قصة إعادة كنز من الكنوز المفقودة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون)َ
صدق اللَّهُ العظيم

قصة إعادة كنز من الكنوز المفقودة
(التنوير في مولد السراج المنير( الى السراى – قلعة اربيل
المخطوطة النادرة لـ أبو الخطاب ابن دحية الكلبي الاندلوسي)

خسرو بيربال القصاب

مقدمة تاَريخية :
اثناء حكم امارة اربل و السلطان مظفرالدين زين الدين علي كجوك الملقب بل( كوكبورو ) والذى يعني باللغة التركمانية (الذئب الازرق ) اللقب الذى حصل عليه من قبل السلطان صلاح الدين الايوبي ,القائد الكردي و الاسلامي لشجاعته في الحرب والمعارك اثناء الحروب الصليبية.
بعدما انتشر خبر الاحتفال بمولد النبوي الشريف في قلعة اربيل اثناء حكم امارة اربل على يد اميرها- الملك مظفرالدين الكوكبورو , في سنة 604 الهجرية ,حل ابا الخطاب ابن دحية الكلبي الاندلسي ضيفا على السلطان مظفرالدين في السراى- قلعه اربيل, و طلب السلطان كتابة التاريخ الحقيقي و الانساب و الحكاية الكاملة للمولد النبوي. و بقى ابو الخطاب سنة كاملة في قلعة اربل و كتب كتابا تاريخيا و تحفة عظيمة ,و بعدها لم يبقى للكتاب اثر
سنوات عديدة كنا نبحث في المكتبات والمصادر والمراجع و عن الكتاب المخطوط والمفقود (التنوير في مولد السراج المنير) لكننا في البداية لم نفلح بالحصول على الكتاب المذكور إلا أن الله يسر لنا هذا الأمر إستطاعنا في بحثنا المتواصل للحصول على كتاب- التنوير في مولد السراج المنير – ،وأتصلت بالدكتور عبدالله التوراتي-وهو من المؤرخين المعروفين في المغرب، فأرسل له النسحة المخطوطة لهذا الكتاب ،والحمد لله بعد حصوله على هذا المخطوط النادر، شد ساعده ،و طلبنا شاكرا من السيد الدكتور احمد انور دزةيي- و رئاسة جامعة صلاح الدين بتشكيل لجنه مختصة لدراسة المخطوطة و الاشراف المباشر على طبعها في كوردستان ، و الحمد لله نجح في محاولاته لطبع هذا الكتاب المفقود الذي يحمل ذكرى سلطاننا المعظم مظفر الدين كوكبورو- امير اربل.
ولا يخفى على أحد أن أربيل عاشت عصرها الذهبي في فترة حكمه،حتى غدت أربيل في عهده مقصد العلماء وطلبة العلم، شأنها في ذلك شأن مدن العلم العريقة ،ولدوره المشرف في بناء المدارس والخانات والمستشفيات وملاجيء الأيتام في أربيل،كما أنه أول من قام بإحتفالات سنوية مهيبة في ذكرى ميلاد فخر الكائنات الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) سنة 604هـ ودعوته للعلماء والفقهاء والشعراء وأهل الفكر من الدول المجاورة لأربيل ,,,,وكل سنة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول،أربيل كانت تلبس حلة زاهية ،وتقام الأقبية الخشبية أسفل القلعة من باب القلعة الى خانقاه وتزين بأنواع الزينة ، كما أن الجوامع والمساجد وقيصريات السوق كانت تزين،و من عادته عند إنتهاء مراسيم الأحتفال تمد الأسمِطة في الميدان ويركب أشهى الأطعمة ويشارك في تناوله السلطان وجميع الحاضرين وأهل البلد .ثم تكرم العلماء والشعراء كل سنة في هذا اليوم ،ومن هؤلاء العلماء الذين كرموا من قبل السلطان، هو العلامة أبو دحية الكلبي، الذي ألف كتاب (التنوير في مولد السراج المنيروالبشير النذير ). حبا من السلطان لهذا الكتاب عن مولد الرسول الله (ص) خير البشر أهداه 1000دينار كما أن العديد من الكتاب و الموَرخين و العلماء ذلك العصر زاروا السلطان،: وذكر سيرة مظفر الدين في مصنفات وكتب عديدة وعلماء أهدوه كتبهم منهم:
تأريخ أربل لأبن المستوفي . لمبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب اللخمي الإِربلي، المعروف بابن المستوفي (المتوفى: 637هـ)  سامي بن سيد خماس الصقارالناشر: وزارة الثقافة والإعلام العراقية، دار الرشيد للنشر العراق سنة النشر: 1980 م
معجم البلدان شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ) دار صادر، بيروت الطبعة الثانية، 1995 م
(( المنازل والديار)).ألأمير أسامة بن منقذ ذكر وجود العسكري الأتابكي في أربيل.
كمال الدين ابي البركات المبارك بن الشعار الموصلي ذكره في كتابه (عقود الجمان في شعراء هذا الزمان ) دار الكتب العلمية بيروت 2005 .
(الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة) لمؤلفه: كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد الصابوني المعروف بابن الفوطي (المتوفى: 723هـ(.

