ناشطو ذي قار يتهمون الأحزاب المتنفذة وفصائلها المسلحة باستهداف المتظاهرين بكواتم الصوت

ذي قار/حسين العامل

كشف ناشطون في محافظة ذي قار يوم الثلاثاء ( 7 كانون الثاني 2020 ) عن ارتفاع معدلات جرائم استهداف الناشطين في مجال التظاهرات

بالعبوات الناسفة والاغتيال بكواتم الصوت وتصويب الرصاص الحي باتجاه حشود المتظاهرين من قبل مسلحين ملثمين يتبعون الأحزاب المتنفذة، وفيما اكدوا استشهاد 3 ناشطين وتسجيل 11 جريمة اغتيال وتفجير وقتل مباشر خلال الأسبوعين المنصرمين ، أشاروا الى تعرض دور كل من الناشطين حيدر عبد العباس الموسوي وعدي الجابري ومواطن آخر للاستهداف بعبوات صوتية وناسفة.

وقال الناشط حيدر عبد العباس الموسوي للمدى إن ” عبوة صوتية انفجرت أمام منزلي في حي البشائر ( أحد ضواحي مدينة الناصرية ) ليلة يوم السبت ( 4 كانون الثاني 2020 ) وتسببت بأضرار طفيفة في المنزل “، مبينا أن ” دراجة نارية قامت برمي العبوة على المنزل ولاذت بالفرار فيما كانت تتبعهم سيارة بدون أرقام ويستقلها مسلحون”.

وأشار الموسوي الذي يدير موكباً لدعم المتظاهرين في ساحة الحبوبي ويمثل العتبة العباسية في ذي قار الى أن ” المسلحين حاولوا اغتياله إلا أن تدخل الجيران حال دون ذلك وجعلهم يلوذون بالفرار “، منوهاً الى أن القوات الامنية تدخلت بعد الحادث وحضرت للتحقيق وكشف الدلالة “.

ووجه الموسوي” أصابع الاتهام الى المليشيات المنفلتة بتدبير التفجير ومحاولة الاغتيال كونه سبق وأن ظهر في عدد من وسائل الاعلام واتهم عدة فصائل مسلحة بقتل المتظاهرين على حد قوله”.

ومن جانب آخر تعرضت دار الناشط المدني عدي الجابري يوم الاثنين ( 6 كانون الثاني 2020 ) الى انفجار عبوة صوتية زرعها مجهولون أمام داره وأدى الانفجار الى أضرار مادية بسيطة في الدار ومركبة كانت مركونة قرب موقع الانفجار ولم يسفر الحادث عن خسائر بشرية.

بينما أكد ناشطون في يوم الثلاثاء ( 7 كانون الثاني 2020 ) استهداف منزل أحد المواطنين بعبوة ناسفة في الحي العسكري بمدينة سوق الشيوخ ( 29 كم جنوب الناصرية ). في حين أعلن مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار صباح يوم الاثنين ( 6 كانون الثاني 2020 ) عن وفاة المتظاهر محمد صكبان في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية ، وذلك بعد يوم واحد من تعرضه ومتظاهرين آخرين لإصابات مختلفة على يد مسلحين ملثمين كانوا يرافقون موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في مدينة الناصرية.

وكانت محافظة ذي قار قد شهدت ارتكاب خمسة جرائم اغتيال اخرى خلال الاسبوعين المنصرمين استشهد على أثرها كل من الناشط المدني علي محمد مكطوف العصمي في يوم الجمعة ( 20 كانون الأول 2019 ) قرب تمثال الشيباني الذي لا يبعد سوى 500 متر من قيادة شرطة ذي قار، واستشهد الناشط علي خالد الخفاجي على يد مجهولين يوم الثلاثاء ( 31 كانون الأول 2019 ) في حين تعرض كل من علي الغزي و طارق الجحيشي لمحاولتي اغتيال في قضاء الغراف يوم الخميس 19 كانون الأول 2019 أصيبا على أثرهما بإطلاقات نارية غير قاتلة ، فيما نجا الناشط مرتضى الشيخ علي من محاولة اغتيال تعرض لها مساء يوم الاربعاء ( الأول من كانون الثاني 2020 ) في ناحية الفضلية ( 15 كم جنوب الناصرية ).

هذا وجدّد ناشطون في مجال التظاهرات المطلبية في ذي قار اتهامهم للأحزاب والفصائل المسلحة المتورطة بالفساد بتدبير جرائم الاغتيال والانفجارات التي تستهدف المتظاهرين وقال الناشط المدني محمد ياسر الخياط للمدى إن ” استهداف المتظاهرين والناشطين بالعبوات الناسفة والصوتية وكواتم الصوت بات يتكرر مع كل نشاط احتجاجي يبادر به المتظاهرون”، مبينا أن تصاعد زخم التظاهرات المطلبية وإدامة روح المطاولة فيها على مدى ثلاثة أشهر أربك حسابات الأحزاب المتنفذة والفاسدة “. وأردف ” ولهذا اخذت هذه الأحزاب تكشر عن انيابها عبر تفعيل أذرعها العسكرية وعصاباتها الاجرامية لإرهاب المتظاهرين “، منوهاً الى أن ” مليشيات الأحزاب المتنفذة وعصاباتها سبق لها وان استهدفت الناشطين وخيم اعتصام المتظاهرين في الناصرية وسوق الشيوخ والغراف كما إنها لجأت في الأسابيع الأخيرة الى جرائم الاغتيال بكواتم الصوت وغيرها من الأسلحة النارية “.

