التظاهرة المليونية والجيوش الالكترونية

يوسف رشيد الزهيري

الوجود الامريكي في العراق كان
ولايزال قائما بعد عام ٢٠٠٣لمصالح متبادلة بين الطرفين , رغم ان سقف المصالح العراقية لا يمكن مقارنتها بالمصالح الامريكية من حيث تباين حجم التاثير السياسي للطرفين على الصعيد الدولي , فالمصالح العراقية انحصرت في اسباب سياسية وامنية مؤقتة سواء ازاحة النظام السابق
او تحرير الاراضي العراقية من الاحتلال الداعشي , بينما تجاوزت المصلحة الامريكية السقف السياسي والامني ليصل الى اسباب اقتصادية متعلقة بالثروة النفطية العراقية , وكذلك التوازنات الإقليمية والدولية المتعلقة بنفوذ ومصالح امريكا في المنطقة وحماية امن حلفائها

رغم خسائرها التي تكبدتها من
قبل المقاومة الاسلامية في العراق ولجوءها الى الانسحاب من العراق وعقد ما تسمى بالاتفاقيات الامنية لايجاد مسوغ او مبرر يضمن وجود جزء من قواتها في العراق بصورة قانونية ،لكن بعد الانتهاكات الخطيرة على السيادة العراقية ودورها المشبوه والخطير في العراق تحركت القوى
الوطنية في العراق لالغاء الاتفاقيات الامنية وضرورة طرد القوات الاميركية ووجودها العسكري باية صفة على الارض العراقية التي جعلت منها ساحة للتصفيات والصراعات الاقليمية والتي ستنعكس نتائجها السلبية والخطيرة على العراق،وبعد تحرك البرلمان العراقي لالغاء ما تسمى
الاتفاقية الامنية ومماطلة وتسويف من الجانب الاميركي دعا الزعيم الوطني العراقي السيد مقتدى الصدر الى تظاهرة مليونية شعبية ضد الوجود الاميركي والتي ستمثل تحولا في الصراع القائم بين العراقيين والأميركيين

وبعد عقب إعلان زعيم «التيار
الصدري»، مقتدى الصدر، موعد «التظاهرة المليونية» الرافضة للوجود العسكري الأميركي بوصفه احتلالاً للعراق أطلقت «الجيوش الإلكترونية» التابعة للسفارة الأميركية ولبعض القوى المحلية حملة للتحذير من هذه الخطوة التصعيدية، واعتبارها دعوة تخدم إيران لا العراق، وتدخل
البلاد على خطّ تصفية الحسابات بين طهران وواشنطن». هذه الحملة، التي كانت قد أُطلقت أولى فصولها مباشرة عقب اغتيال القوات الأميركية نائب رئيس”هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس وقائد “قوّة القدس” في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني مطلع الشهر الجاري،
ازدادت حدّتها خلال الأيام الماضية، مع تصدّر خطاب فصائل المقاومة الداعي إلى طرد القوات الأميركية من البلاد المشهد السياسي. وتقوم حملة تلك «الجيوش» على الترويج لفكرة «حاجة» العراق إلى الأميركيين، كونهم «الضمانة ضد تنظيم داعش» أولاً، وضدّ «الميليشيات» ثانياً،
وحائلاً ــــ وفق زعمها دون جعل البلاد ساحة مواجهة بين طهران وواشنطن.

كما أن من الواضح ان الحملة
الترويجية للاحتلال جزء أساسي من الهجمة الأميركية على العراق، والتي تشمل تهويلاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً متكاملاا، تقوده واشنطن بالتعاون مع عواصم خليجية عدة بوجه الحكومة المستقيلة برئاسة عادل عبد المهدي، والبرلمان الذي ألزمها بجدولة انسحاب القوات الأجنبية
عموماً، والأميركية خصوصاً. وفي هذا السياق، اصبح الإعلام من اخطر آليات التلاعب بمقدرات الشعوب عبر السياسات والاستراتيجيات الدعائية (البروبغاندا) والتي تستخدمها الأنظمة المنتفعة للتحكم في الشعوب وفق مزاجاتها ومصالحها الخاصة…

حيث تطلق المعلومات بطريقة موجهة
أحادية المنظور عبر الجيوش الالكترونية والقنوات الاعلامية والفضاىية والمنابر الاعلامية الاخرى إرسال مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص، لنيل نتائج مخطط لها مسبقا..

ووسط ضغوط القوى السياسية والتظاهرات
المليونية القادمة ،التي ستدفع إلى تنفيذ القرار من جهة ثالثة. تمسك يوازيه تواصل الاستعدادات الميدانية للفصائل، التي تنتظر مآلات الجهود الدبلوماسية قبل أن تطلق أمر عملياتها لمواجهة الاحتلال الإعلام الموجه، وخصوصا بعد ان تم رفع التجميد عن ابرز فصائل المقاومة
الاسلامية “جيش الامام المهدي ولواء اليوم الموعود”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here