الفرس والإسلام،

صالح احمد الورداني
—————
كان حال الفرس مع الإسلام كحال الترك الذين تحدثنا عنهم في مقالة سابقة..
كلاهما ألحق الضرر بالإسلام والمسلمين..
لم يكن للترك دور في دائرة الدين..
وانحصر دورهم في الغزو والهيمنة على المسلمين وغير المسلمين..
وكان هذا هو دورا لفرس قبل الإسلام..
أما دورهم بعد الإسلام فقد انحصر في محيط الفقه والروايةً ..
مال الفرس بداية لأهل البيت لكن لم يتركوا بصمة واضحة في عالم التشيع على مستوى الماضي..
ولكن تركوا بصمة ثابتة في عالم التسنن..
أنتج لنا الفرس أصحاب الرواية مثل البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه والحاكم وغيرهم ..
وعلى مستوى الفقه أنتجوا لنا أبو حنيفة والحسن البصري وطاووس وعكرمة وعطاء بن ابي رباح وابن سيرين ونافع مولى بن عمر والغزالي وغيرهم كثير..
وهو ما يدفع بنا للقول أن التسنن ومذهب أهل السنة قام على أكتاف الفرس..
والأولى أن يقال فارسية التسنن لا فارسية التشيع وذلك لكون معظم مصادر أهل السنة التي يستمدون منها فقههم ومعتقداتهم هي مصادر فارسية..
والدولة العباسية التي رعت حركة الفقه والتدوين الإسلامي وبرزت فى ظلها المصادر التي يستمد منها أهل السنة دينهم اليوم من مصادر الحديث والفقه والتاريخ،هذه الدولة قامت على أكتاف الفرس..
ومع ظهور البويهيون في العراق فرضت الشعائر الشيعية ..
وفتح الإبواب على مصارعها لعوام الشيعة الذين أظهروا السب واللعن ونالوا من السنة..
وبرز في ظل البويهيين السيد المرتضى والشيخ المفيد والشيخ الطوسي وغيرهم..
ومنذ ذلك الحين توطنت الفتن بين السنة والشيعة في بغداد التي كانت حاضر العراق آنذاك..
ومع بروز الصفويين انتهى دور إيران في عالم التسنن وبرز في عالم التشيع..
وتم تصفية السنة من إيران..
وأسست الدولة الصفوية لطقوس وشعائر لا صلة لها بالتشيع ولا بأهل البيت..
ودخلت في حروب طاحنة مع الأتراك السنة راح ضحيتها الالآف من السنة والشيعة..
ثم برزت إيران بدور جديد على مستوى السياسة والدين بعد الثورة الإسلامية..
ولكن ما هى نتائج هذا الدور ..؟
اتجه الإبرانيون بداية إلى تصدير الثورة والدعوة لولاية الفقيه والوحدة الإسلامية وغاب عنهم واقع المسلمين وما يحمل من تعصب وانغلاق ومذهبية..
وأعاد التأريخ نفسه ودخلت الدولة الشيعية الجديدة في حرب مع دولة البعثيين السنة في العراق..
كان الهدف منها هو إجهاض الدولتين..
قامت الدولة الفارسية الجديدة على أساس المذهب لا على أساس الدين..
وجعلت في دستورها مادة تقول : أن المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي الإثنى عشري..
وأقاموا مئات المؤسسات من أجل تسويق ولاية الفقيه واختراق الوسط السني وغفلوا أنهم لا يملكون العناصر المؤهلة للقيام بهذا الدور ..
وأنفقوا المليارات من أجل الوحدة والتقريب مع مذاهب عفنة أكل الدهر عليها وشرب..
ولم ينفقوا شيئا من اجل الدين والثقافة..
ولم ينجعوا في شئ من ذلك..
والنتيجة كانت زيادة حدة العداء من قبل السنة للشيعة ..
وانتشار الإرهاب وسط المسلمين..
والسبب في ذلك كونهم لم يتشبعوا بروح الدين ويتحرروا من العنصرية والمذهبية..
والدول عادة تميت الثقافة وتحيى السياسة..
وتغلب المصالح على الدين والقيم عامة..
وهو ما وقعت فيه دولة ولاية الفقيه..
وأصبح شأنها كشأن غيرها من الدول..
وأخرجت لنا في النهاية صورة من التشيع أضرت بالإسلام وأهل البيت..
ودفع الشيعة والسنة الثمن ولا يزالوا يدفعون..
وفي النهاية يطرح السؤال التالي : هل خدم الفرس الدبن أم المذهب..؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here