كما والتقى مع السلطان امارة اربل, العديد من الشعراء والفقهاء والمتصوفة منهم :
إبن تيمية.-وهو أحمد تقي الدين بن شهاب الدين عبدالحليم بن أبي البركات مجد الدين بن تيمية، الحرَّاني، الدمشقي (أبو العباس)ولد سنة 661هـ تُوفِّي شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في ليلة الاثنين في العشرين من شهر ذي القعدة سنة 728هـ،
سبط إبن الجوزي الذي زار أربيل سنة 600هـ-1202م
عدي بن مسافر الصوفي الشهير  ولد (467 هـ 1075 مـ – 557 هـ 1162 مـ) وهوإمام الطائفة اليزيدية في العراق .
ياقوت الحموي ، شهاب الدين أبو عبدالله بن عبدالله (626هـ\ 1229م) وكتابه: معجم البلدان الذي قابل إبن المستوفي وأعجب به .
أحمد بن محمد أبو الفتوح الغزالي ، أخو الإمام أبو حامد الغزالي
الشيخ الزاهد عبدالعزيز الشيخ عبدالقادر الجيلاني .. أحد علمـاء الحنابلة .. لهُ كــتاب “الغنية” في مذهب أحمد .. ولد أبي بكر عبد العزيز ، في 27 شوال 532 هـ، اشترك بغزوة عسقلان في فلسطين وكان من قادة جيش صلاح الدين توفي في ديار الموصل سنة 602 هـ ومازال ضريحه شاخصا في مدينة عقرة
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي (499هـ-571هـ)الإمام والعلامة الحافظ الكبير محدث الشام.
إبن الشعار الموصلي صاحب كتاب ( عقود الجمان في شعراء هذا الزمان) يبدو أنه أثناء وجوده في أربيل إنتفع من إبن المستوفي ..
إبن دحية الكلبي والذي أهدى السلطان كتابه التنوير في مولد السراج المنير .. هو ( عمر بن حسن بن دحية الكلبي أبو الخطاب) عالم لغوي أديب، ولد في إحدى حواضر الأندلس سنة 546هـ ,وطاف البلاد وحصل على علوم كثيرة، ودرس على أساتذة عصره في الغرب الإسلامي وفي الشرق الإسلامي، ولم يترك عاصمة إلا ودخل إليها ،وسمع على شيوخها مثل ابن بشكوال في الأندلس وابن مضاء في المغرب وابن شقريق، وابن الجوزي في بغداد وأبي الفتح الصيدلاني في أصفهان، والغراوي في خراسان، ثم عاد إلى القاهرة وأصبح عميدًا لمدرسة الحديث فيها بأمر الملك الكامل الأيوبي حتى وفاته سنة 633ه.ترك ابن دحية مؤلفات عديدةأهمها: أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين، والمطرب في أشعار أهل الأندلس والمغرب، والنبراس في تاريخ بني العباس وعشرات غيرها.ترك تلامذة حملوا علمه وفنه ونشروه في البلاد أمثال ابن الدبيثي وابن النجار، وهما من بغداد وغيرهما.
ابن دحية الكلبي من السلالة المشهورة اثناء الدعوة الاسلامية و كان الدحية الكلبي الاندلوسى من صحابة الرسول (ص) و كان احد ابرز كتاب الدعوة الرسولية , وكتب رسائل كثيرة الى ملوك و سلاطين العالم, كما ذكر في كتاب: رسائل الرسول , أن مؤلف الكتاب أبو الخطاب بن الدحية الكلبي كان من أحفاد الصحابي الجليل دحية الكلبي والذي عاش في زمن الرسول و رسائله وصل الى ابعد نقاط الدنيا .
كان الدحية الكلبي من المقربيين و الكتاب المهمين اثناء الدعوة الاسلامية. وابا الخطاب ابن دحية الكلبي كان شاعرا و كاتبا عبقريا في زمانه …
