المعتقلون الكورد في أقبية النظام: تعذيب ممنهج.. وتهميش في المحافل الدولية

تعج سجون النظام السوري بمئات المعتقلين الكورد على خلفيات سياسية وأمنية وعسكرية وسط تهميش لملفهم في المحافل الدولية وفي المحادثات بين النظام السوري وروسيا من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى.

‹تعذيب ممنهج›

يعاني المعتقلون الكورد من ظروف إنسانية صعبة جداً في ظل عمليات التعذيب الممنهج الممارسة بحقهم والتي تسببت بوفاة عدد منهم، دون أي تغطية من الإعلام الكوردي، حسب أهالي بعض المعتقلين.

ويتركز وجود غالبية المعتقلين الكورد في الأفرع 215 ( سرية المداهمة) وفرع 248 وفرع فلسطين، وهي أفرع تابعة لإدارة المخابرات العسكرية بالإضافة إلى وجود بعضهم في فرع المخابرات الجوية بدمشق، في حين لا توجد معلومات مؤكدة بعد حول السجناء الكورد في فرع الأمن السياسي بدمشق أو أفرع باقي المحافظات.

‹خلفيات سياسية وراء اعتقالهم›

وتختلف التهم الموجهة إلى هؤلاء المعتقلين، حيث تتعلق معظمها بالتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة بالإضافة إلى الانتساب إلى الأحزاب الكوردية والمشاركة في المظاهرات المناوئة للنظام السوري.

(باسنيوز) استطاعت الوصول إلى بعض السجناء في سجن عدرا المركزي بريف دمشق، ممن تم تحويلهم إليه بعد قضاء فترات متفاوتة في الأفرع الأمنية.

قال أحد السجناء : «يوجد العشرات من الكورد في سجن عدرا المركزي تم تحويلهم إليه من الأفرع الأمنية بعد قضاء فترة معينة فيها»، مضيفاً «أغلب الموجودين في سجن عدرا ينحدرون من مدينة عفرين بغربي كوردستان (كوردستان سوريا)، إذ تم اعتقالهم على حواجز النظام بعد فرارهم من عفرين عقب الاجتياح التركي بمساندة من ميليشيات المعارضة للمدينة».

ونفى السجين علمه بعدد المعتقلين الكورد الموجودين في الأفرع الأمنية، مضيفاً «الأفرع تتعامل بسرية كبيرة تجاه المعتقلين، إذ لا يعلم سجناء الزنزانة ماذا يحدث في الزنزانة المجاورة».

‹مصير مجهول ومخاوف من تصفيتهم تحت التعذيب›

وبحسب مصادر ( باسنيوز)، فإن من بين السجناء في سجن عدرا المركزي مقاتلون سابقون في قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، ومن المقرر محاكمتهم بتهم ‹الإرهاب› و‹التعاون مع الدول الأجنبية› و‹ العمل على تقسيم سوريا›، وهي التهمة التي يوجهها النظام لكل المعتقلين الكورد.

بالإضافة إلى سجناء الأفرع الأمنية والسجون المركزية للنظام، هناك المئات من المعتقلين الكورد لايزال مصيرهم مجهولاً وسط ترجيحات بوفاتهم تحت التعذيب.

وناشد بعض المعتقلين عبر ( باسنيوز) قوات سوريا الديمقراطية بإدراج ملفهم في أية مفاوضات يجرونها مع النظام السوري.

وكانت دورية من سرية المداهمة التابعة لفرع 215 من الأمن العسكري اقتحمت، الشهر الفائت، (بيت الشعب) التابع لحركة المجتمع الديمقراطي(TEV – DEM) في حي زورآفا (وادي المشاريع) ذو الغالبية الكوردية في العاصمة السورية دمشق.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الخلافات بين النظام السوري وقيادات قوات سوريا الديمقراطية، في ظل عجز روسي عن تحقيق أي تقارب بين الطرفين وإصرار النظام على حل ‹قسد› لنفسها

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here