انا حزينة يا شهريار

انا حزينة يا شهريار

عبد صبري ابو ربيع

اتكأت على تخت قبالة شهريار بعد أن هيأت نفسها … قالت له : سيدي الأمير أروي لك سطوراً مأساوية خلعت قلبي …
تناهت الى سمعي من أحد الناس وهو ينشد هذه السطور بين حشد من الناس .. عن وطن يجري فيه نهران رائعان والذهب تحت أقدام أهله والخيرات تشبع كل البطون … سمعته يقول :

نحن لا نعرفكم

نحن لا نحبكم

يا أهل الفتنة

يا غرباء التفكير والوسيلة

تظنون أنكم تملكون

كل الوسيلة

وقد فاحت من

أردانكم الرذيلة

سيدي الأمير كيف حكموا هؤلاء الناس البلاد أما ترى هناك خلل في التوقيت وفي المكان أراني قد ملهم أهل البلاد …

أهلنا يحسبوننا من

أسياد الطغاة والرذيلة

وهم على فتات الأجانب

كانوا دخيلة

سيدي الأمير هذا ظلم يحسبون أبناء وطنهم شركاء أولئك الطغاة .. تلك قسمة ظيزى أن يتصارعون مع الحياة

الوطن مأسور بجهالة

عقولكم الهزيلة

ارحلوا عنا يا أهل

الكراهة والشقاق

واتركوا الوطن

للأيام الجميلة

أيام دمرها الأجنبي وذيوله

سيدي الأمير لا بد ان عقلاء القوم ورجال الحزم بعيدون عن الساحة والشعب يأن من جراحه ورب البيت لا يسمع نواحه …

سرقتم وخربتم وزدتم

أنين الشعب وعليله

أسفاً يا سيدي الأمير أهكذا يكون الحكم على الناس مع ان الكثير ينتظر الخير والسعادة ربما هؤلاء اعترضتهم أمور فوق
طاقتهم فأبعدتهم عما يبتغون تحقيقه

فمنكم العميل

وفيكم الحاقد

وفيكم من يدمر

الوطن وطلوله

سيدي الأمير أليس هذا وطنهم ؟ اذا لم هذا التخريب .. ولماذا التفرج على أمور تجري تحت أنظار كبار القوم ..!

الشعب مبتلى بآرائكم

ورغائبكم المريضة والسليلة

تململ شهريار على وسادته والكأس بين يديه متطلعاً الى شهرزاد وهي تقول : هنا يكمن الفساد والدمار والخراب كل يجر
البساط اليه جرا …

نحن نريد حاكماً

لا طائفيا ً لا عنصرياً

لا مذهبياً لا عميلاً

لا منتفخاً ذيوله

نعم يا سيدي الأمير هذا هو الكلام الصحيح ..

نريد من يحكمنا

يطرق الأبواب جميعا

ويفتح للشعب اقفاله

سيدي الأمير هذا المنشد يبتغي ان يكون صوت الشعب واحد وهو نعم الرأي

نحن لا نريد سياسيون

همهم الدولار وهمهم

صحبهم والعيون العسوله

ضحكت شهرزاد وقالت : سيدي الأمير اعتذر لقد سمعت غزلاً جميلاً مع ان الكثير همه ان تمتلأ خزائنه بالدولار والنوم
في النهار

نحن أهل الطيبة

وهي رمزنا

والأخلاق الجميلة

نحن لا نريد من

يبتغي التقسيم متمرداً

يقطع وطناً

يقتل أبنائنا

يفرق أطيافنا

ويحمي أعدائنا

وللأجنبي كفيلة

إنني أتقطع يا سيدي الأمير .. اي وطن هذا من يريد تقسيمه وتقسيم شعبه حتى يأكل بعضهم البعض أليست هذه كارثة يا سيدي
الأمير … والله لقد خلع قلبي ثم سمعته يقول :

إيه يا وطن المآسي

يا وطن القتل والذبح

والجياع والعاطلين

والشحاذين والتمنيات الخمولة

ثم أردف يا سيدي الأمير مكرراً ومؤكداً :

نحن لا نعرفكم

نحن لا نحبكم

أما ترون الذهب

في كل مكان

والخيرات تملأ الأرض

والأنهار وحقولا

والمهجرون في بقاع الأرض

ينشدون سلماً

ينشدون هواءاً نقيا ً

وإصباحا خجولة

سيدي الأمير .. أف لوطن ٍ يهجره أبنائه :

نحن لا نعرفكم صامتون

مرتشون تابعون

حاقدون تسيركم ذواتكم

وأنفسكم بلا هدف ولا فضيلة

أتبتغون حكم الجاهلية

حكم الطغاة

حكم العسكرة

حكم الطائفية

وأشياخ الثمولة

سيدي الأمير تألمت جداً وانا أرى دمعة رقراقة تنساب على خده ثم اختفى كالبدر بين السحائب الس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here