ويلاحظ أنه بعد وفاة السلطان مظفرالدين كوكبورو سنة 630هـ في قلعة اربل ، تعرضت أربيل لهجمات المغول والغزات ،بعد مقاومة عنيفة من الأربليين أمام القوات الغازية ونفوذ مياه الشرب في القلعة تم تدمير أسفل القلعة و تدميرقيصريات السوق والمسجد العتيق في سفح القلعة، لم يبق من هذا المسجد عدا منارتها الشامخة ،ودمرت المدارس في القلعة ،وأسفل القلعة ،سرقت مكتباتها التي كانت تحوي مخطوطات نادرة لعلماء أجلاء ،كانوا يزورون أربيل يشتركون كل سنة في إحتقالات المولد النبوي الشريف ومن الكتب النادرة الذي إختفى بعد إحتلال أربيل كتاب مخطوط بإسم (التنوير في مولد السراج المنير) للعلامة ابو الخطاب ,إبن دحية الكلبي ،كنا لسنوات طوال نتأسف على فقدان هذا المخطوط النادر، الذي كتب في أربيل وقدمه المؤلف كهدية للملك مظفرالدين المعظم ،ومن جانبه منح السلطان مبلغ الف دينار هدية للكاتب، الذي أبدع في هذا التصنيف .حيث كتبه سنة (604هـ / 1207م) والكتاب الموسوم 433 صفحة ،والجدير بالذكر أن هذا المخطوط كتب بأنامل الخطاط (أبو المجد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الأربلي ) ،وأكملت كتابته سنة 605هـ ( 1208) الميلادية …
وحسب تحقيقاتنا التاريخية حول المخطوطة, النسخ موجودة الان في المكتبة الوطنية في باريس- فرنسا , و المكتبة الوطنية في برلين , و مكتبة الاسد بدمشق- الجمهورية العربية السورية , ومركز المخطوطات الاسلامية في تطوان- المغرب العربي ..والحمد لله بمساعدة الدكتور عبدالله التوراتي الكاتب و الموُرخ المَغربي ,حصلنا على النسخة المصورة وتحمل معلمومات النسخة الموجودة في مكتبة الاسد المرقم( 13508) و بعد اعداده و ترتيبه اكملنا نشرها و طبعها في اقليم كوردستان العراق , في السراى- القلعة الشامخة لاربيل .
يذكر أن هذا الكتاب يحتوي على قصائد شعرية وقصة مولد الرسول وطرائف عن حياة السطان مظفرالدين وتأريخ أربيل في ذلك العهد وللأهمية التأريخية لهذا الكتاب يجب علينا نحن المؤرخين والكتاب دراسة هذا الكتاب وتحليل مواضيعها المهمة التي تخص قصة مولد الرسول محمد ( ص).
والمخطوطة كانت بالطبع خالية من اية خريطة و صور و ولكننا لمركز السلطان مظفرالدين للفكر و التاريخ , نرى بان لعلاقة الكتاب بالحقبة المزدهرة لامارة اربل- و تاريخ مملكة السلطان مظفرالدين الكوكبورو , ادخلتنا الخريطة القديمة –الجديدة لامارة اربل مرسومة بقلم و انامل الموَرخ و الكاتب – الدكتور محسن محمد حسين البقال – الاربيلي, و بعض الصور و الوثائق التاريخية لاغناء و لتوثيق كتاب التنوير في مولد السراج المنير .والمخطوطة الان موجودة و الحمد لله تم ترتيبها و اعدادها للطبع لاول مرة في التاريخ في اقليم كردستان العراق و في قلعه اربيل , حيث كتبت و نشرت لاول مرة .باّمر ودستور السلطان مظفرالدين زين الدين على كجوك …

