جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات [القِسمُ الأَوَّل]

لمجلَّةِ [رَصد العقائِديَّة]؛

نـــــــــــــــزار حيدر
توطئة؛
*في عددِها الأَوَّل الصَّادر بتاريخ [شوَّال ١٤٤٠ للهجرةِ (حُزيران ٢٠١٩)] المُنصرم نشرت مجلَّة [رصد العقائِديَّة] التي تصدُر عن [مركز الرَّصد العقائدي] التَّابع للعتبةِِ الحُسينيَّةِ المُقدَّسة، الحِوار المُفصَّل التَّالي الذي أَجراهُ الزَّميل مهدي الفحَّام مُدير التَّحرير بتاريخ [٢٥ شباط ٢٠١٩] المُنصرم عن حالِ الجاليات في بلادِ الغرب، وتحديداً في الوِلاياتِ المُتَّحدة الأَميركيَّة، جرى فيهِ الحديث عن واقعِها والتحدِّيات التي تواجهُها، وخاصَّةً النِّشء الجديد الذي يُولد وينمُو ويترعرع هناك.
لأَهميَّة الحِوار، إِرتايتُ إِعادة نشرهِ لتعُمَِّ الفائدَة.
س١/ كيفَ تُقيِّم واقع الثَّقافة العقائديَّة للجالياتِ الإِسلاميَّة، وبالخصُوص شيعة أَهلُ البيت (ع) في بلادِ المَهجر؟.
ج/ لا شكَّ أَنَّ التحدِّي العقَدي كبيرٌ جدّاً في بلادِ المَهجر خاصَّةً بالنِّسبةِ للنَّشءِ الجديد وعلى وجهِ الخصُوص للجيلِ الذي يُولد في بلادِ المَهجر، فهوَ الأَقربُ للإِنصهار في المُجتمعاتِ الغربيَّة والأَبعدُ عن التُّراث، ولذلكَ تتضاعفُ التحدِّيات بالنِّسبةِ لهُ.
ولقد إِزداد التحدِّي منذُ إِنتشار ظاهرة الإِرهاب باسمِ الدِّين [الإِسلام] فلقد وظَّفتهُ التيَّارات العُنصريَّة والإِعلام الغربي العُنصري للطَّعن بالعقيدةِ ومُحاولة تحميلها المسؤُوليَّة، ما جعلَ الجالياتُ بشكلٍ عامٍّ في قفصِ الإِتِّهام للدِّفاعِ عن نفسِها وعقيدتِها.
وللأَسف الشَّديد فلقد إِنهارت شرائح معيَّنة من [المُسلمين] أَمام ذلكَ لدرجةٍ أَنَّها غيَّرت دينها خشيةًَ تارةً وتأثُّراً بالدِّعاية السَّوداء تارةً أُخرى، وبسبب إِنهيارها كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لضعفِ عقيدتها.
أَمَّا شيعةُ أَهل البَيت (ع) فلقد كانُوا الأَقوى على التحدِّي والصُّمود أَمام كلَّ ذلك لسببَينِ اثنَينِ؛
الأَوَّل؛ كونهُم يحمِلون عقيدةً متينةً ورصينةً لا تتأَثَّر بمثلِ هذهِ الهجماتِ الظَّالِمة.
ولقد زادَ من قُدرتهِم على التحدِّي إِلتزامهُم باحياءِ الشَّعائر الحُسينيَّة بشكلٍ واسعٍ جدّاً والتي منحتهُم مناعةً قويَّةً وراسخةً وثابتةً منذُ نعومةِ أَظفارهم.
الثَّاني؛ كونهُم ضحايا العُنف والإِرهاب الذي انتشرَ باسمِ الإِسلام فلم يكُن بإِمكانِ أَحدٍ أَن يتَّهمهُم بذلكَ أَو أَن يواجههُم بهِ أَو يحمِّلهُم وزرهُ.
س٢/ ما هيَ التحدِّيات التي تواجهُ هذهِ الجاليات بالنِّسبةِ لقضيَّةِ تعميق الهويَّة العقائديَّة في فكرِ الفردِ في بلادِ المَهجر؟.
ج/ هنالكَ عدَّة تحدِّيات بهذا الصَّدد منها؛
*الإِنبهار الذي يُضعِفُ المناعة.
*الإِنشغال بالحياةِ الدُّنيا حدِّ الذَّوبان.
