مجهولون يشنون هجمات منظمة ضد ساحات الاحتجاج منذ أسبوع


على الرغم من اعلان واشنطن مسؤوليتها عن مقتل نائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس والجنرال الايراني قاسم سليماني بغارة قرب مطار بغداد، مطلع العام الحالي، الا ان “اطرافاً مسلحة” قررت الثأر من المتظاهرين!.

وتعد تلك الاطراف، بحسب مصادر امنية وناشطين، بعض المحتجين تابعين للسفارات الغربية وينفذون اجندات امريكية في العراق، مادفع الى “الانتقام” منهم بذرائع مختلفة آخرها رفض ساحات الاحتجاج “التشييع الرمزي” لضحايا المطار.

ومنذ مقتل “المهندس وسليماني”، احرق عدد من الخيم في عدة محافظات، كما هاجم مسلحون مجهولون ساحات الاحتجاج وقتلوا -حتى اول امس- اكثر من 10 متظاهرين بينهم صحفيون بالاضافة الى عشرات الجرحى، وعمليتي اغتيال لناشطين.

وانتهى عام 2019 بنحو 30 عملية اغتيال تسببت بمقتل قرابة الـ20 ناشطا في 5 محافظات، فيما لم تعلن الحكومة حتى الآن عن الجهة المسؤولة عن تلك الحوادث.

معلومات أمنية

يقول مصدر امني لـ(المدى) امس، بان لديهم “معلومات عن قيام جهات مسلحة بمحاولة فض الاحتجاجات بالقوة”، مشيراً الى ان المحاولات الجديدة جاءت وكأنها “رد فعل على غارة المطار”.

ومنذ اللحظة الاولى لاعلان مقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقائد الحرس الثوري الايراني، اخذت ساحة التحرير في بغداد، احترازات امنية خوفا من عمليات انتقامية ضدهم.

ويقول اسامة، وهو احد الناشطين في بغداد لـ(المدى): “قررنا اطفاء اي صوت للموسيقى حينها في الساحة احتراما للضحايا وتجنب سوء الفهم مع اي اطراف اخرى”.

واوصى النائب فائق الشيخ علي حينها المتظاهرين بعدم الفرح او الاحتفال بمقتل سليماني والمهندس.

وغرد الشيخ علي في صفحة منسوبة له على “تويتر” قائلا “أبنائي بناتي المتظاهرين.. لا تُبدوا أي مظاهر فرح أو احتفال باستهداف السيدين سليماني والمهندس.. لأنكم ستُذبحون”.

وخاطب الشيخ علي قائلاً “أيتها الميليشيات.. لا تنفعلوا وتستعرضوا عضلاتكم على العراقيين، أخرجوا أسلحتكم من مناطق سكن الفقراء إلى الصحراء”. وأكد ان “أميركا ستقتلكم واحداً واحدا.. أبعدوا بلدي عن الحرب”.

في ذلك الوقت حدث ارباك كبير في ساحة التحرير، وسط العاصمة، حيث سيطر متظاهرون على بناية المطعم التركي واذاعوا بيانا – لم يتبناه اكثر المعتصمين- ضد الولايات المتحدة، وقدموا ايضا خلالها مرشحين لرئاسة الوزراء.

وظهرت في الساعات اللاحقة لحادثة المطار دعوات “تحريضية” ضد المتظاهرين. وقالت احدى المحطات الفضائية المعروفة بقربها من طهران في خبر اذاعته، وجود “دعوات شعبية” الى الاجهزة الامنية وابناء الحشد الشعبي والمقاومة لـ”تطهير ساحات التظاهرات في محافظاتنا من عملاء واشنطن”.

وقتل بعد يومين من حادث المطار، 3 متظاهرين في الناصرية (ساحة الحبوبي) بسبب مشادة بين جهات ارادت اجراء “تشييع رمزي” لـ”سليماني” في الساحة، ليرتفع العدد في نهاية اليوم الى 5 قتلى من المحتجين.

حملات تحريض

ودعا حساب لشخص يدعى وسام الزيدي على “فيسبوك”، العشائر في الناصرية الى “الدخول الى ساحة الحبوبي” و”انهاء” التظاهرات “بالتزامن مع وصول جثمان ابو مهدي المهندس الى محافظة النجف”.

وقال حساب الزيدي وهو من سكان ذي قار، “الى كافة العشائر الشرفاء في الناصرية المنتظرة جثمان الشهيد هسه (الان) المفروض تدخلون على الحبوبي والبهو وتنهون على هذه المظاهرات التي منعت المحافظة من التشرف والتبرك بتشييع الجثمان الطاهر”.