والمتتبع لكتب الموّلد النبوي الشريف يرى أنه هناك كتب أخرى للمولد كتبت بعد هذا الكتاب وكتبت باللغة العربية و انتشرت في العالم الاسلامي , منها كتب او مخطوطات لها علاقة:

– مولد النبي صلى الله عليه و سلم – ابو الفرج ابن الجوزي
– مجموع فيه 3 اولها : مولد النبي صلي الله عليه وسلم – ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – ابن العربي ، محمد بن علي
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – ابن حجر الهيثمي، احمد بن محمد
– مولد النبي – احمد بن ابي الحسن الرفاعي .الرفاعي، احمد بن ابي الحسن
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – البرزنجي، جعفر بن حسن
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – الجيلاني، عبدالقادر بن موسي
– مولد النبي ، مخمس – الحلبي، عبد الكريم الحافي .عبد الكريم الحافي الحلبي
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقرا في المسجد الحرام – الزمزمي، ابراهيم بن محمد
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – المدابغي، حسن بن علي
– مجموع يشتمل علي سته كتب اولها : مولد النبي (ص) – المدابغي، واخرون
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – جعفر بن حسن بن عبدالكريم البرزنجي، زين العابدين
– مولد النبي صلى الله عليه و سلم – خط:الهبيان
– مولد النبي صلى الله عليه و سلم – سليمان البرسوي
– مولد النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – عبدالرحمن بن علي الجوزي
– نظم في مولد النبي صلى الله عليه وسلم – عكاري ، عبد الحميد صبحي بن ابي الفتح
– (مولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، منظومه باللغه التركيه – غير محدث
– رساله في مولد النبي صلى الله عليه وسلم – غير محدث
– نظم نور السراج في مولد النبي صلى الله عليه وسلم – غير محدث
– مولد النبي (صلى الله عليه وسلم ) – غير محدث
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – غير محدث
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – غير محدث
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته – غير محدث
– مولد النبي صلى الله عليه وسلم – لابن الجوزي ، عبدالرحمن بن علي
– مولد النبي صلى الله عليه و سلم-معراج النبي ص – مجهول
– مولد النبي صلى الله عليه و سلم – محمد بن احمد الغيطي
– مولد النبي – محمد بن مصطفي الشفري

