استهداف حرق صور الشهداء خطة جوكرية وليس كل من رفع شعار الجهاد هو مجاهد،

نعيم الهاشمي الخفاجي
الذي يستهدف الشهداء من خلال حرق صورهم أو يقطع الطرق أو يمنع الطلاب من الدراسة أو يعمل فوضى هنا وهناك الأمر لم يكن عفويا أبدا وانما ينفذ أوامر جهات استعمارية دولية تستهدف العراق بشكل عام وشيعة العراق بشكل خاص، وهذا ليس جديد على تاريخ البشرية فقد تحدث فلاسفة وعلماء اجتماع مثل ليون غستاف في كتابه الشهير سيكلوجيا الجماهير وتحدث بشكل مفصل كيف الجماهير عندما تخرج في اعمال فوضى يسيطر العقل الجمعي فقط وتصبح الاشاعة هي من تحرك الجماهير، لدينا نحن المسلمون وبالذات نحن كشيعة موالون الى ال البيت ع وجود الفيلسوف الامام علي بن ابي طالب ع وقد ترك لنا ارث فكريا راقيا للاسف اغفلت عن هذا التراث علماء ومثقفي الشيعة، اقول بصدق
تحية لكل الإخوة الكرام، الأمام علي ع هو قدوة لنا، عليكم أن تقرئون احاديثه ومنها الخطبة التالية وطبقوها على واقعنا الحالي بالوسط والجنوب العراقي الشيعي وحاسبوا انفسكم تجدون أن الأمام علي ع قد فضح ادعياء الوطنية من الحثالات الطائفية القذرة والنتنة وعليكم أن تلعنوهم وتبصقوا في وجوههم الكالحة ودعوا عنكم الخلافات الجانبية نفس البشر لكن تغير الزمان فقط
خطبة للامام علي ع تحثّ على الجهاد ويصف الجهاد الحقيقي لا جهاد السبي والسلب وقد ذكرت كتب التاريخ

استطاع معاوية أن يهيّىء جيشه للقتال، فلما وصل إلى الإمام عليّ(عليه السلام)أن خيلا لمعاوية وردت الأنبار فقتلوا عاملا له يقال له: «حسان بن حسان البكري» فخرج مغضباً يجر ثوبه حتى أتى النخيلة وأتبعه الناس فرقى رباوة من الأرض فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ قال:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءُ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالاِْسْهَابِ، وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَّصَفَ.
أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلا وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ.وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ ورجالا منهم كثيراً ونساء، والّذي نفسي بيده لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالمُعَاهَدَةِ، فتَنْتَزِعُ أحِجْالَهَما وَرعثهما ،ثُمَّ انْصَرَفُوا موفِورِينَ، لمَ يكلم أحد منهم كلما، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن دون هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً!
يَا عَجَباً! كلّ العَجَب من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم! إذا قلت لكم اغزوهم فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هذا أوان قر وصر! وإذا قلت لكم: اغزوهم فى الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ أنظرنا ينصرم الحر عنا! فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ!
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! ويا طغام الأحلام، وَيا عُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ، ـ وَاللهِ ـ لقد أفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان، ولقد ملأتم جوفي غيظاً حَتَّى قَالَتْ قُريْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِب رَجُلٌ شُجَاعٌ، وَلْكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ. للهِ درهم! ومن ذا يكون أعلم بها وأشد لها مراساً مني فو الله لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْرِينَ، ولقد نيفت اليوم عَلَى السِّتِّينَ! وَلكِنْ لا رَأْيَ لَمِنْ لاَ يُطَاعُ!»(1).
قال سفيان بن عوف الغامدي: دعاني معاوية، فقال: إنّي باعثك في جيش كثيف، ذي أداء وجلادة، فالزم لي جانب الفرات، حتى تمر بهيت فتقطعها، فإن وجدت بها جنداً فأغر عليهم، وإلاّ فامض حتى تغير على الأنبار،فإن لم تجد بها جنداً فامض حتى توغل في المدائن. ثمّ أقبل إليَّ واتق أن تقرب الكوفة. واعلم أ نّك إن أعرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فكأ نّك أغرت على الكوفة. إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كلّ من له فينا هوى منهم، وتدعو الينا كلّ من خاف الدوائر، فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك، وأخرب كلّ ما مررت به من القرى، واحرب الأموال، فإنّ حرب الأموال شبيه بالقتل، وهو أوجع للقلب.
قال: فخرجت في ستة آلاف، ثمّ لزمت شاطىء الفرات، فأغذذت السير حتى أمر بـ «هيت»، فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات فمررت بها وما بها عريب، كأنها لم تحلل قط، فوطئتها حتى أمر بصندوداء، ففروا فلم ألق بها أحداً، فأمضي حتى أفتتح الأنبار، وقد نذروا بي، فخرج صاحب المسلحة إليَّ، فوقف لي فلم أقدم عليه حتى أخذت غلماناً من أهل القرية، فقلت لهم: أخبروني، كم بالأنبار من أصحاب عليّ(عليه السلام)؟ قالوا: عدة رجال المسلحة خمسمائة، ولكنهم قد تبددوا ورجعوا إلى الكوفة، ولا ندري الّذي يكون فيها، قد يكون مائتي رجل، فنزلت فكتبت أصحابي كتائب،أخذت أبعثهم إليه كتبية بعد كتبية، فيقاتلهم والله ويصبر لهم، ويطاردهم ويطاردونه في الأزقة، فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحواً من مائتين، وأتبعتهم الخيل، فلما حملت عليهم الخيل وأمامها الرجال تمشي، لم يكن شيء حتى تفرقوا وقتل صاحبهم في نحو من ثلاثين رجلا، وحملنا ما كان في الأنبار من الأموال، ثمّ انصرفت، فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم ولا أقر للعيون، ولا أسر للنفوس منها. وبلغني والله أنها أرعبت الناس، فلما عدت إلى معاوية، حدثته الحديث على وجهه، فقال: كنت عند ظني بك، لا تنزل في بلد من بلداتي إلاّ قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره، وإن أحببت توليته وليتك، وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.
قال حبيب بن عفيف: كنت مع أشرس بن حسان البكري بالأنبار على مسلحتها، إذ صبحنا سفيان بن عوف في كتائب تلمع الأبصار منها، فهالوها والله، وعلمنا إذ رأيناهم أ نّه ليس لنا طاقة بهم ولا يد، فخرج إليهم صاحبنا وقد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا، وأيم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم، حتى كرهونا، ثمّ نزل صاحبنا وهو يتلو قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)(2).
ثمّ قال لنا: من كان لا يريد لقاء الله، ولا يطيب نفساً بالموت، فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم، فإن قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب، ومن أراد ما عند الله فما عند الله خير للأبرار. ثمّ نزل في ثلاثين رجلا، فهممت بالنزول معه، ثمّ أبت نفسي واستقدم هو وأصحابه، فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله.
فلما وصل الخبر إلى الإمام عليّ(عليه السلام) صعد المنبر فخطب الناس، وقال: إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار، وهو معتز لا يخاف ما كان، واختار ما عند الله على الدنيا، فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم، فإن أصبتم منهم طرفاً أنكلتموهم عن العراق أبداً ما بقوا.
ثمّ سكت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكلم منهم متكلم، فلم ينبس أحد منهم بكلمة، فلما رأى صمتهم نزل، وخرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة، والناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم، فقالوا: ارجع يا أميرالمؤمنى ونحن نكفيك، فقال: ما تكفونني ولا تكفون أنفسكم. فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله، فرجع وهو واجم كئيب(3).
وكان الإمام(عليه السلام) في مطلع هذه الخطبة يحثّهم على الجهاد وكان ممّا قال لهم: قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً.