وفي اليوم نفسه تم قتل احد المتظاهرين في بغداد اثناء خروجه من ساحة التحرير، وحدث اطلاق نار ضد بعض المعتصمين في البصرة. وفي اليوم الثاني تداولت انباء عن انتشار مثلمين في شارع ابي نؤاس، القريب من الساحة.

يوم 7 كانون الثاني الماضي، اغتيل علي الجزائري، وهو احد الناشطين في ساحة التحرير، كما احرقت في اليوم نفسه خيم المعتصمين في “الحبوبي” مرة اخرى بواسطة مثلمين، وتسبب الهجوم، بحسب ناشطين، الى اصابة 9 متظاهرين، 3 منهم اجريت لهم عمليات و5 دخلوا العناية المركزة.

وعاد حساب المدون نفسه في ذي قار ليؤكد دخول “ولد الشايب” في اشارة الى احد قيادات الحشد، الى ساحة الحبوبي لتصفية “الجوكر”، وهو مصطلح تستخدمه بعض الفصائل المسلحة للاشارة الى متظاهرين تتهمهم بالتبعية للسفارة الامريكية.

وقال حساب منسوب للنائب السابق عن ذي قار مخلص الزاملي ان “شرفاء الناصرية يطهرون عارها بالنار (اصبع عاب وكصيناه)”.

وفي اليوم نفسه ايضا، تمت مهاجمة المتظاهرين في كربلاء. وفي اليوم الذي تلاه حرقت خيم للمحتجين في المحافظة.

وجرت تلك الاحداث قبل القصف الايراني على المواقع العسكرية في اربيل والانبار نهاية الاسبوع الماضي.

وبعد يوم من القصف فجر مجهولون مقهى في البصرة يعود لاحد الناشطين في المدينة. ويوم الجمعة الماضي عاد التصعيد من حسابات تابعة لفصائل مسلحة ضد “الجوكر”.

وقتل عقب تلك الدعوات الصحفي احمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي في البصرة. وكان الاول قد بث مقطع فيديو قبل الحادثة، اكد فيه تعرضه لتهديدات من “مليشيات”.

وخلال الاشهر الثلاثة من عمر التظاهرات جرت 10 عمليات اغتيال في البصرة.

وقالت قناة العهد التابعة لحركة عصائب اهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، في خبر بثته عقب مقتل الصحفيين، ان “استخبارات امريكية” وراء احداث الاغتيال الاخيرة.

لجان تحقيق

اخر عمليات المواجهة ضد المحتجين، قرر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، تشكيل لجنة تحقيقية جديدة باحداث قتل متظاهرين في كربلاء.

وقال الناطق باسمه، اللواء عبد الكريم خلف، لوكالة الأنباء الرسمية، إن “مجموعة إجرامية قامت باستهداف المتظاهرين في كربلاء ما تسبب بإصابة ثلاثة بجروح”. وتابع: “هناك توجيه من القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة تحقيقية من وزارة الداخلية لإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة”.

وأقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار مساء السبت على المتظاهرين في (ساحة التربية) حیث معقل الاحتجاجات الشعبية في كربلاء ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجراح أحدكم في حالة حرجة، بحسب الشرطة.

لكن ناشطين في المدنية اكدوا لـ(المدى) ان الهجوم اسفر عن مقتل “4 متظاهرين”. واشاروا الى الهجوم الذي نفذ بـ”اسلحة نارية وصجم (كرات حديدية)”.

وتعد اللجنة الاخيرة، هي الثالثة من نوعها التي تشكلت منذ انطلاق التظاهرات في تشرين الاول الماضي، بعد لجنة التحقيق باحداث الاول من تشرين الاول الماضي، التي لم تكشف عن هوية القناصين الذين قتلوا حينها نحو 150 متظاهراً.

وكان التحقيق الثاني يتعلق باحداث العنف التي جرت في الناصرية والنجف والتي تسببت بمقتل اكثر من 50 متظاهرا وعشرات الجرحى، فيما لم تعلن النتائج حتى الان.

ويؤكد المصدر الامني وهو ضابط في جهاز استخباري ان “اغلب الجهات المهاجمة معروفة” لكنه تحفظ على ذكر اسمها. واضاف: “هناك اعتبارات سياسية تمنعنا من اعتقالهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here