تمويت الوعي الوطني!!

تمويت الوعي الوطني!!
ال أظن أي مواطن سيقبل إذا شككت بوطنيته , وأن أصحاب الكراسي في أنظمة الحكم يرون أنهم رمز
الوطنية والمعبرين الصادقين األمناء عنها!!
فلسان حال واحدنا يقول : أنا وطني وإياك أن تشكك بذلك!!
هذا ما يدور في وعينا الجمعي , ويتوطننا جيال بعد جيل , ويمنعنا من التساؤل عن معنى الوطنية وكيف
يمكننا أن نترجمها إلى فعل يومي.
فالوطنية أن تحمل السالح وتموت في سبيل وطن يحرمك من مقومات العيش البسيط , وهذا يعني أن
الوطنية أن تموت ال أن تعيش في الوطن!!
وبرغم هذا المفهوم الجامد للوطنية , إنطلقت الجهود لتمويت الوعي الوطني الذي كان عليه أن يتفتح
ويتبرعم في عصر التواصل اإلجتماعي والثورة المعلوماتية الجماهيرية العولمية الفائقة.
ومن آليات تمويت الوعي الوطني , التركيز على الطائفية والمذهبية والتحزبية والمجاميع المسلحة ذات
اإلنتماءات المتنوعة , مما يعني أن الوطن قد تم اإلجهاز عليه , والوعي الوطني صار حالة مبهمة وغير
موجودة.
فلماذا هذه الحاالت المتناحرة المتعادية المتشظية؟
ولماذا تعددت المجاميع المسلحة؟
فلو كان الوعي الوطني حيا وفاعال لتطلب األمر مجموعة وطنية واحدة مسلحة , وليس عشرات المجاميع
والفئات المتخندقة في بهتانها المقيم.
إن ما يجري في بعض البلدان المبتالت بالتوجهات الوالئية واإلنتمائية لغير الوطن الذي تتفاعل فيه , يؤكد
على أن السلوك المتنافر يصيب الوطن بالضربات القاضيات على معاني وجوده وم المح كيانه.
فهذه الكينونات المسلحة والمدججة بعقائد دوغماتية , ال يعنها سوى أن تفوز بما تمليه عليها أضاليلها ,
وتحقي ق توجهات القوى التي تدين بالوالء لها.
وبتكرار هذه السلوكيات وتعزيزيها وتوفير ما يحفزها , فأن الوعي الوطني سيُجهض ويُردى طريحا تحت
التي تمضي إلى حتفها من ومة بالبهتان الذي يشربونه بأنخاب يقدمها لهم المتاجرون بالدين , أقدام األجيال ,
والذين يتكسبون بأرواح المساكين.
فهل أن الوعي الوطني ضد الدين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here