وأكد الناشط المدني ” استهداف 11 ناشطاً في الناصرية والغراف والفضلية وسوق الشيوخ ، ثمانية منهم استهدفوا بالاغتيال والرصاص الحي وثلاثة آخرين بالعبوات الصوتية والناسفة خلال الأسبوعين المنصرمين “، مؤكداً استشهد 3 منهم برصاص الحي “. وأشار الخياط الى أن ” كل هذه الجرائم والممارسات القمعية لم تفلح في ترويع المتظاهرين وإرهابهم أو ثنيهم عن المشاركة بالفعاليات الاحتجاجية والمطلبية “، مجدداً اتهامه للأحزاب في تدبير جرائم الاغتيال والتفجير”.

وبين الناشط المدني أن ” عمليات اغتيال المتظاهرين والناشطين بكواتم الصوت واستهداف منازلهم وخيمهم بالعبوات الصوتية والناسفة لا يمكن أن يقوم بها شخص عادي وأن الأحزاب المرعوبة من التظاهرات هي صاحبة المصلحة بترهيب المتظاهرين لغرض الحد من تصاعد زخم التظاهرات”. وعن دور القوات الامنية في الحد من استهداف المتظاهرين قال الخياط إن ” القوات الامنية تخلّت عن حماية المتظاهرين وهي حالياً لا تقوم بدورها بصورة صحيحة “، مشيراً الى أن ” جرائم المليشيات والعصابات التي تستهدف المتظاهرين باتت تطالهم حتى وهم داخل ساحات وميادين التظاهرات وليست خارجها فقط “. ودعا الخياط القوات الأمنية أن تفعّل دورها وأن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية المتظاهرين وجميع المواطنين الذين باتوا اليوم لا يشعرون بالأمان في ظل الفراغ الأمني وفوضى السلاح .

وكان مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار أعلن يوم الاحد ( 5 كانون الثاني 2019 ) عن سقوط ثلاثة جرحى بين صفوف المتظاهرين ، إثر إطلاق نار عليهم من قبل مسلحين كانوا يرافقون موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس ، فيما أشار ناشطون الى أن مسلحين كانوا يرافقون موكب التشييع فتحوا النار على المتظاهرين عند منعهم من مرور الموكب في ساحة التظاهرات بميدان الحبوبي وسط الناصرية. يذكر أن الاسبوعين الاخيرين من شهر تشرين الثاني 2019 شهدت انفجار أكثر من 7 عبوات ناسفة وصوتية ضمن إطار ترويع وقمع المتظاهرين والناشطين المدنيين في ذي قار ، وذلك من خلال استهداف منازلهم وأماكن تجمعاتهم بالعبوات الناسفة والصوتية ، حيث تعرضت 5 منازل وكذلك خيمة للفعاليات الثقافية الخاصة بالمتظاهرين للتفجير خلال 3 أيام ، من بينها 3 تفجيرات بعبوات صوتية وناسفة ليلة الاثنين (18 تشرين الثاني 2019 ) ، في حين تعرضت تجمعات المتظاهرين في أواخر الشهر ذاته للاستهداف بالعبوات الصوتية في كل من قضاء الغراف ( 30 كم شمال الناصرية ) وقضاء سوق الشيوخ ( 29 كم جنوب الناصرية ).

وكان ناشطون مدنيون في ذي قار عزو يوم الثلاثاء ( 31 كانون الاول 2019 ) أسباب تصاعد عمليات الاغتيال واستهداف المتظاهرين الى عجز الأجهزة الأمنية واختراقها من قبل اتباع الأحزاب المتضررة من التظاهرات ، وطالبوا بتوفير الحماية الدولية للمتظاهرين. وكان مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار كشف في يوم الأربعاء ( 10 كانون الأول 2019 ) أن إجمالي ضحايا تظاهرات ذي قار من ( 1 تشرين الأول لغاية 10 كانون الأول 2019 ) ، بـلغت ( 98 ) شهيداً وأكثر من 2650 جريحاً ونحو 500 متظاهر معتقل ، فضلاً عن تضرر 68 مؤسسة ومنزل وعجلة، فيما تشير بيانات المؤسسات الصحية الى أن من بين الضحايا أكثر من 38 شهيداً و 750 جريحاً وأكثر من 250 معتقلاً خلال شهر تشرين الأول 2019. وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت انطلاق التظاهرات المطلبية في يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول 2019 واستمرت لسبعة أيام توقفت بعدها لغرض أداء زيارة أربعينية الإمام الحسين ( ع ) ، لتعاود بعدها في يوم الجمعة ( 25 تشرين الأول 2019 ) ، وقد بلغ إجمالي ضحايا التظاهرات في عموم العراق من الأول من تشرين الأول وحتى نهاية تشرين الثاني 2019 ، ( 432 ) شهيداً و 19 ألف جريح وأكثر من 3 آلاف معتقل ومختطف ومغيب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here