كتب المولد النبوي باللغة – التركمانية-:
يعتقد الموُرخيين بان اول حكاية و قصة مكتوبة للمولد النبوي كانت في قلعة اربل اثناء حكم امارة اربل , كتبت باللغة التركمانية( ليست تركية ) في زمن امارة اربل- و حكم السلطان مظفرالدين الكوكبورو, لانه هو الذى ابدع و اقترح احياء المولد النبوي الشريف.. و بعد كتابة( التنوير في مولد السراج المنير) لانه كتبت باللغة العربية انتشرت كتابة المولد النبوي باللغة العربية .وبعدها انتشرت الكتب بشكل واسع في العالم الاسلامي .
ومن أشهر كتب مولدالنبوي الشريف باللغة التركمانية- كتبت في العهد العثماني وهذه المناقب النبوية كتبت بأبيات شعرية مثنوية على وزن (فاعِلاتٌ ،فاعِلاتٌ، فعولُن).أول كتاب مولد كان (سليمان جلبي مولود ناماسى) ولد- سليمان جلبي- في مدينة (بورصة) التركية و لايعرف شيئا عن تأريخ المولد ويذكر أن- سليمان جلبي -عندما كتب هذا المولد كان عمره 60 عاما 812هـ -1409 م ويعتبر مولده أقدم كتاب مولد باللغة التركية كتبه في زمن السلطان مراد الأول توفي سليمان جلبي في سنة 825هـ-1351الميلادية.
يقول في بدايته :
الله ادينْ ذِكِرْ ايدَلومْ أَوَّلا ………واجِبْ اولْدُرْ جُمله اِشْدَه هَرْ قولا
الله ادينْ هَْر كيمْ اوَّلْ اولْ اكْا …….هر اِشى اسانْ ايده اللهْ اكْا

ثم كتاب( رأفت مولود ناماسى ) مؤلفه هو( مصطفى حسن رأفت أفندي) الذي ولد سنة 1863م في مدينة مراش وكان والده اماما وخطيبا ومدرسا في (أولو جامع) وهو ثاني عالم كتب المولد الشريف باللغة التركية حتى يومنا هذا يقرأ هذا المولد في اقليم كوردستان و العراق و خاصة في أربيل وكركوك ومناطق أخرى في العراق وأول الأبيات يقول :
اى خوداوندى عَظيمُ بادِشاه …….. رَحْمَتِنْدِرْ جُمْلَه مَخْلوقَه ثناة
عالَمِ بيِرْ دَمْده اِيجادْ ايَلْدِكْ ……كُنْ دِيدِكْ مَعمورُ بُنيادْ ايْلَدِكْ
وفي أربيل ظهرت كتب عديدة للمولد, على رأسهم كتاب مولد للشيخ (محمد علي الحسامي الأربلي) الذي كتب مولدا نثريا باللغات الثلاثة العربية والتركية والفارسية والكتاب مخطوطة قام الكاتب شيرزاد شيخ محمد الاربيلي- في الفترة الأخيرة ،جمع وكتابة هذا المخطوط النادر في الورد وكتبت معاني كلماتها ،والكتاب حاليا جاهز للطبع. ثم قام الشاعر الأربلي- عبدالرزاق اغا – بتخميس كتاب (رأفت مولود ناماسي) في اواخر قرن التاسع عشر
وبجهود و محاولات الكاتب شيرزاد شيخ محمد الاربيلي-تم الحصول على نسخة من ذلك الكتاب المخطوط وقمت بكتابته وتفسير معانيه بعونه تعالى تم طبع الكتاب على حساب( بنك البركة الأسلامي ).وهناك كتاب آخر للمولد باللغة التركية لشاعر مجهول في أربيل كتب هذا المولد على وزن كتابي رأفت وسليمان جلبي (فاعِلات ٌفاعلاتٌ فاعِلُنْ)

قصة – مولودنامه -المولد النبوي باللغة الكردية :
بعد التركمانية و العربية و الفارسية, ظهرت في كوردستان العراق و في نهاية الاربعينيات و بداية السنة 1952 , ولاول مرة العديد من المولد باللغة الكوردية لعل أهم تلك الكتب -مولونامةى كوردي لقاضي رشاد محمد المفتي – وهي أيضا أبيات شعرية مثنوية يذكر فية قصة المولد الشريف وحكاية عن السلطان مظفرالدين كوكبورو وهناك كتب كوردية أخرى منها كتاب -مولد مخلصى جلى زادة- ولكن سيبقى كتاب القاضي رشاد المفتي مميزا عن كافة كتب المولد باللغة الكوردية الأخرى في أربيل وخارج أربيل ، لكونها مشابهة في أسلوبها الرائع لكتابي سليمان جلبي ورأفت أفندي ووضع على نفس الوزن …ويقول في بدايته :
وا بةناوى خوا دةكةم من ئيبتدا …… تا بة ئةمرى خؤشةويست بى ئيقتدا
رحمتى زؤر سةلامى خواى مبين……….سةر محمد بــــــآ شفيع المذنبين

