المرجع الخالصي يدعو إلى تكامل تظاهرات اليوم ضد الاحتلال الامريكي مع المظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة

وأكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية Image previewالمقدسة، بتاريخ 28 جمادى الاولى 1441هـ الموافق لـ 24 كانون الثاني 2020م، وجوب ان تكون هناك محاور مشتركة واهداف واضحة لكل حراكنا الشعبي والجماهيري، ونحن نجمل هذه الاهداف في النقاط التالية:

1) ان تكون الرسالة والهوية واضحة، وان تكون لهذه الامة مرجعية صالحة تقودها لطريق الخير، لأن من لا مرجعية له فإنما يريد ان يجعل المرجعية في السفارات الاجنبية المعادية لهذه الامة.

2) هوية العراق، وهي هوية اسلامية عربية مع اعتزازنا بالقوميتين الكردية والتركمانية، العربية باعتبار ان العراق هو اغلبيته الساحقة من الامة العربية.

3) وحدة العراق، وهو ان يكون العراق موحداً، وهذا ما تجلى واضحاً في حراك الجماهير.

4) الاستقلال، فلا يمكن لبلد يلتزم بهويته وهي هوية إسلامية، ويؤكد على وحدة شعبه ووحدة الوطن إلا ان يكون قراره مستقلاً غير تابعٍ لجهة من الجهات.

5) يترتب على هذا رفض المشاريع التي تأتي مع الاحتلال وهذا هو سبب رفض العراقيين للتسلط الانكليزي القديم والوصول إلى ثورة العشرين ونحن نقترب من ذكراها المئوية، وهو سبب ايضاً لرفض كل المدارس والافكار الواردة مع الاحتلال ومع الاستعمار البريطاني والاستعمار الامريكي والمدارس الصهيونية والقوى الماسونية.

6) رفض المشروع السياسي، فأي مشروع سياسي يفرضه الاحتلال خصوصاً حين يبنى على المحاصصة وليس على المواطنة، ويبنى على تسليط الاحزاب وليس على ارادة الجماهير، ويبنى على تمكين التابعين والعملاء وليس على احترام رأي الامة، فإن مثل هذه المشاريع لن تكون له نهايات إلا النهايات الكارثية المأساوية التي يعيشها شعبنا في العراق اليوم.

وأشار سماحته (دام ظله) إلى ان موقفنا منذ البداية كان رفض العملية السياسية، ورفض الانجرار إلى مخادعاتها ورفض الاشتراك ولو من بعيد في كل مراحلها، بدءً من الانتخابات الزائفة والدستور المخادع الملغوم، والبرلمانات التي أُسست، والاغراءات التي قدمت، والاكاذيب التي رفعت، والطائفية التي مزقوا بها الشعب، ومحاولات الانفصال والتقسيم العرقي، كل هذا جزء مهم من مخطط العملية السياسية الذي رفضناه منذ البداية، والذي وصل شعبنا إلى قناعة قاطعة انه مخطط معادي يراد منه تدمير العراق والامة.

ودعا سماحته (دام ظله) إلى تكامل المظاهرات التي خرجت تطالب بخروج قوات الاحتلال، مع التظاهرات التي خرجت لتطالب بالحقوق، فهي مظاهرات مشروعة تتسم بالطابع الوطني، ذات بعد انساني وجماهيري واضح، وهذا ما ينبغي دعمه وتأييده كما قلنا منذ البداية، ولكن ايضاً حذرنا من محاولات الاستغلال والدخلاء او المجهولين من الذين يستغلون المطالب المحقة، ويحاولون حرفها بذات اليمين وذات الشمال من الادعاء بعدم الحاجة إلى المرجعية او الحديث عن فشل الاسلام السياسي في قيادة العراق، ونحن نؤكد على جوب وجود المرجعية الاسلامية وخصوصاً ممن رفض العملية السياسية، وان الذي فشل هو الاسلام الامريكي وليس الاسلام الذي جاء به رسول الحق محمد (ص).

وأكد سماحته (دام ظله) قائلا: إن جرائم امريكا في العراق لم ولن تنتهي، والانتهاك الصارخ للسيادة والجرائم الارهابية التي جرت واضحة للعيان، والحل الوحيد هو رحيل قوات الاحتلال، ونحن في بداية الاحتلال طالبنا بجدول زمني للإنسحاب، واليوم نطالب بالخروج الفوري لهذه القوات، دون تخويفنا بداعش التي اسسوها لكي نهرب منها إلى طلب المساعدة منهم، والمستجير بأمريكا خوفاً من داعش، كالمستجير من الرمضاء بالنار، فهي التي سببت الفتنة وسببت الاحداث كما يقول هذا الرئيس الحاكم في امريكا اليوم.

وفيما يخص التدخلات الاجنبية والاقليمية بيّن سماحته (دام ظله) ان هذه التدخلات على قسمين:

قسم طلبتها الحكومة او الجهات العراقية كما اعلن رسميا للمساعدة في صد الاحتلال والارهاب معاً ومقاومتهما.

وهنالك قسم آخر يعتبر العراق تابعاً او جزءً مستهلكاً ويتعامل معه على اساس الاضعاف، فهذا ما لا يقبله الاسلام ولا المسلمون ولا الشعب في العراق ولا حتى في بقية الدول الاسلامية، فالعراق بلد مستقل ويجب ان ينظر إليه بهذه الطريقة، ولا يجوز بقاء أية قوة في العراق إلا بموافقة الحكومات الشرعية الوطنية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here