خضير طاهر
منهجيا من الضروري فرز النتائج عن الأسباب ، والفشل السياسي في المزمن في النشاط الحزبي ، وإدارة الدولة من قبل السلطة متواصل منذ تأسيس العراق عام 1921 أي بمعنى مضى 99 عاما والبلد يعيش أزمات متكررة حفلت بالصراعات والإضطرابات والإنقلابات العسكرية والحروب الداخلية والخارجية ، وهدر الثروات ، والإخفاق الشنيع في بناء البلد لدرجة ان ابسط مستلزمات الحياة غير متوفرة منذ عشرات السنين مثل : خدمة رفع الزبالة عن الشوارع وحفر مجاري الصرف الصحي والماء والكهرباء والخدمات الصحية وغيرها .. كل هذه الكوارث التي حصلت لاتزال جارية وكأنما السياسي العراقي لايتأثر بعوامل التاريخ وغير معني بالتفكير الإيجابي وتطويرالبلد !
هل هي مشكلة سلطة .. أم مجتمع فشل في إنجاب السلطة و إنتاجها بالشكل الصحيح من خلال ضخ الأفراد الصالحين نفسيا وعقليا وأخلاقيا الى الأحزاب وأجهزة الدولة ، وماهي الأسباب التي أفرزت هذه النتائج ؟
عند تشكيل الدولة عام 1921 كان الفكر العشائري والديني هما المسيطران بقوانينهما المتخلفة الهمجية المانعه لحرية العقل والإرادة والسعي نحو التغيير والتقدم فرديا وجماعيا ، ثم جاءت التجربة الحزبية بخيارات خاطئة سارت ضد مصالح الناس والبلد وكان هدفها الإحتفاء بالأفكاروالشعارات والخضوع الى عبوديتها وتجاهل مصالح الإنسان ، وكان تاريخنا الحزبي كارثيا : الشيوعي والقومي العروبي والإسلام السياسي .. وجميع هذه الأحزاب إرتبطت بالدول الخارجية بعلاقات مشبوهىة تنصف حسب المقاييس الوطنية علاقة عمالة وخيانة وطنية ، وكان تاريخ هذه التنظيمات في داخلها هو تاريخ الصراعات والإنشقاقات والإحتكاكات الدموية ، وحملت هذه الأحزاب السلاح وقتلت أبناء الشعب المدنيين والعسكريين ، وقد ركزت هذه التظيمات على التطبيل للأيديولوجيا والتغرير بالناس للإنضمام الى صفوفها وتوريطهم وسوقهم فيما بعد الى السجون والإعدامات ، والغريب اننا في ثقافتنا السياسية نحتفل بالهزائم وندلس على أنفسنا والآخرين في قلب النتائج .إذ ان تعرض أفراد الحزب الى السجن والتعذيب والإعدام لايعتبر نضالا وطنيا ، بل هزيمة امام السلطة التي نجحت في إعتقال خصومها وبالتالي لايوجد مبرر للتفاخر بأعداد السجناء والمعدومين !
وفي تجربة السلطة وإدارة الدولة .. كان كل شيء بدائيا خاطئا ثم تصاعد ليصبح دكتاتوريا إنقلابيا قمعيا دمويا لغاية الزلزال الكبير والنكبة الوطنية الشنيعة بتحول السلطة بيد إيران ، وأصبح العراق الذي يتفاخر بحضارته وثقافته خاضعا لسيطرة العجم يستعبدونه ويسرقون ثرواته !
والصورة تبدو كأن السياسي العراقي خرج من عصر الكهوف الهجمي فورا الى كرسي السلطة فأخذ يسرق وينهب ويقتل ويتحول عميلا الى دولة خارجية .
هذا العرض البسيط يظهر لنا ان المشكلة موجودة لدى المجتمع الذي تعاني بنيته الأصيلة في إنجاب عناصر وطنية تفكر بشكل سليم منطقيا وتتصرف أخلاقيا بمستوى من النبل والشعور بالمسؤولية ونكران الذات .. وأكرر دائما المجتمع العراقي فشل دوما في كافة النشاطات الجماعية سواء على صعيد النقابات أو الجمعيات أو الأحزاب وصولا للسلطة !
ماهي الأسباب ؟
وفقا للنظرية التي وضعتها وأنا مؤمن بها حاليا .. ان الله – الذي لم يُثبت وجوده فعليا – لم يتدخل في خلق البشر وبرمجتهم بهذا الشكل الأناني الشرير ، وانما وجدوا بطريقة عشوائية بدون غاية محددة حالهم حال الحشرات والحيوانات دون وجود أفضلية للإنسان في هذا الوجود ، وان البشر خٌلقوا بهذه الأشكال الآدمية ، لكن تصميمهم الداخلي العقلي والنفسي والسلوكي يختلف كأفراد وجماعات من حيث الإستعدادات والإمكانات والقابليات .. فالشعوب العربية والأفريقية واللاتينية والكثير من الأسيوية .. هذه الشعوب تعاني من عيوب وخلل بنيوي في أصل الخلقة لايمكن إصلاحه عن طريق التعليم والثقافة والإكثار من التجارب … وبالتالي هي شعوب قاصرة لاتستطيع بلوغ سن الرشد وبحاجة الى وضعها تحت وصاية الأوربي أو الاميركي الذي هو أقل خللا في تكوينه لرعايتها وحمايتها من نفسها وكف خطرها عن العالم .
*- للمزيد من التفصيل شاهد هذا الفيديو شرحتُ فيه أحد نتائج عشوائية الوجود وكيف ان الإنسان كائن أناني شرير
Read our Privacy Policy by clicking here