المونيتر: عبد المهدي يعمل بصمت لإبقاء القوات الأميركية في العراق


ترجمة / حامد أحمد

مصادر عديدة مطلعة على الوضع عن كثب ذكرت لموقع مونيتر الاخباري الاميركي ان رئيس وزراء تصريف الاعمال عادل عبد المهدي لا يريد شخصيا من قوات الولايات المتحدة أن تنسحب رغم انه في العلن يبدي تأييدا لتصويت برلماني أخير يقضي باخراج هذه القوات من البلاد .

وقال مصدر مطلع أنه رغم دعوته لوزير الخارجية مايك بومبيو خلال مكالمة هاتفية الجمعة لأرسال وفد اميركي للعراق للتفاوض بامر انسحاب القوات الاميركية، فان عبد المهدي يحاول ايجاد طريق يبقي فيه على تواجد أميركي بالبلاد بينما يسعى في الوقت نفسه الى استرضاء وتهدئة قادة فصائل مسلحة مدعومة من ايران التي تريد اجبار 5200 جندي اميركي على الخروج من البلاد .

مسؤول كبير سابق في الادارة الاميركية قال لموقع مونيتر ان عبد المهدي يحاول “حفظ ماء وجهه”، مؤكدا “انه لا يريدنا ان نغادر”. وقال انه بمطالبته الاميركان بالخروج فانه يستخدم “الفعالية الوحيدة التي لديه .”

المصدر المطلع على الوضع قال انه من المحتمل أكثر أن يطلب عبد المهدي بقاء القوات الاميركية لغرض التدريب بدون احكام إشراكها بدور قتالي .

ورغم القرار البرلماني الذي يحث رئيس الوزراء على الغاء اتفاقية دعوة العراق للقوات الاميركية بالقدوم عام 2014، فان الحكومة لم تطلب رسميا من الولايات المتحدة الانسحاب .

ولكن المصدر يقول ان عبد المهدي اضطر لرفض التواجد الاميركي لحفظ ماء وجهه مع الفصائل المسلحة، مخفيا موطئ قدم للولايات المتحدة بينما يستمر بتلقي الدعم المطلوب لمحاربة تنظيم داعش. عبد المهدي حافظ على توازن في علاقته مع واشنطن وطهران وقد تم ابلاغه مسبقا من قبل الطرفين عن الضربات على قواعد حزب الله في كانون الاول وعلى قواعد تضم قوات اميركية في 8 كانون الثاني. وأثارت مصادر اميركية وعراقية تساؤلات فيما اذا كان عبد المهدي يتمتع بالصلاحية لطرد قوات اميركية أو ان بامكان العراق مقاتلة داعش بمفرده .

عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ريحان حنا أيوب قالت “هناك كثير من الضغوط عليه. كل المعلومات والتقارير تشير الى ان العراق غير مستعد اقتصاديا وماليا أو عسكريا لمواجهة داعش والمجاميع الاجرامية .”

واضافت أيوب انه من غير المحتمل ان يتغير الوضع بعد هجوم ايران الصاروخي الثلاثاء الذي استهدف قاعدتي الاسد وأربيل العسكريتين واللتين تضمان قوات اميركية وقوات دول تحالف اخرى.

سركوات شمس الدين، عضو برلمان آخر قال للمونيتر “انه يحاول تهدئة موقف الفصائل المسلحة الان. انه يعرف ان أمورا سيئة ستحدث حال مغادرة الاميركان بهذه الطريقة”، مشيرا الى امكانية حدوث إبعاد قسري للقوات . وزير الدفاع الاميركي مارك أسبر، لم يتحدث لعبد المهدي بعد الهجمات الايرانية. وقال أسبر الاربعاء “نحاول ترتيب مكالمة سريعة، وبعدها اعتقد سأكون على الخط مع أعضاء من الكونغرس”.

وعلمت المونيتر فيما بعد أن وكيل وزير الدفاع للشؤون السياسية جون رود، المسؤول الثالث في الوزارة، هو من قام بالمكالمة بدلا عن اسبر. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، أكد اسبر أن التصويت الداعي لاخراج القوات الاميركية أظهر دعم العراقيين حيث ان معظم الكرد والسنة لم يحضروا الجلسة. وقال وزير الدفاع الاميركي ان التصويت كان بدفع من فصائل مسلحة مدعومة من ايران اجبرت كتل شيعية على التصويت . نواب ومصادر مطلعة على الوضع قالوا يبدو على عبد المهدي انه قد علق بين الحاجة لترضية مطالب ايرانية ورغبة للاحتفاظ بقوات أميركية في البلاد . كرستين فان دن تورن، رئيسة صندوق العراق للتعليم العالي في الجامعة الاميركية في السليمانية قالت “شعوري هو انه ليس هناك احد تقريبا على المستوى الشعبي والسياسي يريد من القوات ان تغادر. ستكون هناك اعادة تنظيم وخطوة للامام وخطوة للوراء ونوع من التعثر بما يرضي إيران.”

عن: المونيتر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here