتل و الاغتيال و الخطف اليومية فثمة آلاف من الناس يغامرون على الخروج و الاشتراك العلني في تلك التظاهرات وهم على بينة وعلم من حقيقة خطورة تعرضهم ـــ في أية لحظة كانت ـــ لعملية اغتيال و خطف أو إصابات خطيرة ، أسوة بمئات من أقرانهم ا المتظاهرين الشهداء و آلاف من المصابين و المعوقين السابقين ، فهذا بحد ذاته يعد عملا وطنيا يكاد أن يحاذي البطولة الوطنية بمعنى الكلمة !.

لذا فعبثا يحاول البعض من كتّاب سلطة الفساد و الخيانة الوطنية الاستخفاف بالتظاهرات والاستهانة بها بأعذار واهية ومضحكة ، فلا يمكن أن يبدو الأمر كذلك قطعا إلا بالنسبة لمعتوهين فقط ،  لكونها قد حققت معظم أهدافها و مطالبها الرئيسية ، ابتداء من استقالة الحكومة الكسيحة و السقيمة  ، و مرورا بتعديل قانون الانتخابات ، وليس انتهاء برفض ثلاثة مرشحين حتى الآن من قبل أحزاب الفساد واللصوصية ،  فهنا تكمن قوة وحجم المتظاهرين الكبيرة وتحديها الوطني العظيم، حيث لا زال الإرباك والبلبلة والحيرة تؤرق زعماء و قادة أحزاب وتكتلات الفساد لأنهم  تيقنوا من أنه مهما أوغلوا في قتل المتظاهرين ــــ تقليدا للنهج الصدامي الفاشي ـــ فلن يفلحوا في كسرشوكتهم أو تحطيم عزيمتهم حتى ولو قتلوا آلافا جدد من المتظاهرين ، وذلك بحكم وجود عزيمة راسخة و تصميم لا يُقهر عند هؤلاء المتظاهرين البواسل ..

 و في النهاية ليس للمتظاهرين ما يخسرونه  ، حيث جلهم عاطلون عن العمل ، بينما قادة و زعماء الأحزاب الفساد والخيانة الوطنية عندهم أشياء كثيرة سيفقدونها وعلى رأسها السلطة ، فضلا عن ما فقدوه حتى الآن من سمعة اجتماعية و كرامة وطنية وهما أغلى و أثمن شيء عند الإنسان صاحب النخوة والضمير والكرامة و عزة النفس ، إضافة إلى لعنة التاريخ  الأجيال العراقية القادمة !..

https://www.facebook.com/mehdiqasim/photos/rpp.455551727883010/2390386561066174/?type=3&theater

الاف المتظاهرين يهبون لمساندة اخوتهم في فلكة العروسة بعد حملة الاعتقالات

Geplaatst door ‎Basrah-البصرة‎ op Vrijdag 10 januari 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here