الشعب الإيراني مغلوب على أمره مثل الشعب العراقي و اللبناني فلا تسيئوا الظن به

قلم مهدي قاسم

ربما قد لاحظ قرائنا الكرام استخدامي
عبارة ” النظام الإيراني ” في مقالاتي بدلا من إيران أو الإيرانيين ، و ذلك سعيا مني بالدرجة الأولى إلى التمييز ما بين الشعب الإيراني والنظام الإيراني ، ليس فقط لكون النظام الإيراني لا يمثل غالبية الشعب الإيراني إنما الجزء القليل والمنتفع من هذا النظام القمعي
الشمولي الرهيب ، بينما الأكثرية الأعم من هذا الشعب حرياتها مصادرة عبر ممارسة أعمال قمع ممنهجة ومتواصلة ، وبالتالي فهي ــ أي الأكثرية ــ متضررة بالصميم من وجود هذا النظام الثيوقراطي الغاشم ، نقول ذلك معتمدين على موجات تظاهرات عديدة عمت إيران على مر السنوات
الماضية و التي جوبهت بأسلوب فاشي دموي فظيع ، لذا فيمكن القول أن الشعب الإيراني شعب مظلوم ومغلوب على أمره تماما ، مثل الشعب العراقي و اللبناني على حد سواء ، حيث مرتزقة و جندرمة ” المرشد الأعلى ” المدججين في هذه البلدان بكل أنواع الإبادة والفتك ، فضلا عن التهيئة
النفسية الوحشية و الشرسة من حيث كونهم على استعداد تام على ارتكاب ابشع مجازر دفاعا عن مصالحه و نفوذه و هيمنته الكاملة في هذه البلدان ، من هنا يمكن القول أن ثمة مصيرا شبه متقارب و أهدافا مماثلة تجمع هذه الشعوب الثلاثة فيما بينها و المتجسدة بالإرادة الشعبية
العامة الساعية نحو الخلاص من هيمنة هذا النظام و من تسلطه الطاغي و من أزلامه ومرتزقته في آن واحد ، و ضمن هذا المنظور لا يجوز الخلط الاعتباطي أو التعسفي بين الشعب الإيراني و بين نظامه السياسي الدموي ، أو وضعهما تحت سلة واحدة عبر تسمية ” المجوس أو الفرس “بهدف
التحقير أو التسقيط ضد الشعب الإيراني الذي يتمتع بحضارة عريقة أسوة بالشعب العراقي ، بل لديه ميول و صفات إيجابية نحو التمدن والتطور والتحضر ، وحب الأداب والفنون والرقي الروحي الجميل و قدرة الاندماج الهادئ ـ كأفراد ــ في المجتمعات التي ينتقلون للعيش بين صفوفها
عبر الدراسة أوالعمل الجاد و المثمر والنافع لكلا الطرفين ، وبغض النظر عن كل هذا و ذاك ، فمن السذاجة بمكان الخلط بين شعب ما و بين نظامه السياسي التوسعي ووضعهما تحت قبعة واحدة و كأن أحدهما جزء أساسي و مكمل أبدي للآخر ، بينما الحقيقة ليست كذلك قطعا ، ولا سيما
إذا عرفنا من خلال تجارب و أحداث التاريخ أن عديدا من إمبراطوريات وأنظمة ديكتاتورية و شمولية قد حكمت لقرون طويلة أجزاء واسعة و شاسعة من العالم ، ولكنها مع ذلك انقرضت وانتهت وأصبحت في خبركان ، و لعل كان آخرها النظام الشيوعي الستاليني الشمولي الذي تحكّم بمصير
بلدان أوروبية عديدة و قمعت شعوبها طيلة سبعين عاما ، فأين هو الآن ؟!، وبالتالي وبناء على ذلك فلن يكون مصير النظام الإيراني استثناء من هذا الانقراض والزوال الحتميين ، مهما طال الزمن والمحن و شراسة التسلط والوحشية ، بينما الشعب الإيراني سيبقى حيا و مزدهرا بقيمه
الروحية والحضارية السامية والراقية !..

هامش ذات صلة :

(تدعو
لاستقالة خامنئي.. احتجاجات ليلية مستمرة في إيرانمظاهرات في وسط طهران تندد بالحرس الثوري والمرشد الأعلى

مظاهرات في وسط طهران تندد بالحرس الثوري والمرشد الأعلى

ارسل عبر وسائل التواصل

استمرت الاحتجاجات في عدد من المدن الإيرانية حتى الساعات الأولى من فجر الأحد، منددة بالحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وجاءت التظاهرات بعد أيام من إطلاق الحرس الثوري الإيراني صاروخًا على طائرة الركاب الأوكرانية، يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى إسقاطها ومصرع جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.

وأفادت مواقع إيرانية معارضة، أن الاحتجاجات في العاصمة طهران مستمرة، وتدعو إلى استقالة المرشد الأعلى علي خامنئي، رافعة شعار الموت للدكتاتور،، نقلا عن مواقع عديدة ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here