ان لكتاب- التنوير في مولد السراج المنير- اهمية تاريخية كبيرة, و تطبع لاول مرة في التاريخ بعدما كانت مفقودة تماما و لم يكن له اثر .
المخطوطة موجودة الان في ( مركز السلطان مظفرالدين الكوكبورو للفكر و التاريخ ) و المنارة المظفرية في اربيل و ايضا في (مكتبة اكاديمية كوردستان) وأعتقد أن هذا المركز آمن للحفاظ على هذه الكتب المخطوطة القيمة من الإندثار والضياع ،و الحمد لله تم طبع المخطوطة النادرة و الكتاب لأهميته ولكونها تراث و اثار للتآليف والكتابات التي أهديت للملك مظفرالدين المعظم .
علما بأن الكتاب المذكور تخص القصة الكاملة للاسلام و حكاية الانساب و السيرة النبوية الشريفة وأشعار عن مدح الرسول ، ويعد الكتاب أول كتاب مولد الف لقراءته في المناقب النبوية الشريفة في اربيل و القلعة في زمن السلطان مظفرالدين كوكبورو
فسلمت يدا كل من ساهم وحاول إيجاد هذا الأثر النادر إن شاء الله سيطبع الكتاب بعد فترة لأن الكتاب له ذكرى خاصة في قلوب الأربليين الذين يكنون حبا جما لسلطانهم المعظم مظفر الدين كوكبورو والذي رفع إسم أربيل بعد وفاته بقيت عاداته وأعماله راسخة في نفوس الأربليين ويكفي للأربليين أن الأحتفالات التي تقام في مختلف دول العالم من إيجاد حاكم أربيل .
السلطان مظفرالدين و صاحب الفكرة( الاسلام الاجتماعي):
وحسب التحقيقات التاريخية لاعمال و سيرة السلطان مظفرالدين الكوكبورو, وصلنا الى استنتاج مهم,بان السلطان مظفرالدين كان يمتلك روَية و راية ( الاسلام الاجتماعي) اثناء حكمه في امارة اربل, تلك المنهج السلمي و العرفاني و الانساني , وكانت المراسيم الدينية الاسلامية تحمل المبادىَ السامية الاجتماعية و الانسانية للدين الاسلامي الشريف, بعيدا كل البعد عن المسائل الدنيوية و السياسية , وانما كانت الاسلام- ديناً اجتماعيا انسانياً ..

قصة صمونجي بابا -عبق ماضينا المجيد

هذه قصة ولي من أولياء الله ، اسمه(( حامد آقصرايلي )ولكنه عُرف بين أهالي مدينة « بورصة » باسم ( صمونجي بابا )لأنه كان يبيع (الصمون ) لهم .ولِد في مدينة « قيصري » وسافر في طلب العلم إلى بـــلاد ( الشام ) و ( تبريز) ،ووصل إلى ( أردبيل ) وهي : مدينة في شمال غرب الجمهورية الاسلامية إيرانية( اقليم ازربيجان الغربي) ، اشتهرت بمكتبتها (1) الكبيرة ، وعاشت فترة من الازدهار الثقافي . وهناك التقى الوليَ والعالِمَ الكبيــــــر « علاءالدين الأردبيلي » ولازمه ، وبقي في خدمته سنوات عديدة فنَهلَ من علمه ودرج مثله في مدارج التصوف والزهد .ثم رجع وسكن في مدينة ( بورصة )، وكانت آنذاك عاصمة الدولة العثمانية ، فقد كان ذلك في عهد السلطان ( بايـزيد الأول) ( 1360-1403م(قضى ( صمونجي بابا ) سنوات عديدة من عمره ، في مدينـة « بورصة » يخبز الخبز في فرنه المتواضع ، في البيت ثم يضعه في سلة كبيرة ، يحملها على ظهره ، ويمشي في الأسواق وفي الأزقة ، وما إن يراه الصبيان حتى يهتفوا :
– جاء ((صمونجي بابا )) … جاء ((صمونجي بابا)) » .
وسرعان ما يتجمعون حوله ، ويبتاعون منه الخبز … كان جميع أطفال وصبيان وأهالي « بورصة » يحبونه ، فوجهه
.نورانـي ، وهو بشوش يحب الأطفال ويلاطفهم ، وخبزه حار ولذيذ ونظيف

