جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات [القِسمُ الثَّاني]

لمجلَّةِ [رَصد العقائِديَّة]؛
جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات
[القِسمُ الثَّاني]
نـــــــــــــــزار حيدر
س٤/ ما هو الدَّور الذي تقومُ بهِ المؤَسَّسات الدينيَّة بخصُوص نشر الثَّقافة العقائديَّة في المَهجر؟.
وما هو مدى إِرتباطِها بالنَّجف الأَشرف، والعتبات المُقدَّسة؟ هل يمكنُ أَن نطَّلع على دورِها في حياتكُم؟.
ج/ إِنَّ لبعضِها دورٌ كبيرٌ، مفصليٌّ ومحوريٌّ في البناء العقَدي للجاليةِ، فبحمدِ الله تعالى فإِنَّ لبعضِها؛
*الدُّروس الحوزويَّة المُتخصِّصة
*المُحاضرات العقديَّة
أَمَّا إِرتباطها بالنَّجف الأَشرف فعَن طريقَين؛
*المُباشر من خلالِ التَّواصل مع مكاتِب المراجِع العِظام وأَساتذة بحث الخارج.
*غير المُباشر فلكلِّ مرجعٍ من المراجِع وكيلٌ ومُعتمدٌ أَو أَكثر تتواصل معهُ الجالية بشتَّى الطُّرق المُباشرة وغَير المُباشرة.
أَمَّا المرجعُ الأَعلى فإِنَّ لهُ مكاتب إِرتباط نشِطة فضلاً عن الوُكلاء والمُعتمَدين المنتشرين في مُختلف دُول المَهجر.
س٥/ كيف يتمُّ تنشِئة الجيل الجديد من الأَطفال والمُراهقين على عقيدةٍ صحيحةٍ في بُلدان المهجر والتي تختلف كلَّ الإِختلاف عن ثقافةِ آبائهِم؟.
ج/ هي مسؤُوليَّة كبيرة وقد تحمَّلت أَعباءها؛
*الأُسر الكريمة خاصَّةً إِذا كان الوالِدان أَو أَحدهُما يحمل من الثَّقافة الدينيَّة ما يكفي لتعليمِ النَّشء الجديد.
*نظام مدارس عُطلة نِهاية الأُسبوع في كلِّ المراكز الإِسلاميَّة تقريباً والتي تحظى بإِقبالٍ جيِّدٍ جدّاً.
*المدارس الخاصَّة الأَهليَّة والتي تُضيف إِلى المنهج الرَّسمي درُوساً دينيَّةً خاصَّةً.
*المُخيَّمات الكشفيَّة التي تحوَّلت إِلى ظاهرةٍ تتَّسع عاماً بعد آخر يشترك فيها الآلاف من الشَّباب والشَّابَّات والتي تنظِّمها المراكز الإِسلاميَّة بمناهج إِداريَّة غربيَّة مُتعارف عليها في بِلاد المَهجر ولذلك يُقبلُ عليها النَّشء الجديد بشَوقٍ ورغبةٍ.
س٦/ وكيف يتمُّ تحصينهُم من الأَفكار والشُّبُهات والتي تهدف إِلى خلقِ فوضى فكريَّة بعقيدتهِم والتي تتسبَّب في صِراعاتٍ ودوَّاماتٍ عقائديَّةٍ؟.
ج/ لقد تحمَّلت المراكز الدينيَّة والمواكب والهيئات والكثير من المُبادراتِ الفرديَّة والجماعيَّة هذه المسؤُوليَّة على أَحسنِ ما يُرام على الرَّغمِ من ضعف الإِمكانيَّات وقلَّة الأَدوات.
إِنَّ إِحياء المُناسبات الدينيَّة، خاصَّةً في شهرَي مُحرَّم الحرام وصفر المُظفَّر وكذلك شهر رمضان المُبارك، وإِقامة البرامج الأُسبوعيَّة تخلقُ أَجواءً إِيجابيَّة تُحصِّن النَّشء الجديد من الوقُوع بمثلِ هذهِ الدوَّامة.