*البعدُ المادِّي في الحياةِ.
*غَياب المراكِز التي تعنى بذلكَ أَو قِلَّتها بالقياسِ إِلى عظمةِ وخطورةِ التَّحدَّي العقدي.
*عدم التسلُّح بالمنطقِ في طريقةِ التَّعامل وغَياب الأَجوبة العقليَّة والمنطقيَّة إِزاء التحدِّيات العقديَّة والفكريَّة والثقافيَّة، خاصَّةً بالنِّسبةِ للنَّشء الجديد الذي يفكِّر بطريقةٍ تختلفُ كليّاً عن طريقةِ تفكيرِ الجيلِ القديم، كما أَنَّ أَسئلتَه العقائديَّة والدينيَّة تختلفُ عمَّا كانت عليهِ فيما مضى.
فهو مثلاً، لا يتقبَّل أَيَّ مَوروثٍ كانَ، ويرفضُ ثقافات معيَّنة مثل الأَحلام والموغَلةِ بالمعاجزِ ومثيلاتها.
س٣/ ما هيَ سبُل تحصيل الفرد لمعارفهِ العقائديَّة؟ خصوصاً وأَنَّ الجيل الجديد قد وُلد في بلادِ المَهجر ونما وشبَّ وترعرعَ فيها؟.
ج/ برأيي فإِنَّ أَهم هذهِ السُّبل ما يلي؛
*أَن يكونَ المنزل هو الحاضِنة الحقيقيَّة لهُ، الأَمر الذي يحتاج إِلى أَن تكونَ القوَّة الجاذِبة للمنِزل والأُسرة أَقوى بكثيرٍ من القوَّة الجاذِبة للمَدرسةِ والتِّلفاز والشَّارع ومكان العَمل وغيرِها، ليلجأَ الأَولادُ للأَبوَين كُلَّما تُثارُ عندهُم أَسئلةً تخصُّ العقيدة والدِّين، فعكسُ ذلك سيلجأُون إِلى الآخر لسؤالهِ وهُنا تبدأ أَوَّل خُطوة نحوَ الإِنحراف أَو على الأَقلِّ ضَعف العَقيدة.
*الحضور وعدم الغَياب أَو الإِنشغالِ عن الأَبناء عندما يحتاجونَ الأَبوَينِ للسُّؤالِ منهم في أُمورِ دينهم وعقيدتهِم.
*المُداراة، فالعنفُ، مثلاً، في مواجهةِ أَسئلتهِم أَو عدم مُراعاتهِم نفسيّاً وعقليّاً أَو تجاهلهُم يدفعهُم للإِبتعادِ عن المصدر الحقيقي وبالتَّالي للشَّطحِ في التَّفكير والإِستنتاج.
ينبغي أَن تتَّسع صدُورنا لأَسئلتهِم التي نراها في أَحيان كثيرة غريبةً أَو تعسُّفيَّةً بسببِ البيئةِ التي يعيشونَ فيها وتحدِّياتها الكبيرة.
يوصي أَميرُ المُؤمنينَ (ع) في مثلِ هذه المواقف بقولهِ {ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ [العُنْفَ] مِنْهُمْ وَالْعِيَّ [العَجْزَ]}.
*توظيف طُرُق التَّربية والتَّعليم الحديثة.
*الإِبتعاد عن لُغة الكَبت والفَرض والإِكراه وسياسةِ المنعِ، فالنشءُ الجديد لا يقبل أَيَّة أَجوبة يسمعها وبأَيِّ منطقٍ كان، وإِنَّما يُحاول أَن يستَوعب الجَواب الذي ينسجم وطريقة تفكيرهِ وفهمهِ، ولذلكَ فنحنُ بحاجةٍ إِلى تحديثِ وتطويرِ وتجديدِ لُغة الحِوار معهُ بما ينسجمُ وعقلهُ ووعيهُ واستيعابهُ للأُمور.
وهنا نجدُ أَنفُسنا بحاجةٍ إِلى أَن نتسلَّحَ بالآيةِ الكريمةِ ونحنُ نتحدَّث مع النَّشء الجديد {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ}.
*يتبع…
١٥ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
*ولِمَن أَحبَّ متابعتي في قناتي الخاصَّة على الواتس آب؛
يُرجى الإِشتراك بها من خلال الرَّابط التَّالي؛
‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here