[13]
تضحية أخوين

في خطبة الإمام السابقة، ختم الإمام(عليه السلام) خطبته قائلا: والله لقد أفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان، ولقد ملأتم جوفي غيظاً ـ إلى أن قال: ـ فو الله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ولقد نيفت اليوم على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع ـ يقولها ثلاثاً ـ .
فقام إليه رجل ومعه أخوه فقال: يا أميرالمؤمنين، أنا وأخي هذا كما قال الله عزّوجلّ حكاية عن موسى: (رَبِّ إنِّي لا أمْلِكُ إلا نَفْسِي وَأخِي)(4) فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه ولو حال بينا وبينه جمر الغضا وشوك القتاد. فدعا له بخير، ثمّ قال: وأين تقعان مما اُريد؟! ثمّ نزل(5).

[14]
اعلان التعبئة خطبة الجهاد

عندما استمرّت الأخبار تتوارد على الإمام(عليه السلام) بغارات معاوية على الأنبار وغيرها من البلدان الإسلامية، وقف خطيباً في أهل العراق قائلا:
أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة. فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، وديث بالصغار والقماءة، وضرب على قلبه بالاسهاب، وأديل الحقّ منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهاراً، وسراً واعلاناً وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم، فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلاّ ذلّوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات، وملكت عليكم الأوطان(6).
قال: ثمّ أمر الحارث الأعوار الهمداني، فنادى في الناس: أين من يشتري نفسه لربّه ويبيع دنياه بآخرته؟ أصبحوا غداً بالرحبة إن شاء الله، ولا يحضر إلاّ صادق النية في السير معنا، والجهاد لعدونا فأصبح وليس بالرحبة إلاّ دون ثلاثمائة، فلما عرضهم قال: لو كانوا ألفاً كان لي فيهم رأي. وأتاه قوم يعتذرون، فقال: وجاء المعذرون وتخلف المكذبون. ومكث أياماً بادياً حزنه شديد الكآبة(7).
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here