وعندما بدأ السلطان « بايزيد » ببناء جامع « أولو جامــع » ( أي الجامع الكبير ، أو الجامع العظيم ) اعتاد عمال البناء شراء الخبز من « صمونجي بابا ».اكتمل بناء هذا الجامع ، الذي يُعد آية من آيات العمارة الإسلامية ، وتُعد الآيات الكريمات التي تزينه آية في فن الخط ، وتقرر افتتاحه بصلاةالجمعة .وفي يوم الجمعة : حضر السلطان « بايزيد الأول » إلى الجامع مع الوزراء والقواد والعلماء ، وجمع غفير من أهالي « بورصة » حتى امتلأ هذا الجامع الكبير ، على سعته ، وعندما حان وقت الخطبة ، التفت السلطان إلى العالِم الكبير « أمير سلطان » وكلّفه بإلقاء الخطبة .
وقف « أمير سلطان » قرب المنبر ، وبدأ يجول ببصره في الحضور ، وكأنه يفتش عن أحدهم … اجل كان يفتــــش عن « صمونجي بابا » فهو يعرف قدرَه وعلمه ، وإن جهلـَهُ الناس ، واعتقدوا أنه ليس إلاّ رجلاً طيباً يبيع الخبز … وأخيراً وقع بصره عليه … ثم قال بصوت سمعه كل الحضور ، وهو يشير بيده إليه :

– ليس في هذا الجامع مَن هو أحق من هذا الرجل بإلقاء هذه الخطبة .دهش الحاضرون من هذا الكلام ! وبدأوا يتطلعون إلى الجهة التي أشار إليها العالِم « أمير سلطان » وأحس « صمونجي بابا » بحرج شديد ، فقد كتم أمره عن الناس طوال هذه السنوات ، فلا يعرفون عنه إلاّ أنه بائع خبز ، وها هو أمير سلطان يفاجئه فيكشف أمره للناس .
قام من مكانه مضطراً واتجه إلى المنبر ، والأنظار مصـوبة إليه ، وقبل أن يصعد المنبر ، مال على أذن « أمير سلطان » وهمس له معاتباً .
– ماذا فعلتَ يا أخي ؟ لقد كشفتني أمام الناس جميعاً .
فأجابه « أمير سلطان » بالهمس نفسه :
– أنت الأجدر بإلقاء هذه الخطبة يا أخي .
صعد الولي المتخفي على المنبر ، وبعد أن حمد اللهَ وأثنى عليـه ، قرأ سورة « الفاتحة » ، وبدأ بتفسير معانيها من سبعة أوجه ، وكانت خطبة ، وتفسيراً رائعاً ، أخذ بمجامع قلوب الحاضرين .
ولم يخفِ العالِم الكبير ، والمعروف « ملا فناري » الذي كان حاضراً ، وسمع هذه الخطبة حيرته ، ودهشته وإعجابه بالخطبة ، فقال فيما بعد لأصدقائه :
-لقد شاهدنا عظمة هذا الرجل ، وتبحره في العلم وفي التفسير ، فالتفسير الأول للفاتحة فهمه الجميع والتفسير الثاني فهمه البعض ، والتفسير الثالث فهمه القلة ، والخواص فقط ، أما التفسير الرابع، والخامس ، والسادس ، والسابع فقد كان فوق طاقة إدراكنا .
وانتشر الخبر في أرجاء العاصمة « بورصة » بسرعة ، وعرف الجميع حقيقة هذا الرجل المتواضع الفقير ، الذي يحمل سلة الخبز على ظهره ، ويتجول في الأسواق وفي الأزقة ، ويتلاطف مع الأطفال والصبيان … عرفوا أنه عالِمٌ كبير ووليّ من أولياء الله ، وانتظروا رؤيته ؛ لكي يقبّلوا يديه ويسألوه الدعاء ، ولكنهم لم يروه ..اجل لم يروه بعد تلك الخطبة ، لقد رحل هذا الولي عن « بورصة » بعد أن انكشف أمره … رحل إلى مدينة أخرى لا يعرفه الناس فيها .
مات رحمه الله في مدينة « آق صراي » ودُفنَ فيه.

