ثروة الخلفاء الأوائل وغفلة الأتباع،

مروان خليفات

علمونا في المدارس والمساجد أن الخلفاء خاصة الشيخين كانا مثالي الزهد والاعراض عن الدنيا، فماتا ولم يملكا درهما ولا دينارا ! ولكن الحقيقة المخبأة في جوف التاريخ غير ذلك،
ليس طرحي لهذه المعلومات لأجل التشنيع واثارة الفتن بقدر ما هو اظهار الحقيقة العلمية، وسأكتفي بمثال واحد يتعلق بثروة الخليفة الثاني .

قال ابن حجر : ( وقد أنكر نافع مولى ابن عمر ان يكون على عمر دين فروى عمر بن شبة في كتاب المدينة بإسناد صحيح ان نافعا قال من أين يكون على عمر دين وقد باع رجل من ورثته ميراثه بمائة الف )
فتح الباري، ج 7 ص 53

ترك عمر ستة من الذكور وستا من الإناث، وكانت ورثة أحدهم 100 ألف درهما فضيا أو دينارا ذهبيا حسب العملة المتداولة في ذاك الوقت ، فكم تكون ثروة أولاده كلهم وزوجاته ؟ !

على افتراض أنه يعني الذهب في النص المذكور، تكون ثروته التي تركها بصورة تقريبيةـ ما يعادل 258 مليون دولار فقط لا غير! وعلى افتراض أنه الدرهم تكون ثروته ما يعادل 40 مليون و 600 الف دولار فقط لا غير ! وهذا دون حساب الزوجات .

ومن حق الباحث أن يسأل عن مصدر هذه الأموال ومن أين اكتسبها، خاصة إذا عرفنا أنه لم يكن من أهل الثروة قبل استلامه الخلافة ؟

حاول ابن حجر الترقيع كعادته، فقال: (وهذا لا ينفي ان يكون عند موته عليه دين فقد يكون الشخص كثير المال ولا يستلزم نفي الدين عنه فلعل نافعا أنكر ان يكون دينه لم يقض )

ومن الواضح أن كلامه لم يجب على لب الإشكال الذي يحمله النص الذي صححه بنفسه وكلامه مبني على الظن ليس إلا .

ملاحظة : زعم المدعو العسر في منشور جديد له أن عليا ع كان يستلم من الخلفاء مالا، ولو افترضنا ذلك، فهذا لا يدل على علاقة متينة بين الإثنين مع ما جاء في البخاري من كراهة علي ع لمحضره، ونعته له بأوصاف قاسية كما جاء في صحيح مسلم، ثم رفضه العمل بسيرة الشيخين كما ثبت بالسند الصحيح.

ألم يكن النبي يوسف ع يعمل وزيرا لدى حاكم مشرك ويأخذ من ماله وجوائزه ؟
فهل أخذه من ماله دليلٌ على مودة يوسف ع لذاك الحاكم ورضاه عن نهجه الشركي ؟!

المنشور قديم مع بعض التحديثات !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here