كما أَنَّ للفضائيَّات المُتخصِّصة دورٌ مُهِمٌ في هذا المجال خاصَّةً التي تبثُّ باللُّغات الأَجنبيَّة.
فضلاً عن أَنَّ للقصيدةِ الحُسينيَّة والأَناشيدِ الدينيَّة، التي ملأَت فراغاً عاطفيّاً مهمّاً جداً يحتاجهُ النَّشء الجديد في بلادِ المهجر المعروفة بهذا الجانب تحديداً إِذ يعيشُ شبابهُ بشكلٍ خاصٍّ في مُجتمع من ثقافتهِ الإِستماع إِلى الأَغاني والمُوسيقى، دورٌ مهمُّ في تحصينِ شبابِنا.
س٧/ كيف ينظرُ الغربُ للمُسلمِ صاحبِ العقيدةِ الإِيمانيَّةِ والمُلتزم بفكرهِ العقائدي؟.
ج/ لكونِ المُجتمعات الغربيَّة مُتعدِّدة ومُتنوِّعة في كلِّ شيءٍ ومنها التنوُّع الدِّيني والمذهبي ولذلك فإِنَّهُ يحترم المُسلم المُلتزم رُبما أَكثر من إِحترامهِ للمُسلم المُتهتِّك.
طبعاً هذا لا يعني أَنَّ الغرب مُجتمعٌ ملائكيُّ أَبداً ففيهِ كذلكَ مقدارٌ من العُنصريَّة الدينيَّة إِلَّا أَنَّهُ بالمُجمل مُجتمعٌ يحترمُ الآخر خاصَّةً إِذا كانَ مُلتزماً ومُثقَّفاً بثقافتهِ الدينيَّة.
س٨/ هل تُميِّز الأَنظمة الغربيَّة بين العقيدةِ الإِسلاميَّة المُسالمة والصَّحيحة ـ التي يتَّسم بها مذهب أَهلُ البَيت (ع) ـ عن أَصحاب العقيدة الأُخرى القائِمة على القتلِ والتَّكفير؟.
ج/ لقد مررنا بحدَثَينِ خطيرَينِ كان لهُما كلَّ الفضلِ على الرَّأي العام الغربي ومساعدتهُ للتَّمييز بَين مدرَستَينِ؛ مدرسةُ أَهل البيت (ع) ومدرسةُ الخِلافة؛
الحدثُ الأَوَّل هو هجمات [١١ أَيلُول عام ٢٠٠١] والتي شهِدتها مدينة نيويُورك على وجهِ التَّحديد.
الحدث الثَّاني هو ظهُور [داعش] على وجهِ التَّحديد.
فعندما عرِف الرَّأي العام الغربي أَنَّ وراء كلَّ هذهِ الجرائِم البشِعة تقف عقيدةٌ فاسدةٌ بعينِها تنتمي إِلى مدرسةٍ مُحدَّدةٍ من المدرستَين راح يُميِّز بشكلٍ واضحٍ جدّاً بينهُما ما خلقَ فُرصةً ليقرأَ ويبحثَ ويتعلَّم الكثير عن مدرسةِ أَهلِ البَيت (ع).
وما سهَّل من المُهمَّة على الرَّأي العام هو التَّفسير التعسُّفي الذي يُقدِّمهُ الإِعلام الغربي والعُنصري تحديداً لهذهِ الجرائِم ومحاولته لتعميمِ الظَّاهِرة على كلِّ الإِسلام.
لقد كانت فُرصةً ذهبيَّةً لنشرِ مدرسةِ أَهلِ البيت (ع) في الغرب بعد أَن تبيَّنَ للرَّأي العام هُنا بأَنَّها تتميَّز جذريّاً عن المدرسةِ الأُخرى إِن بالعقيدةِ أَو بالعلاقةِ مع الآخر، أَو حتَّى على صعيدِ الحقُوق وأَدوات البناء الدِّيني والحَضاري.
*يتبع…
١٦ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here