الشيعة كانوا يريدون التقسيم .. لكن إيران ترفض قيام إقليم سني !

خضير طاهر
في بدء تحرير العراق من نظام صدام .. كان مشروع الشيعة السياسي هو الفيدرالية كمرحلة أولا وإنتظار الظروف الممهدة نحو الإستقلال الكامل وإقامة دولتهم ، ولهذا عندما كُتب الدستور لم يهتم الشيعة كثيرا له بأعتبارهم سيغادرون وحدة العراق ويستقلون ، وهذا هو السبب الذي جعل الشيعة يوافقوا على كافة طلبات وشروط الكورد على أساس ان المشاكل في الدستور مستقبلا ستشتعل بين العرب السنة والكورد حول كركوك والمناطق الأخرى والثروات النفطية وغيرها والقضايا التي ستكون بعيدة عن الشيعة .
وفي نفس الوقت كانت إيران في حالة دفاعية خائفة من أميركا لم تتجاسر بعد على إحتلال العراق والتحكم به ونهب ثرواته ، لكن في زمن الرئيس أوباما حصل التحول بتراجع الحزب الديمقراطي الأميركي عن إلأهتمام بالعراق عندها دخلت إيران بمشروع الهلال الشيعي للسيطرة على العراق وسوريا ولبنان ، و أجبرت القوى الشيعية العراقية على تغيير مشروعها ورغبتها بالفيدرالية والتحول الى الدعوة للحفاظ على وحدة العراق من أجل إبتلاع إيران جميع أجزاء بلدنا وثرواته واحتلال الرمادي والموصل حتى يتم تأمين الطريق والتواصل مع باقي أجزاء الهلال الشيعي .. وهكذا تمت مسرحية إطلاق حوالي 1500 داعشيا من سجن ابو غريب بالتواطؤ بين المالكي وإيران تمهيدا لإسقاط مدن: الرمادي وتكريت والموصل ومن ثم بدء مخطط عسكرة المجتمع الشيعي بمساعدة السيستاني وتحويله الى ميليشيات إرهابية تخدم الأهداف الإيرانية وفي مقدمتها إحتلال المدن الغربية وإخضاع العرب السنة بالقوة للسطوة الإيرانية على غرار ما يفعل الأن عملاء في لبنان عندما أخذوا السنة والدروز والمسيحيين رهائن وحولوا الشعب اللبناني الى لعبة رخيصة بيد الأطماع الإيرانية !
واليوم في العراق لايوجد وطن بالمعنى الحقيقي .. بل كل شيء فيه مشتت ومقسم ومايجمع الشركاء الشيعة والسنة والكورد هو وارادات النفط ، فالبلد عبارة عن ( شركة لبيع النفط ) فقط والدولارات تستحوذ عليها الأحزاب .
وعليه من حق سنة العراق التخلص من الذل والهوان الذي يعانون منه وهم تحت إحتلال ايران وعملائها ، فالسنة العرب في ظل فساد وعمالة الأحزاب الشيعية … أصبحوا في حالة إغتراب عن وطنهم ولايستطيعون التعايش مع الشركاء ، وعلينا تذكر ثقافة السني العروبية والعشائرية التي ترفض بشدة مجرد التحاور مع العجم الإيرانيين وتنظرلهم بنفور شديد منهم ، والغباء الإيراني لاينتبه الى حالة النفور والعداء المتبادل بين العرب والعجم وإستحالة التعيش بين الشعبين ، ولعل آخر القلاع الإيرانية لإختراق العراقيين هي المرجعية الفارسية التي إنكشفت حقيقتها ودجلها وزيفها وقريبا ستجد نفسها معزولة في النجف وغير مرغوب فيها ومثلما أحرق شرفاء الشيعة القنصلتين الإيرانتيين في كربىلاء والنجف .. سيشهد المستقل على يد شرفاء الشيعة أيضا طرد المرجعية الإيرانية من العراق .
تحية الى أخوتنا سنة العراق من شيعي محب لهم – ماعدا البعثيين والإرهابيين منهم – .. وننتظر من العرب الأصلاء رفض الذل والإحتلال الإيراني لمدن :تكريت والرمادي والموصل ، والمبادرة الى تحريرها بالضغط الجماهيري والسياسي أو بقوة السلاح وطرد الميليشيات فهذه هي فرصة السنة الذهبية لمسك زمام الأمور وإعلان الفيدرالية بمساندة الدعم الدولي … فالعراق الموحد أصبح ذكرى من الماضي ولن يتوحد مرة أخرى الا بقوة السلاح .. والأمر لايستحق التضحية فالحرية وأرواح الناس أهم من وحدة الأوطان .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here