ان اعداد و نشر هذه المخطوطة التاريخية بشكل كتاب سيكون نهاية لمرحلة من التاريخ الثقافي لمدينة اربيل وبداية لمرحلة تاريخية جديدة و مساهمة فعالة في صنع التاريخ الثقافي و السياسي للمدينة القديمة بصورة خاصة و للشرق الأوسط بصورة عامة
اربيل مدينة عبق التاريخ ورونق المعاصرة مدينة القرار الكردستاني و مركز المنعطفات التاريخية علي مستوي التاريخ المحلي والعالمي تمثل عقل الكرد و روح كردستان
ان هذا الكتاب يمثل التاريخ الحقيقي للإسلام ومصدر مهم من مصادر السيرة النبوية وتاريخ الانساب ,جمع فيه مؤلفه الآراء المختلفة حول السيرة النبوية واعطي رأيه في نهاية كل موضوع لذالك يعتبر هذا الكتاب إضافة مهمة جدا في مجال الدراسات التاريخية والدينية و العرفانية .
اربيل مدينة الماضي و الحاضر والمستقبل , وعاصمة التاريخ وهبة الجغرافيا المدينة الأسطورة والواقع الاجمل والابدع من كل خيال واكبر دليل علي ذلك هو الاسم اربيل ( مدينة الله) حيث كان( ايل) هو إله العهد القديم ودخل في اسماء الملاءكة في الاسلام علي سبيل المثال ميكاءيل و عزراءيل واسم اربيل يذكرنا ب قابيل و هابيل و طير الابابيل وكل ما يدخل في صلب وعمق التاريخ الطويل

وفي النهاية من الجدير ان نشكر قبل الكل الدكتور عبدالله التوراتي, استاذ الحديث و علومه بجامعة محمد الاول بتطوان في المملكة المغربية , والاستاذ اسماعيل محمد البركاتي والذى كان معنا اثناء بحثنا الاول لكتابة –مظفرنامة- و جمع اّثار السلطان مظفرالدين الكوكبورو- و ارسل لنا لاول مرة اللوحة و القطعة الحجرية القديمة على مدرسة المسجد المظفري في المكة الكرمة .
واخيرا لابد من القول , بان الكمال لله وحده ونعتذر عن وجود اية نقص و قصور في الاعداد وكتابة المخطوطة و ترتيب نشرها و تصميمها و طبعها لاول مرة منذ كتابته باربل سنة 604 الهجرية, .. اتمنى من المختصيين و الموُرخين البحث و اجراء دراسة و تحليل الكتاب بشكل اَفضل بما فيه خير للدين الاسلامي و التاريخ .
والله من وراء القصد ..

خسرو بيربال القصاب
مركز السلطان مظفرالدين كوكبور للفكر و التاريخ
[email protected]
اربيل في 14-1-2020 الميلادية
المصادف -18 الجمادي الاولى 1441 الهجريةImage previewImage previewImage preview

Image previewImage preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here