ما الذي يجمع الحزب الشيوعي بالتيار الصدري الديني التابع لإيران ؟

خضير طاهر
تاريخيا الحزب الشيوعي وقع في عدة خيارات خاطئة أشهرها تحالفه مع حزب البعث ضمن الجبهة الوطنية ، وإذا كان البعث حزبا علمانيا رفع شعارات إشتراكية ، فالسؤال الآن هو : ماالذي جمع الحزب الشيوعي اليساري العلماني التقدمي بالتيار الصدري الديني الظلامي الذي يقوم على خرافات مضادة للعقل والمنطق ، وهو تنظيم عائلي يرتكز على عبادة الشخصية ومتورط بالكثير من الجرائم إذ انه لديه ميليشيا مسلحة إرتكبت العديد من جرائم القتل في السابق والحاضر وأيضا إرتكب هذا التنظيم مخالفات كثيرة فيما يخص سرقة المال العام !
والطامة الكبرى من الناحية الوطنية التيار الصدري تنظيم عميل تابع لإيران يعمل ضد مصالح العراق وشعبه ، ولعلنا نتذكر كيف ساند الصدريون البعثيين وتنظيم القاعدة في الفلوجة بناء على الأوامر الإيرانية !
لقد بدأت علاقة الشيوعيين بالتيار صدر عند تحرك مقتدى الصدر لإحتواء الحراك المدني السابق وتذويبه وإفشاله حسب الأوامر الإيرانية ، ونجح بالفعل في تلك المهمة ، لكن الغريب فعلا رغم إدراك الشيوعيين بمؤامرة مقتدى على ذلك الحراك الذي كانوا جزءا فاعلا فيه مع هذا توطت علاقتهم بمقتدى أكثر وتوجت بتحالف إنتخابي – سياسي نجم عنه حصول الشيوعيين على عدة مناصب ومقاعد برلمانية !
فكيف إجتمعوا ، وما هو القاسم المشترك بين الشيوعيين ومبادئهم وشعاراتهم .. وبين جماعة مقتدى الصدر .. وماهي نشاطات تيار مقتدى الوطنية كي يكون جديرا بأقامة علاقة سياسية معه ؟
الجواب واضح هو خيار خاطيء من الحزب الشيوعي ويندرج في خانة الإنتهازية السياسية والبحث عن موطيء قدم بين الجماهير وداخل العملية السياسية ، وهو نتيجة لطغيان المصالح الحزبية على المباديء ومصالح الشعب والبلد !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here